الدور المصري في سوريا.. وساطة نزيهة أم بحث عن زعامة غائبة؟

20

نجحت مصر في انجاز اتفاقين لتهدئة الأوضاع في سوريا في فترة وجيزة، وذلك في ظل رضا من الأطراف المتصارعة، وقبول من الفاعلين الدوليين في الأزمة. لكن ما الذي وراء سعي مصر للانخراط في الملف السوري بعد غياب دام عدة سنوات؟

لاشك أن الموقف المصري تجاه القضية السورية قد اختلف بشكل جذري ما بين عهد الرئيس محمد مرسي والرئيس عبد الفتاح السيسي. فالرئيس مرسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد، بل ودعم بكافة الأشكال جميع التحركات التي من شأنها إسقاط حكمه، وقال إنه “لا مجال ولا مكان للنظام السوري الحالي في سوريا مستقبلا” معتبرا أنه “ارتكب جرائم ضد الإنسانية.

بينما كانت أهم تصريحات الرئيس السيسي هي أن “مصر تدعم الجيوش الوطنية في المنطقة العربية لحل الأزمات ولحفظ الأمن والاستقرار”، في رسالة لم يخطئها أحد بشأن دعم الجيش العربي السوري، ومن خلفه الرئيس بشار الأسد في الحرب ضد الجماعات الإسلامية المسلحة؛ ضماناً لوحدة الأراضي السورية.

ومع بداية حكم السيسي لمصر، نأت الدبلوماسية المصرية بنفسها عن الانخراط بقوة في الملف السوري، وأخذت تراقب الوضع وتدرس مواقف الحلفاء، خصوصاً مع تنامي دور تركيا، العدو اللدود للنظام المصري الحالي، وسيطرتها بشكل كبير مع إيران على الكثير من الملفات المتعلقة بالأزمة السورية.

وبعد ترقب للموقف وخلافات مع السعودية بشأن بقاء بشار ونظامه من عدمه وتصويت في الأمم المتحدة أثار جدلاً شديداً، توسطت مصر وبمباركة سعودية وروسية في إبرام اتفاق الهدنة في الغوطة الشرقية ثم اتفاق الهدنة شمالي حمص فيما يبدو أنه محاولات مصرية حثيثة لتوسيع دورها في الأزمة السورية، بالتنسيق مع قوى إقليمية ودولية ما قد يعزز من رغبة الفاعلين في الملف السوري في تعظيم الدور المصري على حساب دور تركي أو إيراني يبدو أنه فشل حتى الآن في تهدئة الأوضاع على الأرض.

المصدر: dw