الجيش السوري يطوّق القريتين الأسد: الميدان يسرّع الحل السياسي

25

رأى الرئيس السوري بشار الأسد ان النجاح الذي حققه الجيش سيساعده في الإسراع في إنهاء الحرب بالبلاد لأنه يضعف موقف الدول المناوئة التي يتهمها بإجهاض أي اتفاق.
وفي مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية نشرت أجزاء منها أمس بعد يومين من نجاح القوات الحكومية السورية بدعم جوي روسي في طرد مقاتلي “الدولة الإسلامية” (داعش) من مدينة تدمر، قال الأسد إن الحكومة السورية ستواصل العمل بمرونة في المحادثات الرامية الى إنهاء الحرب. لكنه اعتبر أن هذه الانتصارات سيكون لها أثر على القوى والدول التي تجهض أي تسوية. وأضاف أن على رأس هذه الدول السعودية وتركيا وفرنسا وبريطانيا التي تراهن على “هزيمتنا” في ميدان القتال لتفرض شروطها في المحادثات.
وأكد ان “الدعم العسكري الروسي ودعم الأصدقاء لسوريا والإنجازات العسكرية السورية كلها ستؤدي لتسريع الحل السياسي وليس العكس”.
وصدرت هذه المواقف بعد التقدم العسكري الذي فتح قدراً كبيراً من المساحات الصحراوية في شرق سوريا نحو معاقل “داعش” في محافظتي دير الزور والرقة بعد محادثات غير مباشرة استمرت أسبوعين بين الحكومة وفصائل معارضة رعتها الأمم المتحدة في جنيف.
ويقول المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا إنه يريد للمحادثات ان تتعامل مع قضية الانتقال السياسي في سوريا التي وصفها بأنها “أم القضايا”. لكن الحكومة السورية قالت قبل بدء المحادثات إن مقام الرئاسة “خط أحمر”.
وأمس أبلغ الأسد وكالة الإعلام الروسية أن وفد الحكومة السورية أظهر مرونة في المحادثات مع المعارضة كي لا تضيع ولو فرصة واحدة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة تفهمت أخيراً موقف موسكو بضرورة ألا يناقش مستقبل الأسد في الوقت الحاضر.
غير أن العضو البارز في المعارضة السورية رياض نعسان آغا قال إن مستقبل الأسد ينبغي أن يكون القضية الأساسية خلال المحادثات في جنيف وإن هدف موسكو من التصريح بضرورة عدم مناقشة مستقبل الأسد هو تقويض فرص نجاح المفاوضات.

مدينة مطوقة
وبعد استعادة تدمر الأحد، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن مقاتلات روسية وسورية استهدفت أمس مدينة السخنة على مسافة 60 كيلومترا شمال شرق تدمر تدمر والتي تقهقر اليها مقاتلو “داعش”.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الجيش وحلفاءه استعادوا أيضا أراضي في محيط مدينة القريتين على مسافة 100 كيلومتر جنوب غرب تدمر وإن هذه الأراضي تشمل مزارع ومنطقة جبلية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن المدينة مطوقة تقريباً.
وأوضح المرصد أن من بقوا من مقاتلي “داعش” انسحبوا من مواقع في شمال شرق تدمر. وقصفت المقاتلات الروسية والسورية مدينة السخنة وشنت 29 غارة على القريتين صباح أمس فقط.
وإذا استعاد الجيش القريتين والسخنة وجيوبا أخرى من قبضة “داعش” فسيقلص إلى حد بعيد قدرة التنظيم المتشدد على تحقيق وجود عسكري في مناطق مأهولة بغرب سوريا بينها دمشق ومدن كبيرة أخرى.
وتعهدت روسيا وإيران الداعمتان للأسد الاستمرار في مساندته بعد استعادة تدمر.

ايرولت والمعلم
وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت بانه لا ينوي “التذمر” من طرد النظام السوري “داعش” من تدمر، وان يكن هذا الانتصار لا يعفي دمشق من المسؤوليات.
وقال ايرولت الذي يقوم بزيارة للجزائر: “لن نتذمر من ان تدمر لم تعد في أيدي داعش. فتدمر تعتبر رمزاً في نظر الكثيرين… لكن في الوقت عينه، عندما غزا داعش تدمر، لا نستطيع ان نقول إن النظام في دمشق دافع كثيراً عنها، وهذا أمر مؤسف. ربما لو كان هناك رد فعل قوي، لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه اليوم. كان ممكناً تجنب سقوط تدمر”.
ولاحظ خلال مؤتمر صحافي بعد لقاءات مع المسؤولين الجزائريين وخصوصا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ان انتصار قوات النظام “ينبغي ألا يعفي النظام في دمشق” من مسؤولياته في النزاع.
وابدت الجزائر مراراً تحفظات عن قرارات صادرة عن جامعة الدول العربية ضد نظام الاسد، في حين تكرر باريس انه لا يمكن ان يكون الاسد جزءاً من مستقبل سوريا.
وأقر ايرولت بأن “هذه نقطة نختلف حولها. فهي لا تشكل أولوية بالنسبة اليهم”، مشيراً الى انه لم يلتق وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وتصادفت زيارة يقوم بها المعلم للجزائر تلك التي يقوم بها نظيره الفرنسي.
وقال ايرولت في هذا الصدد: “لم أكن على علم بالزيارة. الجزائريون يفعلون ما يتعين عليهم القيام به. لم تكن لدي الرغبة ولا الفرصة للاجتماع به”.
وأشاد وزير الخارجية السوري الثلثاء بالتزام الجزائر دعم الحل السياسي للنزاع في سوريا، وذلك خلال زيارة له للجزائر تستغرق بضعة أيام.
ولفت المعلم لدى لقائه رئيس الوزراء الجرائري عبد المالك سلال الى “الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل التوصل الى حل سياسي للأزمة”. وأضاف أن الطرفين شددا على “مواصلة مكافحة الارهاب والتشاور بين البلدين في القضايا الاقليمية والدولية”.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية “و اج” عنه ان سوريا والجزائر في “خندق واحد ضد الارهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
وليس هناك أي مؤشر لاحتمال لقاء المعلم بوتفليقة.

الصين تعين مبعوثا
¶ في بيجينغ، أعلنت وزارة الخارجية الصينية تعيين أول مبعوث خاص الى سوريا مع سعي الصين الى تعزيز وجودها الديبلوماسي في منطقة الشرق الاوسط.
وصرح الناطق باسم الوزارة هونغ لي للصحافيين بان شي شياويان سيكون مبعوث الصين الخاص الى سوريا. وكان شي سفير الصين في ايران واثيوبيا والاتحاد الافريقي.

صورة وزعتها الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” لدمار لحق بآثار تدمر.

المصدر:النهار