الدمار في كل مكان والأضرار تتعدى تلك التي تراها العين.. جنديرس التي كانت مفعمة بالحياة يوما ما

49

الدمار في كل مكان والأضرار تتعدى تلك التي تراها العين، أبنية وأحياء بكاملها انهارت،  وسيارات وممتلكات أصبحت تحت الركام،  ورائحة الموت تنتشر في كل مكان، وتغيرت بشكل كامل مركز ناحية جنديرس غربي عفرين في محافظة حلب قرب الحدود مع لواء إسكندرون.
جنديرس التي كانت مقصدا للكثير من المهجرين والنازحين بعد تهجير عدد كبير من أهلها إبان العملية العسكرية التركية “غصن الزيتون”، اليوم أصبحت مكانا للمخيمات في محيطها وقرب المنازل المدمرة، وكشفت شر القائمين على إدارة المنطقة من مدنيين وعسكرين كردا وعربا على حد سواء.
وتقول السيدة (ندى) وهي من أهالي جنديرس، بأن مسكنها انهدم فوق رؤوسهم يوم الزلزال في 6 شباط،  وتمكنت من إنقاذ نفسها، ومن ثم بدأت محاولات إنقاذ عائلتها، التي استمرت  لـ 4 أيام.
وأصبحت عائلتها بلا مأوى، في حين أن الفصائل الموالية لتركيا كانت تغتصب منزلا للعائلة في الحي ذاته، لم يتضرر بسبب الزلزال.
وتضيف السيدة بأنها حاولت استعادة منزلها المغتصب من عناصر الفصائل، لتأوي عائلتها بعد دمار منزلها الآخر، لكنها فشلت.
وقالت السيدة بأنها أضرت للذهاب إلى منزل والدها في قرية مجاورة، للسكن عنده، ولن تتمكن من العودة إلى جنديرس إلا في حال وافقت الفصائل على إعادة منزلها.
وتوضح ندى بأن مئات الأسر حذوا حذوها وغادروا جنديرس، بسبب الدمار الكبير وتدمر البنى التحتية هناك، فضلا عن غياب الأمن في ظل سطوة عناصر الفصائل الموالية لتركيا.
وفي شهادة أخرى، يقول السيد (أبو أحمد)  44 عاما، وهو كردي من أهالي جنديرس، بأن فرق الإنقاذ رفضت مساعدته بإزالة جزء من أنقاض منزله، رغم أن أفراد عائلته كانت أصواتهم مسموعة وهي تستغيث.
ويضيف بأن أهالي جنديرس أمضوا أيام وهم يحفرون ويبعدون الركام ويكسرون الجدران وأسطح المنازل الخرسانية بالأيدي وأدوات بسيطة، في حين أضطر أبو أحمد لمغادرة جنديرس إلى قرية أخرى، بعد تمكنه من إنقاذ عائلته.
واستولت الفصائل على آليات تعود ملكيتها لسكان البلدة الأصليين بقوة السلاح، كما استولت على المستودعات التي تخزن المواد الطبية والإغاثية.
كما منعت فصائل “الجيش الوطني” دخول آليات من الآهالي أبناء المكون الكردي إلى البلدة جنديرس، الذين توجهوا إلى البلدة للمساهمة في عملية انتشال العالقين تحت الأنقاض.
وتعد مدينة جنديرس، أكثر منطقة سورية تضررت من الزلازل الذي ضرب الأراضي السورية في السادس من شهر شباط الجاري، حيث قضى وأصيب الآلاف من سكان وأهالي المدينة.
وتشير مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن أكثر من 90 بالمئة من أبنية المدينة غير صالحة للسكن بين مدمرة بشكل كامل ومدمرة بشكل جزئي ومتصدعة.
ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان، أهالي جنديرس بالعودة الفورية، برفقة سندات ملكية العقارات الخاصة بهم، لإعادة إعمار منازلهم وضمان عدم ضياع الحقوق.
وتخضع بلدة جنديرس تحت سيطرة فصيلي “فرقة السلطان سليمان شاه” و”فرقة الحمزة” الموليتين لتركيا بشكل أساسي كما يتواجد فيها عناصر من فصيلي “أحرار الشرقية” و”جيش الشرقية”.