الجيش السوري يتقدم صوب مدينة جنوبية مدعوما بغارات جوية

21

بيروت (رويترز) – قال الجيش السوري إن قواته تقدمت بدعم من قصف جوي مكثف صوب مدينة استراتيجية في محافظة درعا الجنوبية يوم الثلاثاء بعد أن سيطرت على قاعدة عسكرية قريبة.

وأضاف أنه استعاد السيطرة على معسكر اللواء 82 أحد أكبر القواعد شمالي مدينة الشيخ مسكين التي يسيطر مقاتلو المعارضة على معظمها والذين هددت سيطرتهم عليها هذا العام طرق إمدادات الجيش إلى الجنوب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت لاحق يوم الثلاثاء إن المعارضة تظهر مقاومة شديدة وإن القتال مستعر. وأحصى المرصد أكثر من 24 غارة جوية أثناء الهجوم.

ويأتي تقدم الجيش صوب الشيخ مسكين في إطار أول هجوم كبير له بجنوب سوريا منذ أن بدأت روسيا في 30 سبتمبر أيلول شن ضربات جوية دعما لحليفها الرئيس بشار الأسد.

وذكر الجيش أيضا في نبأ عاجل بثه التلفزيون الرسمي أنه استعاد السيطرة على تل الهش إلى الشمال الغربي من الشيخ مسكين. ويطل التل الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة لمدة عام تقريبا على أجزاء كبيرة من غرب درعا الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وقال المرصد السوري إن طائرات روسية على ما يبدو قدمت الدعم الجوي للهجوم البري يوم الثلاثاء.

وظلت روسيا حتى وقت قريب تركز قصفها على أهداف مقاتلي المعارضة في شمال غرب سوريا والمناطق الساحلية لمساعدة الجيش السوري على انتزاع الأراضي التي فقد السيطرة عليها هذا العام.

ومدينة الشيخ مسكين هي الهدف الأساسي لحملة الجيش في الجنوب وتقع على واحد من طرق الإمداد الرئيسية من العاصمة دمشق إلى مدينة درعا القريبة من الحدود مع الأردن.

ويقول نشطاء إن الضربات الجوية الروسية التي تشمل إطلاق قذائف وقنابل من ارتفاعات عالية يمكن تمييزها عن ضربات سلاح الجو السوري التي تعتمد بدرجة أكبر على البراميل المتفجرة التي تسقطها طائرات هليكوبتر تحلق على ارتفاع أقل.

وتميل الضربات الروسية إلى أن تكون أكثر تركيزا ودقة وتشارك فيها طائرات عديدة وليس طائرة واحدة كما يفعل الجيش السوري كثيرا. ويقول السكان إن ذخائر الضربات الروسية تخلف حفرا أكثر عمقا.

وستعزز السيطرة على الشيخ مسكين التي تقع في قلب محافظة درعا قبضة الجيش على المنطقة المحصنة جيدا والتي تمثل خط دفاع جنوبيا لحماية دمشق.

وقال مقاتل معارض في لواء فلوجة حوران إن جماعات مقاتلة من بينها جبهة النصرة- جناح تنظيم القاعدة في سوريا- تخوض معارك شرسة للحيلولة دون سقوط المدينة.

وقال المرصد إن انفجارين كبيرين سُمعا في المنطقة ويعتقد أن وراءهما سيارتين ملغومتين في عملية نفذتها جبهة النصرة. وأضاف المرصد أن تقارير تفيد بأن المعارضة بدأت التقدم مرة أخرى صوب القاعدة.

ولا يزال مقاتلو المعارضة يسيطرون على أجزاء كبيرة من المنطقة التي تقع أيضا على الحدود مع إسرائيل لكنهم في وضع دفاعي إلى حد كبير منذ فشل هجومهم في يونيو حزيران للسيطرة على أجزاء خاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة درعا.

وجنوب سوريا هو المعقل الكبير الأخير للمعارضة الرئيسية المناهضة للأسد والتي ضعفت في مناطق أخرى بعد توسع تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق والشمال وبعد مكاسب جبهة النصرة في الشمال الغربي.

ويحصل مقاتلو المعارضة في الجنوب باستثناء جبهة النصرة على ما يصفونه بأنه قدر بسيط من الدعم العسكري والمالي من دول غربية وعربية. وينقل الدعم عبر الأردن وهو حليف للولايات المتحدة.

وقال الجيش السوري يوم الثلاثاء إنه استعاد السيطرة على بلدة مهين الواقعة إلى الشمال من دمشق. كانت الدولة الإسلامية قد سيطرت الشهر الماضي على البلدة التي تبعد نحو 20 كيلومترا عن الطريق السريع من دمشق شمالا إلى مدن حمص وحماة وحلب.

وفي شمال غرب البلاد قال سكان إن المعارضة قصفت قريتين شيعيتين فقتلوا شخصا واحدا على الأقل بعد يوم من رحيل مقاتلين ومدنيين مؤيدين للحكومة إلى تركيا في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة.

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

reuters_tickers

 

المصدر: swissinfo