الرئيس التركي: يندد بـ”الوقاحة” الأمريكية في الأزمة السورية وبوتين يستقبل المعلم للمرة الأولى

37

أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “النار” على الأمريكيين للتعبير عن إدانته لموقفهم من الأزمة السورية، وقال عندما وصف المطالب الأمريكية للحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية “أود أن تعلموا أننا ضد الوقاحة والمطالب اللامتناهية”. من جهته استقبل اليوم الأربعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية السوري وليد المعلم للمرة الأولى لبحث سبل تحريك عملية السلام.

ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء بما أسماه “وقاحة” الولايات المتحدة في الأزمة السورية. وقال أردوغان أمام مجموعة من رجال الأعمال المجتمعين في أنقرة، أثناء التطرق إلى المطالب التي وجهتها واشنطن إلى تركيا في مجال محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية“، “أود أن تعلموا أننا ضد الوقاحة والمطالب اللامتناهية”.

وأضاف “لماذا يقطع شخص ما مسافة 12 ألف كلم ليأتي ويبدي اهتمامه بهذه المنطقة؟”، في إشارة إلى زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في نهاية الأسبوع الماضي إلى اسطنبول.

وتابع قائلا “لقد اكتفوا (الأمريكيون) بأن يكونوا مجرد مشاهدين عندما قتل الطاغية (الرئيس السوري) 300 ألف شخص. بقوا صامتين أمام وحشية الأسد والآن يتلاعبون بمشاعر الرأي العام الدولي حيال مصير كوباني”. وخلص الرئيس التركي إلى القول “لن نحل مشاكلنا بمساعدة فكر متعال بل بواسطة شعبنا بالذات”.

والاثنين، ندد أردوغان اهتمام الأمريكيين بـ”النفط”، ووصف ذلك بأنه الدافع الإستراتيجي الوحيد للأميركيين في المنطقة.

وعلى الرغم من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، لا تزال الحكومة الإسلامية المحافظة في تركيا ترفض التدخل عسكريا إلى جانب القوات الكردية التي تدافع عن مدينة كوباني السورية الكردية التي يحاصرها الجهاديون على الحدود التركية.

وتعارض أنقرة أيضا قبول الطلب الأمريكي بفتح قاعدتها انجرليك (جنوب) أمام الطائرات التي تقصف مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا.

وتعتبر تركيا أن هذه الغارات غير فعالة وتقول إن مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد السلطة، تشكل الأولوية في إستراتيجية مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

واختتم بايدن الأحد زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى إسطنبول من دون التوصل إلى تقارب ملحوظ مع تركيا حول الملف السوري. وعلى عكس اللهجة التي اعتمدها أردوغان علنا، تكلم مسؤول أمريكي من فريق جو بايدن عن “تقارب في المواقف” أثناء هذه الزيارة.

بوتين يستقبل المعلم

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء للمرة الأولى وزير الخارجية السوري وليد المعلم في لقاء مخصص لبحث سبل تحريك عملية السلام في سوريا .

واكتفى الكرملين بالقول إن بوتين والمعلم اللذين التقيا في المقر الرئاسي في سوتشي على ضفاف البحر الأسود “بحثا العلاقات الروسية السورية”.

لكن هدف موسكو هو تحريك محادثات السلام بين النظام وقسم من المعارضة والمتوقفة منذ قرابة عشرة أشهر بعد مؤتمري سلام: جنيف 1 في 2012 وجنيف 2 في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2013.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية بلغة دبلوماسية جدا أن تحريك العملية السلمية كان مدرجا على جدول المحادثات التي حضرها سيرغي لافروف أيضا.

وقد يتم التطرق أيضا أثناء زيارة المعلم التي تنتهي الخميس، إلى طلب دمشق بتسريع شحن الصواريخ الروسية المضادة للطائرات اس-300، بحسب وكالات الأنباء الروسية.

وعشية زيارة المعلم أعلنت الخارجية الروسية أن “مشكلة إقامة عملية سياسية (في سوريا) ستحتل مكانة مهمة” في هذا اللقاء.

وأوضحت الوزارة الروسية في بيان أن روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري “ستجدد رغبتها في اقتراح موسكو مكانا لإجراء الاتصالات المناسبة بين مسؤولين في الحكومة السورية ومجموعة واسعة من القوى الاجتماعية والسياسية في المجتمع السوري”.

عشرات القتلى في غارات على مدينة الرقة

قتل نحو مئة شخص معظمهم من المدنيين في أعنف غارات شنها سلاح الجو السوري على مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء “ارتفع إلى ما لا يقل عن 95 شخصا بينهم 52 مدنيا عدد الشهداء الذين قضوا “الثلاثاء في غارات النظام التي استهدفت مواقع مختلفة في المدينة الشمالية”، مضيفا أن نحو 120 شخصا آخر أصيبوا بجروح.

وذكر أن “عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” قد يكونوا قتلوا في هذه الغارات”. وتابع عبد الرحمن أن بعض المواقع التي تم استهدافها في هذه الغارات، والتي بلغ عددها نحو عشر غارات، “تقع بالقرب من مراكز التنظيم الجهادي المتطرف “الذي يقيم مراكزه بين المدنيين”.

وأظهرت لقطات فيديو، بثها ناشطون في الرقة، جثثا في شارع قرب أحد المواقع المستهدفة في حين هرعت سيارة إسعاف إلى المكان.
 

المصدر : فرانس 24/ أ ف ب