“الحزب الإسلامي التركستاني” فصيل جديد يقود عمليات رئيسية في شمال سوريا

56

جاء إلى سوريا بعد أن فقد الملاذ في باكستان وبرز بعد تراجع دور “الشيشانيين”

كشفت مقاطع مصورة تظهر مقاتلين تركستانيين في معارك مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الأسبوع الماضي، عن تنامي دور هؤلاء المقاتلين الذين يقدمون أنفسهم على أنهم أعضاء في ªالحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام© في الصراع في سوريا، وتكتلهم ضمن إطار تنظيمي عرقي جديد، أخرجهم من حالة الانصهار ضمن مجموعات حليفة أخرى، مثل جبهة النصرة، رغم التحالف مع التنظيم والقتال في معارك مشتركة وبرز نشاط المقاتلين التركستانيين، الذين يتحدرون من تركستان الشرقية إقليم شينغيانغ، غرب الصين، في قيادة الهجمات في مطار أبو الضهور العسكري، بعد ظهورهم في مقدم الهجوم على مدينة جسر الشغور بريف إدلب، في الربيع الماضي وظهر هؤلاء، إثر تراجع ملحوظ لنشاط المقاتلين الشيشانيين وªالمهاجرين© من القوقاز، بعد أن كان هؤلاء يتصدرون الهجمات في ريف اللاذقية في مارس آذار ، وسط معلومات عن انضمام كثيرين منهم لتنظيم داعش، وانتقالهم في مناطق سيطرته

تنظيم الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام، أعلن عن نفسه رسمًيا الأسبوع الماضي، خلال ثلاثة مقاطع فيديو بثها على موقع ªيوتيوب©، تثبت توليه قيادة العمليات في مطار أبو الضهور وتتفاوت التقديرات حول حجم وجودهم في سوريا، وانخراطهم في العمليات ففي وقت كانت التقديرات الدولية في العام الماضي، تشير إلى وجود مقاتلاً، ظهر نحو منهم في العمليات ضد جسر الشغور، بحسب ما يقول مدير ªالمرصد السوري لحقوق الإنسان©© رامي عبد الرحمن لـªالشرق الأوسط©، مشيًرا إلى أن عددهم في شمال سوريا ªتضاعف وبات بالآلاف، نظًرا إلى إقامتهم مع عائلاتهم في جبل التركمان بريف اللاذقية© ويقول ªوثقنا مقتل منهم في عمليات سهل الغاب وريف إدلب وريف اللاذقية منذ ظهورهم كمجموعات قتالية متوحدة تعمل في شمال سوريا، ومقربة من جبهة النصرة© ولا يملك الخبراء أرقاما موثقة للمجموعات التركستانية في شمال سوريا ويقول الخبير في الجماعات المتشددة حسن أبو هنية لـªالشرق الأوسط©، إن ªالحديث عن ألف تركستاني ينقسمون بين مقاتلين وعائلاتهم، هو رقم مبالغ فيه©، مشيًرا إلى أنه أحيانا يتم الخلط بين مقاتلي الحركة الأوزبكية والتركستانية، موضًحا أن التنظيمين هاجرا من باكستان وكانا يبايعان زعيم طالبان الراحل الملا عمر ويشير أبو هنية إلى أن مقاتلي التنظيمين بعد الضغط الباكستاني في يوليو تموز الماضي والتململ في صفوف التنظيم إثر مقتل زعيم طالبان حكيم الله مسعود في نوفمبر تشرين الثاني ، وجدوا ألا ملاذ لهم في باكستان، فتوجهوا إلى سوريا ومقاتلو الحزب الإسلامي التركستاني، هم في الأساس ينتمون إلى الحركة الشرقية التي أسسها حسن معصوم في نهاية التسعينات، وقتل في مايو أيار بغارة أميركية بعدها، تولى عبد الحق التركستاني، وهو مقرب من الملا عمر، زعامة المجموعة ولا يزال حتى الآن زعيمها ويتحدر هؤلاء من إقليم شينغيانغ في الصين، المعروف بـªتركستان الشرقية© ونشأت هذه الحالة المتطرفة بهدف ªتحرير تركستان من الصين©، كما يقول أبو هنية، مشيًرا إلى أنهم بدءوا العمل مع تنظيم القاعدة، وتولت القيادة في التنظيم شخصيات تقيم في أفغانستان وباكستان التغيير الذي طرأ على ولاءات المجموعات ªالمهاجرة© إلى سوريا، منذ ظهور تنظيم داعش، لم يطل مجموعة ªالحزب الإسلامي التركستاني© هؤلاء، بحسب أبو هنية، ªلم يحسموا خياراتهم بعد بين تنظيم القاعدة وفرعه في سوريا جبهة النصرة، وتنظيم داعش©، مشيًرا إلى أن هذه الحركات تتبع المركز، ولا يزال قائدها عبد الحق التركستاني على ولائه لـªالقاعدة© وقال إن ªهذا الواقع أبقاهم في حالة من الاستقلال، وخصوًصا منذ بروزهم كمقاتلين أشداء في ريف إدلب، يتعاونون مع النصرة وأحرار الشام وأخيرا جيش الفتح©، مشدًدا على أن عملهم مع هذه المجموعات ينطلق من كونهم أكثر التصاقا بتنظيم القاعدة تغير اسم ªالحزب الإسلامي التركستاني© أخيرا من ªلنصرة أهل الشام© إلى ªالحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام© ويقول رامي عبد الرحمن إنهم ªبرزوا كقادة للعمليات في جسر الشغور وسهل الغاب ومطار أبو الضهور، بوصفهم يمتلكون خبرات قتالية، وخبراء في الاقتحامات© وحل هؤلاء محل القوقازيين الذين تقدر أعدادهم بنحو مقاتل في سوريا، كانوا يتصدرون المعارك بريف اللاذقية منذ ربيع وتتفاوت التقديرات حول موقع القوقازيين الآن ففي حين تقول مصادر سوريا معارضة في الشمال إن بعض هؤلاء الشيشانيين ومقاتلي شمال القوقاز ªفككوا تكتلهم الذي حمل عنوان كتيبة الشيشانيين تنظيم داعش أخيرا ويوضح ªبعد مقتل أبو محمد الداغستاني أمير شمال القوقاز الذي كان أكثر ميلاً وانصهروا في جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الفتح©، يكشف أبو هنية أن معظمهم انضم إلى صفوف لتنظيم القاعدة وتأييدا لزعيمه أيمن الظواهري، تحولت القيادة إلى أبو محمد القدري الذي بايع تنظيم داعش، وحسم خياراته باتجاه التنظيم© عندها، انشق جيش المجاهدين والأنصار مع عمر الشيشاني عن ªالقاعدة©، وانضموا إلى ªداعش©، لافًتا إلى أن ذلك يفسر نقل نطاق العمليات من الساحل وشمال غربي سوريا حيث ثقل وجود فصائل مؤيدة لـªالقاعدة©، إلى نطاق عمليات ªداعش© المنفصل عن تنظيم القاعدة ُيشار إلى أن تنظيم الحزب الإسلامي التركستاني أدرجته الأمم المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية في العام ، كما أعلنته الولايات المتحدة جماعة إرهابية في العام ، بينما اعتبرته روسيا تنظيًما محظوًرا منذ عام ، كما تعتبرهم الصين إرهابيين انفصاليين

 

المصدر: الشرق الاوسط السعودية