الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج نزيفة خلو: تهميش وانتهاك كبير للمكونات والأديان في الشمال السوري من قبل المحتل التركي

30

لا يزال الوضع في الشمال السوري يشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، برغم كل التقارير التي حذّرت من تواصل الخروقات في غياب الردع وتطبيق القوانين، وبرغم الاتفاقيات التي وُقعت للتصدّي لتلك الجرائم البشعة.

ودعت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها، نزيفة خلو، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان،إلى الضغط على تركيا دوليا للانسحاب من المنطقة الشمالية، لافتة إلى حجم الانتهاكات التي ارتكبت في حقّ الأهالي هناك، محذّرة من تواصل سياسة التغيير الديمغرافي التي بدأت تلحق أضرارا بالنسيج الاجتماعي؟
س- مع إقتراب مئوية لوزان، دعوات إلى تشكيل تحالفات كردية-عربية للوقوف في وجه المخططات المعادية لاستقرار المنطقة .. هل يمكن تحقيق وفاق للتصدي للخروقات والممارسات التركية؟
ج- بالتأكيد، لابد أن تكون شعوب المنطقة لحمة وطنية موحّدة، فلا فرق بين العربي والكردي والسرياني والأشوري والشركسي والتركماني، مشروع الأمة الديمقراطية هو مشروع إنساني وأخلاقي ينادي بحرية جميع الأديان والقوميات والعقائد دون إقصاء لتحقيق الأهداف المرجوة وضمانا لحقوق الإنسان الكونية السامية بما يخدم المجتمع بكافة مكوناته المختلفة.

س-تشهد المنطقة الشمالية منذ الغزو التركي حالات خطف وسلب ونهب، في غياب دور فعال للمنظمات الإنسانية والحقوقية برغم التقارير التي أكدت استخدام القوات التركية وفصائلها الأسلحة المحرّمة دوليا.. لو ترسمين لنا الصورة بتلك المنطقة خاصة بسري كانيه وراس العين؟ وماهي أبرز الانتهاكات المرتكبة؟

ج-صورة الأوضاع لا تسرّ، حيث لاتزال تركيا إلى يومنا الراهن تقوم بالانتهاكات في المناطق المحتلة من خطف ونهب وسلب واغتصاب، ويرتكب النظام التركي ومرتزقته أبشع الجرائم بحق الإنسانية، ففي بداية هجومها استخدمت القوات التركية الأسلحة الكيماوية كالفوسفور الأبيض، إضافة إلى القتل العشوائي بحق أهالي المدينتين، واغتيال شخصيات معروفة ومن بينهم السياسية هفرين خلف”.
وقد استخدمت كافة الوسائل لطرد أهالي المناطق المحتلة لفرض سياسة التغيير الديمغرافي من خلال تهجير السكان الأصليين وتوطين عائلات المرتزقة حيث هُجر أغلب سكان المدينتين قسراً، كما قامت تركيا ومرتزقتها بتغيير ديمغرافية المنطقة من خلال جلب سكان المناطق الأخرى، وتوطينهم في منازل المهجرين، أما العوائل التي تشبثت بالبقاء فتعرضت لصنوف عديدة من المعاناة والمعاملة السيئة من خطف ونهب وسلب وفرض قوانين جائرة عليهم.
س- ماحقيقة حالات التهميش التي كثيرا ما يتم الحديث عنها بشأن الأقليات العرقية والطوائف الدينية في تلك المنطقة، ولصالح من إشعال نار الفتنة هناك؟
ج- الجميع يعلم أن تركيا هي الداعم الأول للإرهاب في المنطقة، والمغذّي الأول له، فحين كان تنظيم “داعش” يتمركز في مناطق شمال وشرق سورية لم تتحرّك لمحاربته ومطاردته وفضّلت التضليل والصمت، وما إن حررّت المنطقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، حتى بدأت التهديدات على مناطقنا، لذلك يجب الاعتراف بأن الاحتلال التركي و”داعش” وجهان لعملة واحدة، وتأسيسا على ذلك يسعى الاحتلال التركي إلى انتعاشة “داعش” مرة أخرى في هذه المنطقة.
-وهنا وجبت الإشارة أيضا إلى أن الكرد الإيزيديين يواجهون اضطهادا كبيرا حيث يتم تدمير مزاراتهم وتهجيرهم ويتم إفراغ قرى إيزيدية في عفرين وريف رأس العين/سري كانيه من سكانها، فضلا عن تهميش المكونات والأديان الموجودة هناك ضمن مساعي لتدمير النسيج المجتمعي في تلك المناطق حيث يعيش الكرد والعرب والمسيحيون وكذلك الإيزيديون، حيث عملت تركيا ومرتزقتها على إشعال نار الفتنة، فضلا عن استهداف الكنائس والعوائل الإيزيدية التي تعرض أفرادها للتعذيب بسبب ديانتهم وتعرّض كثير من نسائهم للخطف والإغتصاب.
ولا ننسى تهميش الجانب التعليمي والصحي وفرض تدريس اللغة التركية، ضمن محاولة تتريك المناطق المحتلة.

س- عاث تنظيم”داعش” فسادا في المنطقة الشمالية ومارس كل أشكال الاستبداد والتنكيل والانحراف وغابت تركيا عن محاربته ، وحين تشكلت قسد عام 2016 وحرّرت المنطقة رفقة التحالف الدولي اتّهمت بالإرهاب والتخريب ووصفت بالانفصالية.. ما ردّكم على من يصفون مشروع الإدارة الذاتية بالانفصالي ومن الذي يسعى للإطاحة به برغم أنه أثبت نجاعته في المنطقة؟
ج-لم ولن نكون انفصاليين، نحن نعمل مع مختلف الأطراف ونسعى إلى التوحيد ولا نؤمن بسياسة الإقصاء.. في مناطق الإدارة الذاتية حقّقنا نجاحات في صدّ الاحتلال التركي الذي يسعى إلى الإطاحة بالمشروع الديمقراطي وخلق الفوضى والفتنة ونشر ثقافة العنف، ونواجه تهديدات واسعة من قبل تركيا وفصائلها، لكننا صامدون في وجه المشاريع التخريبية التي تعمل من أجل تحقيق أهداف سوداوية.
س- إقصاء الإدارة الذاتية من مفاوضات اللجنة الدستورية لا يزال يقلق المنطقة الشمالية، برأيك ما دوافع هذا الإقصاء علما أن منطقتكم تضم أكبر المكونات السورية ويحق لها المشاركة في صياغة الدستور؟
ج- لابدّ أن تشارك مختلف الأطراف في كل عملية سياسية بعيدا عن عقلية الإقصاء.. كلنا سوريون، ونحن في الإدارة الذاتية عبّرنا مرارا عن انفتاحنا على الحوار مع أي طرف سوري، إيمانا بأنه لن يكون هناك حلّ للأزمة المستمرّة دون مشاركة الجميع في الحوار.
-الإقصاء لا يخدم الثورة ولا الشعب السوري.. في مناطق الادارة الذاتية قدّمنا آلاف الشهداء وآلاف الجرحى ومن حقّنا المشاركة في صياغة الدستور وكل العمليات السياسية.
س- – ناقش الوفد عن “مسد” في موسكو المقترح الروسي بدخول ثلاثة آلاف من جنود وضباط قوات النظام إلى عين العرب “لحمايتها من خطر الغزو التركي الذي لا يزال قائماً وداهماً” وهو مقترح سبق أن قدمته موسكو، ورفضته إلهام أحمد في تصريح لها قبل أيام، هل وراء الرفض مخاوف من تكرار سيناريو درعا في مدينة كوباني؟
ج- قواتنا العسكرية قادرة على صدّ أي هجوم خارجي قد يستهدف أرضنا، ومن واجب كل السوريين الدفاع عن أرضهم التي تتعرض لهجمات من قبل الاحتلال التركي ولانتهاكات كثيرة، وهو واجب مقدّس.
– لا بدّ على الدول الفاعلة كروسيا والولايات المتحدة الأمريكية أن تضغط على تركيا للانسحاب من مناطق شمال وشرق سورية، إضافة إلى الدور الفعّال للمجتمع الدولي في حماية المدنيين الذين يعانون من الانتهاكات والخروقات.
-كل ردود الأفعال في المنطقة الشمالية رافضة للاحتلال التركي ومرتزقته منذ أن بدأ الهجوم على رأس العين وتل أبيض ولا يزال الأهالي يرفضون الاحتلال ويطالبون بخروج المرتزقة، ويرفضون التعامل بالليرة التركية.. إننا لم ولن نترك أرضنا التي عاث فيها المرتزقة فسادا وإجراما.