الرقة تتأهَّب.. ومئتا ألف شخص غادروها

14

قُتل 19 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في تفجير قنبلة وقصف، نفّذته قوات النظام على مواقع المقاتلين في شمال غرب محافظة درعا (جنوب سوريا).
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قنبلة زرعتها قوات الأسد بجانب الطريق انفجرت لدى مرور سيارات تابعة لفصائل معارضة، وتبع ذلك قصف على الطريق الذي يصل بين بلدتي كفر شمس وعقربا في الريف الشمالي الغربي لدرعا. وقصف النظام موقع الانفجار، حيث تجمع عدد من المدنيين.

نزوح من الرقة
في سياق آخر، قال المتحدث باسم التحالف الدولي ضد «داعش» الكولونيل راين ديلون إن نحو مئتي ألف شخص غادروا مدينة الرقة التي تشكل «عاصمة» تنظيم داعش، والذي يستعد التحالف وحلفاؤه من المقاتلين الأكراد والعرب لشن هجوم عليه. وقال ديلون إن «عدد النازحين من الرقة ارتفع إلى مئتي ألف، بينهم 92 ألفاً» باتوا في مخيمات للنازحين. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن وتيرة فرار المدنيين السوريين من الرقة تتسارع.
وقالت ناتالي روبرتس من المنظمة الإنسانية إن «800 شخص يصلون يوميا إلى مخيم عين عيسى للنازحين»، الذي يبعد 30 كلم شمال الرقة، والوضع يزداد صعوبة بسبب الافتقار إلى الإمكانات الإنسانية.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن نحو عشرة آلاف مدني فروا إلى مخيم في قرية عين عيسى، تديره قوات سوريا الديموقراطية، ويقع مباشرة إلى الشمال من الرقة مع وصول مئات آخرين يوميا، في حين تقترب ساعة المعركة.
ويفر السكان من الرقة تحت ستار الليل ويفضلون عبور حقول ألغام ومواجهة نيران الإرهابيين على المخاطرة بالموت في معركة كبرى، من المتوقع أن تنطلق شرارتها قريبا.
وكانت «أطباء بلا حدود» تعتزم تحويل مخيم عين عيسى إلى نقطة عبور للمدنيين، ولم تتمكن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى من التواجد في المنطقة.

طمأنة الأتراك
في المقابل، قال التحالف الدولي: إن واشنطن ستُطلع تركيا على تفاصيل تتعلق بالأسلحة التي قدمتها إلى قوات سوريا الديموقراطية، التي يقودها الأكراد من أجل عملية الرقة. وقال ديلون إنهم لن يعلنوا التفاصيل للرأي العام، وستتم مشاركتها مع تركيا، وأشار إلى أن العسكريين الأميركيين في المنطقة سيتابعون مصير تلك الأسلحة، وفي حال رصدوا استخدامها خارج أهداف محاربة «داعش»، فحينها لن تُقدم أسلحة جديدة لتلك الجماعة، مضيفاً إن أي سلاح يتم تقديمه سوف يسجل برقمه التسلسلي.
وأضاف ديلون إن الولايات المتحدة لم تقدم أسلحة مضادة للدروع بعد إلى «قسد»، موضحاً أن عناصر قوات سوريا الديموقراطية عندما يقتربون من الرقة، سيصبحون هدفاً لسيارات «داعش» المفخخة، فحينها سيبدأون بتقديم الأسلحة المضادة للدروع لهم.
في المقابل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «من ينتظر منّا الصمت إزاء تأسيس دولة إرهابية على حدودنا، يجهلنا، في إشارة إلى الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردي التي تقود قوات سوريا الديموقراطية.

تعزيزات في التنف
وعلى جبهة أخرى، قال الجيش الأميركي إنه عزّز «قوته القتالية» في جنوب سوريا، وحذّر من أنه يعتبر مقاتلين في المنطقة تدعمهم إيران، تهديدا لقوات التحالف القريبة التي تقاتل «داعش». وقال المتحدث باسم التحالف ريان ديلون: «لقد عززنا تواجدنا وعددنا، وأصبحنا مستعدين لأي تهديد من القوات المؤيدة للنظام» في إشارة إلى ميليشيات إيران و«حزب الله».
وأوضح أن نحو مئتي جندي من التحالف والقوات المحلية موجودون حاليا في التنف. وتابع: «لدينا أيضا تغطية (جوية) دائمة» فوق المنطقة. وقال ديلون إن عددا قليلا من القوات المدعومة من إيران بقي داخل ما أطلق عليه «منطقة عدم اشتباك» التي تهدف إلى ضمان سلامة قوات التحالف، وذلك منذ ضربة أميركية يوم 18 مايو على قوة متقدّمة منها.
في الوقت نفسه، يتجمّع عدد كبير من المسلحين خارج المنطقة التي تم الاتفاق عليها بين الولايات المتحدة وروسيا التي تدعم الأسد. وقال المتحدث «نرى ذلك تهديداً».
وكانت طائرات التحالف ألقت آلاف المنشورات على المنطقة، وجاء فيها: «أنتم في محيط منطقة عدم اشتباك. اتركوا المنطقة فوراً».
ويقول البنتاغون إن القوات الموالية للنظام الموجودة في المنطقة مزوّدة بدبابات هجومية ومدفعية، لكنه يرفض الإدلاء بتفاصيل إضافية.

المصدر: عيون الخليج