الحكومة التركية تواصل إصرارها على البقاء في ليبيا عبر إيقاف عملية عودة المرتزقة الموالين لها وإرسال المزيد منهم من سورية

54

تتواصل عملية توقف عودة “مرتزقة” الفصائل السورية الموالية للحكومة التركية من الأراضي الليبية، بل على العكس من ذلك عمدت الحكومة التركية إلى إرسال دفعة جديدة مؤلفة من 380 مرتزق إلى ليبيا خلال الأيام الفائتة وفقاً لمعلومات المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث جرى استقدام المجموعة إلى تركيا في بداية الأمر ومنها جرى إرسالهم إلى ليبيا، في ظل الاستياء المتصاعد في أوساط أولئك المرتزقة من بقائهم هناك وعدم عودتهم لاسيما وأن أوضاعهم سيئة جداً هناك.

ونشر المرصد السوري في الثالث من الشهر الجاري، أن الأيام تمضي ولاتزال عملية عودة “المرتزقة” السوريين الموالين لتركيا من ليبيا، متوقفة إلى الآن، حتى أن الدفعة التي غادرت الأراضي الليبية بتاريخ 25 آذار الفائت لم تعود إلى سورية حتى اللحظة، في الوقت الذي من المفترض أن تتم عملية خروج المرتزقة من هناك وعودتهم إلى سورية على دفعات إلا أن الجانب التركي، لايزال يراوغ ويناور بملف العودة وسط استياء متواصل من قبل المقاتلين المتواجدين هناك، لاسيما بأن أوضاعهم سيئة جداً من حيث عدم حصولهم على رواتبهم ورغبتهم الشديدة بالعودة، لكن يبدو للجانب التركي رأي آخر فهو الآمر الناهي بهذا الشأن بينما المقاتلين دمية بيد المخابرات التركية تحركها كيفما شاءت، ولم يتوقف الحد عن توقف عملية عودة المرتزقة، بل أن هناك مجموعة مؤلفة من نحو 380 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، وصلت الأراضي التركية خلال الأيام الفائتة، ولم ترد معلومات مؤكدة حتى اللحظة، فيما إذا جرى نقلها إلى ليبيا من تركيا أم لمنطقة أخرى أم أنها لاتزال في تركيا.

على المقلب الآخر، يؤكد المرصد السوري أن عودة المرتزقة السوريين الموالين لروسيا، ممن جندتهم شركة “فاغنر الروسية” وأرسلتهم إلى ليبيا، لاتزال هي الأخرى متوقفة، وما يحصل هو عمليات تبديل حيث تعود دفعة لسورية وتخرج دفعة أخرى في المقابل، ومهمة هؤلاء المرتزقة حماية وحراسة المناطق النفطية في ليبيا.

المرصد السوري أشار 29 آذار، أن وجهة الدفعة التي تضم عشرات المرتزقة من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، والتي غادرت الأراضي الليبية بتاريخ 25 الشهر، لاتزال مجهولة، حيث لم يُعلم إلى الآن فيما إذا كانت عادت لتركيا أم ذهبت لأوروبا أو جرى نقلها من قبل الحكومة التركية لمكان آخر، إلا أنها بكل تأكيد لم تدخل الأراضي السورية حتى الآن، في الوقت الذي لاتزال متوقفة عملية عودة المرتزقة السوريين من ليبيا منذ 21 آذار مارس/آذار 2021، في ظل الاستياء المتواصل بشكل متصاعد من قبل المقاتلين المتواجدين هناك، على خلفية المماطلة والمناورة من قبل الحكومة التركية بما يتعلق بعودتهم إلى سورية.

وكان المرصد السوري أشار في 25 آذار، إلى أن الاستياء الكبير في أوساط “المرتزقة” من حملة الجنسية السورية المتواجدين على الأراضي الليبية، في ظل توقف عودتهم إلى سورية مرة أخرى منذ يوم الأحد 21 آذار/مارس بعد أن كانت دفعة مؤلفة من 120 مقاتل من فصيل السلطان مراد عادت إلى سورية من ليبيا، ويخشى أن عودة قلة قليلة منهم هي مناورة تركية وعودة إعلامية فقط لا غير، حيث أن هناك أكثر من 6630 مرتزق لايزالون في ليبيا، ووفقاً لمصادر المرصد السوري من داخل المرتزقة، فإن هناك نوايا تركية لإبقاء مجموعات من الفصائل السورية الموالية لها في ليبيا لحماية القواعد التركية هناك، كما أن الكثير من المرتزقة لا يرغبون بالعودة إلى سورية بل يريدون الذهاب إلى أوروبا عبر إيطاليا.

لمرصد السوري أشار في 21 آذار الفائت، إلى أن دفعة من مرتزقة فصيل “السلطان مراد” ومقاتلين آخرين عادوا خلال الساعات الفائتة إلى الأراضي السورية قادمين من ليبيا، ويقدر عدد الدفعة العائدة إلى سورية بنحو 120 مقاتل، يأتي ذلك في ظل الأوضاع المزرية للمقاتلين الموالين لتركيا المتواجدين في ليبيا، حيث قالت مصادر المرصد السوري بأن المرتزقة هناك وضعهم مزري للغاية حتى أنهم لم يقبضوا رواتبهم ومستحقاتهم الشهرية وسط استياء شعبي كبير من قبلهم ورغبتهم بالعودة الفورية إلى سورية.

على صعيد متصل، أفادت مصادر المرصد السوري من منطقة عفرين، بأن أبو عمشة “ملك مملكة الشيخ حديد” وقائد فصيل السلطان سليمان شاه، يقوم بتجهيز دفعة من مقاتليه لإرسالهم إلى تركيا، ولم ترد معلومات مؤكدة حتى اللحظة عن وجهتهم بعد ذلك ويعتقد أنها ليبيا، وأضافت المصادر بأن أبو عمشة قال للمقاتلين بأن رواتبهم الشهرية ستكون 500 دولار أميركي ومن المرتقب أن تخرج الدفعة إلى تركيا خلال الساعات القادمة.

وكان المرصد السوري نشر في 19 الشهر الجاري، أن أوامر جاءت للمقاتلين السوريين الموالية لأنقرة والمتواجدين ضمن الأراضي الليبية، بالبدء بتجهيز أمتعتهم وأنفسهم تحضيراً لعودتهم إلى سورية، وجاءت الأوامر من قبل الجانب التركي الذي أرسل “المرتزقة” إلى ليبيا لحماية مصالحه هناك، يأتي ذلك في ظل عودة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الحضن العربي من بوابة القاهرة عاصمة العروبة، وفي ظل توقف عودة المرتزقة منذ منتصف شهر تشرين الثاني من العام الفائت، حيث من المرتقب بدء عودتهم خلال الأيام القليلة القادمة.