الجيش السوري استعاد آباراً للنفط ماكرون مرتاح إلى محادثاته مع بوتين

27

سيطر الجيش السوري مدعوماً بغارات جوية روسية عنيفة على سلسلة من آبار النفط في جنوب غرب محافظة الرقة السبت، بينما يخوض مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) معارك للدفاع عن الأراضي المتبقية لهم في البلاد. 

ونقلت قناة “الإخبارية” التي تملكها الدولة عن مصدر عسكري أن الجيش سيطر على حقول نفط الوهاب والفهد ودبيسان والقصير وأبو القطط وأبو قطاش وقرى أخرى عدة في منطقة الصحراء الواقعة في جنوب غرب محافظة الرقة.

وتقع هذه الحقول جنوب بلدة الرصافة وآبارها النفطية والتي استعادها الجيش الشهر الماضي من المتشددين في المكاسب الميدانية الاول داخل المحافظة.

وأحرز الجيش والميليشيات التي تدعمها إيران تقدما شرق مدينة حلب في الاشهر الاخيرة واستعاد قطاعات من الأراضي غرب نهر الفرات انسحب المتشددون منها للدفاع عن الرقة معقلهم الرئيسي حيث يخوضون الآن معارك ضد “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) التي تدعمها الولايات المتحدة داخل المدينة.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن أحدث المكاسب تعزز قبضة الجيش على مساحة من الأراضي تمتد من شرق محافظة حماه إلى شرق حمص وأطراف محافظتي الرقة ودير الزور.

وأضاف أن القوات الجوية الروسية كثفت غاراتها على أهداف وبلدات عدة يسيطر عليها المتشددون في المنطقة التي تضم عقيربات التي استهدفتها صواريخ كروز روسية أطلقت من سفن حربية في البحر المتوسط نهاية أيار.

وسيتمثل الهدف التالي للجيش في استعادة بلدة السخنة بوابة محافظة دير الزور الواقعة في شرق البلاد على الحدود مع العراق ومن المرجح أن تكون آخر معقل كبير للمتشددين في سوريا إذا فقدوا السيطرة على الرقة.

وطوال الأيام الاخيرة تحدث أعلن الجيش وحلفاؤه الذين تدعمهم إيران عن تحقيق مكاسب قوية في الشمال الشرقي الصحراوي لمدينة تدمر القديمة وذلك بالسيطرة على حقل غاز الهيل الذي جعلهم على مسافة نحو 18 كيلومتراً جنوب السخنة.

وقال المرصد ومواقع تابعة للمتشددين إن القتال العنيف تواصل في الساعات الـ48 الاخيرة قرب الهيل وحقل آراك القريب للغاز الذي استعاده الجيش السوري الشهر الماضي.

ويشارك الجيش والميليشيات التي تدعمها إيران في حملة منذ أيار لملء الفراغ الناجم عن انسحاب المتشددين من المناطق التي سيطروا عليها ذات يوم في الصحراء الشرقية السورية الشاسعة والتي تمتد من وسط سوريا إلى الحدود الجنوبية الشرقية مع العراق والأردن.

وفي الصحراء الجنوبية الشرقية، تواصل القتال العنيف بين الجيش وحلفائه الذين تدعمهم إيران من جانب ومسلحي “الجيش السوري الحر” الذي يدعمه الغرب من جانب آخر في الريف الشرقي الوعر لمدينة السويداء في جنوب سوريا.

وقال الجيش إنه سيطر عل معظم هذه المناطق الواقعة أيضا قرب الحدود مع الأردن، في حين قال المسلحون إنهم ألحقوا خسائر في صفوف “حزب الله” اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية.

ماكرون مرتاح للقائه بوتين

في غضون ذلك، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إحراز تقدم في المحادثات في شأن الملف السوري خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقصر فرساي في ضواحي العاصمة باريس في 29 حزيران المنصرم.

ونقلت عنه صحيفة “جورنال دو ديمانش” الفرنسية إشادته بنتائج محادثاته مع الرئيس الروسي، إذ قال سيد قصر الإليزيه إن التعاون بين عسكريي البلدين على الأرض، ارتقى إثر هذا اللقاء إلى مستوى جديد مبدئياً.

وأشار إلى بقاء بعض الخلافات في مواقف الرئيسين في شأن سوريا، قائلاً: “فلاديمير بوتين حليف لبشار الأسد، بينما يقضي موقفي بأن عزل الأسد ليس شرطاً ضرورياً لتطبيق أي مبادرات جديدة في الملف السوري، غير أنني أبحث في الوقت عينه عن إجراءات من شأنها إعادة الاستقرار في المنطقة والقضاء على الإرهاب، ويختلف موقفي في ذلك عن أسلافي في المقعد الرئاسي”.

من جهة أخرى، أبلغ ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعهما الرسمي الأول في باريس بأن فرنسا تشاطر إسرائيل مخاوفها في شأن تسليح “حزب الله”. وقال وقد وقف الى جانب نتنياهو: “أشاطر إسرائيل مخاوفها من تسليح حزب الله في جنوب لبنان… نسعى إلى استقرار لبنان مع مراعاة الاهتمام الواجب بكل الأقليات”.

 وكرر إنه سيدعم أي مبادرة تهدف إلى معاودة مفاوضات السلام في الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي والمجمدة منذ ثلاث سنوات. وأيد قيام دولتين اسرائيل وفلسطين تعيشان في سلام جنباً الى جنب وعاصمتهما القدس.

 وفي جنيف، بورودافكين المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين إن أمام المحادثات السورية التي ترعاها الأمم المتحدة فرصة لاحراز تقدم لأن مطالب اطاحة الأسد تراجعت.

المصدر: النهار