الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»: طلبنا من موسكو استئناف التفاوض مع دمشق

92
حذرت إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، تركيا من تحشيد قواتها العسكرية على الحدود الشمالية المتاخمة لمناطق الإدارة الذاتية، وتصعيد لهجتها العدائية ضد «قوات سوريا الديمقراطية». وقالت لـ«الشرق الأوسط» في مدينة القامشلي: «إذا نفذت تهديدها قد تنشر فوضى عارمة تتسبب بإنهاء الاستقرار في تركيا نفسها».
وتابعت أحمد: «أبدينا المرونة في التعامل مع هذه التفاهمات بهدف بناء عملية سلام مبدئية ومستدامة مع تركيا للحفاظ على أمن طرفي الحدود»، لكنها أشارت إلى أن تركيا بدلاً من أن إبعاد حشودها العسكرية عن الحدود، «بدأت بإطلاق التهديدات مرة ثانية، ما يدل على استمرارية النوايا العدائية الخفية باجتياح مناطق شمال وشرق سوريا».
وطالبت القيادية الكردية دول التحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية بضرورة حماية الاستقرار في هذه المناطق التي تحررت من إرهاب «داعش»، وأشارت إلى أن هذه التفاهمات عبارة عن «آلية أمنية» لا علاقة لها بالحكم المحلي، وتابعت قائلة: «التفاهمات عسكرية بحتة ليس لها علاقة بالجانب المدني أو نظام الحكم بالمنطقة».
ونصّت التفاهمات بين أنقرة وواشنطن على إقامة ترتيبات عسكرية بطول 70 إلى 80 كيلومتراً بين مدينتي رأس العين وتل أبيض في محاذاة الحدود وبعمق من 5 إلى 14 كيلومتراً. وكشفت إلهام أحمد أن هذه التفاهمات تمت بالتوافق مع «قوات سوريا الديمقراطية» ومجلسها السياسي، لتقول: «نحن مشاركون فعلياً في هذه التفاهمات. بالطبع دخول هكذا دوريات سيزيد من هواجس الأهالي لكنه سيكون ضمن الشروط التي تم الاتفاق عليها. نحن بحاجة لبناء عوامل الثقة بهدف تحقيق عملية السلام».
وعن شمال حلب، قالت: «تجربة عفرين شاهدة للعيان، فمئات الآلاف من سكانها يقطنون الخيم بالشهباء على بعد عدة كيلومترات عن بيوتهم وممتلكاتهم، هؤلاء هربوا من الاحتلال التركي»، وشدّدت على رفض تكرار التجربة في مناطق الجزيرة السورية الخاضعة لسيطرتهم، وقالت: «يومياً تصلنا تقارير تفيد عن حالات القتل العمد والخطف بدافع طلب فدية مالية عالية، كما نسمع باغتصاب النساء وإهانة الشيوخ وتطبيق سياسة التغيير الديمغرافي وتتريك المنطقة بالكامل».
غير أنّ تركيا تضغط على الولايات المتحدة الأميركية بإنشاء «منطقة آمنة» على حدودها الجنوبية، تضم مدناً وبلدات كردية وأخرى عربية تمتد على مسافة 460 كيلومتراً، ونقلت إلهام أحمد إلى وجود خمسة ملايين سوري يقيمون في هذه المساحة، «يجب أن ينعموا بالسلام والاستقرار المستدام. طالبنا مجلس الأمن ودول التحالف والأطراف الفاعلة بالحرب السورية بحدود آمنة وإنهاء التهديدات التركية ضد مناطق الإدارة»، منوهة بأنهم يواجهون: «خطر (داعش) من الداخل عبر خلاياه النائمة، وتتعرض لعمليات إرهابية تنفذها قوى محلية مرتبطة بجهات إقليمية لضرب استقرار المنطقة».
والتقى وفد من «مجلس سوريا الديمقراطية» مع الروس في «قاعدة حميميم» منتصف الشهر الفائت، وأكدت إلهام أحمد تواصلهم حول تطورات الملف السوري، وقالت: «وجهنا دعوة عبر الروس للحكومة السورية للبدء بعملية سياسية شاملة لحل الأزمة السورية والاعتراف بالإدارة الذاتية وقواتها العسكرية، ورفضنا الخيار العسكري وتهديد النظام باستعادة جميع الأراضي عسكرياً».
وعَقَدَ ممثلو «مجلس سوريا الديمقراطية» محادثات رسمية مع الحكومة السورية منتصف 2017 بطلب من الأخيرة، سرعان ما انهارت بسبب تمسك الوفد الحكومي المفاوض باستعادة شمال شرقي البلاد وضمها لقانون الإدارة المحلية.
وأضافت: «هذه الرؤية لا تخدم الحل السياسي وعملية السلام، وتساهم في استمرارية الحرب لأعوام أخرى، وبالتالي حملات نزوح جديدة يكون الخاسر الوحيد فيها الشعب السوري وبلدنا سوريا».
واستبعدت إلهام أحمد مقايضة تركيا مدينة إدلب غرب سوريا؛ بمقابل مناطق الشهباء وبلدة تل رفعت الاستراتيجية بريف حلب الشمالي لفتح الأوتوستراد الدولي القديم غازي عنتاب – حلب، وقالت: «هناك مقايضة جديدة لكن هذه المرة ستكون من طرف واحد، لأن تركيا لم تعد تمتلك أوراقا ثانية. تل رفعت تحولت لملاذ آمن لسكان عفرين الهاربين من الفصائل الإرهابية والمحتل التركي». وزادت: «قلناها مراراً إن أسلوب المقايضة في حل الأزمة السورية يجلب المآسي والكوارث الإنسانية. فما يحدث في إدلب ونتائجها الكارثية بسبب تفاهمات مسار آستانة بين الدول الضامنة: تركيا وروسيا وإيران».

المصدر: الشرق الأوسط 

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.