الجيش السوري في الرقة لأول مرة منذ 2014

22

دخلت قوات الجيش السوري، اليوم السبت، بدعم جوي روسي ولأول مرة منذ نحو عامين محافظة الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم داعش، الذي يتصدى في الوقت ذاته لهجومين آخرين تشنهما قوات سوريا الديموقراطية بغطاء أمريكي في شمال البلاد.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن القوات الحكومية بالتعاون مع مقاتلين موالين لها دربتهم موسكو يعرفون باسم قوات «صقور الصحراء»، وبغطاء جوي روسي تمكنوا اليوم السبت، من دخول الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، في شمال البلاد.

وبدأت القوات الحكومية الخميس هجوما من منطقة أثريا في ريف حماة الشمالي، وتسببت الاشتباكات بين الطرفين منذ بدء العملية بمقتل 26 عنصراً من تنظيم داعش وتسعة عناصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد.

ويهدف الهجوم بالدرجة الاولى وفق المرصد، إلى استعادة السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على بحيرة الفرات غرب مدينة الرقة، والتي يجاورها مطار عسكري وسجن تحت سيطرة تنظيم داعش.

وتقع أثريا على بعد حوالى مئة كيلومتر جنوب غرب الطبقة، التي تبعد بدورها حوالى خمسين كيلومترا من مدينة الرقة، مركز المحافظة.

وباتت القوات السورية وفق المرصد، على بعد أقل من 40 كيلومترا من مدينة الطبقة التي سيطر عليها تنظيم داعش في أغسطس/آب 2014، بعد إعدامه 160 جنديا فيها.

وبحسب عبد الرحمن، فإنها المرة الأولى التي تدخل فيها القوات الحكومية محافظة الرقة، منذ ذلك الحين.

وأعلن تنظيم داعش صيف العام 2014 قيام «الخلافة الإسلامية»، على مناطق سيطرته في سوريا وأبرزها الرقة وكذلك في العراق المجاور.

تنسيق «أمريكي – روسي»

ويأتي هجوم القوات السورية بدعم جوي روسي في الرقة بعد بدء قوات سوريا الديموقراطية، التي تضم مقاتلين أكرادا وعربا وبدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أمريكية هجوما مماثلا في 24 مايو/أيار لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، انطلاقا من محاور عدة احدها باتجاه الطبقة، ولكن من ناحية الشمال.

وينفذ التحالف الدولي منذ سبتمبر /أيلول 2014 غارات جوية تستهدف التنظيم في مناطق سيطرته، والذي تستهدفه ايضا ضربات تشنها روسيا منذ سبتمبر /أيلول 2015.

وتعليقا على تزامن الهجومين في الرقة باتجاه الطبقة من جهتي الغرب والشمال قال عبد الرحمن يبدو أن هناك تنسيقا غير معلن بين واشنطن وموسكو.

وردا على سؤال حول التعاون مع واشنطن، شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الجمعة، على أولوية اتخاذ تدابير مباشرة وفعالة وحازمة في القتال ضد الإرهابيين، في إشارة إلى التنظيمات الجهادية.

في شمال البلاد أيضا، يتصدى تنظيم داعش لهجوم ثالث في محافظة حلب، حيث باتت قوات سوريا الديموقراطية على بعد عشرة كيلومترات من مدينة منبج، أبرز معاقله شمال مدينة حلب.

وتمكنت هذه القوات منذ بدء هجومها الأربعاء، التقدم والسيطرة على 34 قرية ومزرعة وفق المرصد.

ولمدينة منبج أهمية استراتيجية إذ تقع على خط الإمداد الرئيسي لتنظيم داعش بين الرقة والحدود التركية.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة «أوتشا»، في بيان، بأن الاشتباكات في محيط منبج دفعت 20 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، وأن 216 ألفا آخرين معرضون للنزوح في حال اشتد القتال.

في موازاة ذلك، تستمر الغارات الكثيفة لقوات الجيش السوري على الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، ما تسبب في مقتل 11 شخصا على الأقل، وفق المرصد.

كما قتل 16 شخصا وأصيب أكثر من أربعين بجروح جراء «قذائف أطلقها إرهابيون» على أحياء تحت سيطرة القوات الحكومية في غرب حلب، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».

ولا تزال طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد المتبقي من الأحياء الشرقية باتجاه الريف الغربي بحكم المقطوعة، مع استهداف أي حركة عبرها، ما يجعل الأحياء الشرقية محاصرة تماما في الوقت الراهن، وفق عبد الرحمن.

مساعدات محدودة

وتعثرت كل المحاولات في الآونة الأخيرة لاستمرار وقف الأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه بموجب اتفاق أمريكي روسي في مناطق عدة، خصوصا في حلب وكذلك المساعي الدبلوماسية الرامية لإنهاء النزاع الدامي الذي تسبب في مقتل أكثر من 280 ألف شخص، ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وجددت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة في المعارضة السورية مطالبة الأمم المتحدة بإلزام النظام السوري بالتقيد بهدنة خلال شهر رمضان تستثني مناطق سيطرة تنظيم داعش، وبتسريع إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

وقال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط، في بيان، إنه مع بدء شهر رمضان المتوقع الإثنين، دعونا نرى المواد الغذائية والأدوية ومساعدات أخرى تدخلالمناطق المحاصرة، داعيا إلى «الكف عن الأكاذيب والمراوغة، فقط اسمحوا للإمدادات بالدخول».

وأعلن مكتب العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، أن السلطات السورية وافقت على إيصال مساعدات إنسانية برا إلى 12 منطقة محاصرة خلال يونيو/حزيران، وسمحت بإيصال مساعدات محدودة إلى مدن المعضمية وداريا ودوما في ريف دمشق. ورفضت دمشق في المقابل إيصال مساعدات إلى حي الوعر في مدينة حمص ومدينة الزبداني في ريف دمشق.

ويعيش نحو 600 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة، في مناطق محاصرة معظمها من القوات الحكومية، في حين يوجد أربعة ملايين شخص في مناطق يصعب الوصول إليها.

 

المصدر:الغد