السلطات اللبنانية تعتقل مئات السوريين وتلقي بهم قرب حدود بلادهم تحت رحمة المهربين

66

تصاعدت وتيرة العنصرية ضد اللاجئين السوريين وارتفعت الأصوات السياسية المعارضة لوجودهم، في حين تمارس الحكومة اللبنانية الإعادة القسرية التي تخالف القانون الدولي بما يخص اللاجئين.

وتزايدت المداهمات التي تشنها السلطات اللبنانية، ضد السوريين منذ بداية نيسان/أبريل الجاري، واستهدفت الحملات مناطق مختلفة من العاصمة بيروت كحارة الصخر وبرج حمود وصولا إلى منطقة وادي خالد والهرمل  مرورا بقضائي الشوف وكسروان في جبل لبنان.

وقالت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن السلطات اللبنانية نفذت مداهمات، منذ مطلع نيسان الجاري، في مناطق الهرمل وبرج حمود وعدة قرى في جبل الشوف وجبل كسروان، اعتقلت خلالها المئات من السوريين، بتهم مختلفة منها (الشغب والاعتداء على المواطنين اللبنانيين وعدم امتلاكهم أوراق ثبوتية تخولهم بالبقاء في لبنان) وهي حجج واهية، وفق ما قاله (م. ع) من أبناء محافظة حمص السورية، وهو شقيق أحد الذين جرى اعتقالهم من منطقة برج حمود ببيروت، مؤكدا أن شقيقه يبلغ من العمر 63 عاما مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأنه دخل لبنان بطريقة شرعية منذ 6 سنوات.

وأضافت مصادر المرصد السوري، بأن السلطات اللبنانية نقلت المعتقلين إلى الحدود السورية-اللبنانية، وسلمت بعضهم إلى السلطات السورية التي بدورها اعتقلتهم فور وصولهم.
وأكدت مصادر المرصد السوري، بأن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري اعتقلت شابين، من أبناء بلدة الغارية في ريف السويداء الجنوبي، وذلك بعد ترحيلهما من قبل السلطات اللبنانية عند نقطة المصنع على الحدود السورية – اللبنانية ، ونقلتهم إلى أحد مراكز الاحتجاز في العاصمة دمشق، بحجة التهرب من الخدمة الاحتياطية، ولا يزال مصيرهما مجهولا حتى اللحظة.
وافلتت السلطات اللبنانية غالبية السوريين الذين جرى اعتقالهم في منطقة وادي خالد الحدودية، التي تعد بؤرة للمهربين، مما أجبر السوريين على دفع مبالغ ما بين 100 -200 دولار أمريكي مقابل إعادتهم إلى منازلهم.
كما تعرض اللاجئين السوريين لسوء المعاملة، دون مراعاة لأوضاعهم الإنسانية.

وبهذا الخصوص، يقول (م.ح) من أبناء محافظة إدلب بأنه اعتقل من منزله في بلدة المتين بجبل الشوف، في 17 نيسان، وتم نقله مع عشرات السوريين، إلى منطقة وادي خالد، واضطر لدفع 200 دولار أمريكي للعودة إلى منزله في منطقة المتين بجبل الشوف.

وفي يوم الخميس عشية عيد الفطر، اعتقلت السلطات اللبنانية عشرات اللاجئين في مداهمات عشوائية في منطقتي برج حمود في العاصمة اللبنانية بيروت وقضاء الشوف في لبنان، بذريعة قيامهم بأعمال سرقة، للضغط على السوريين وإجبارهم على مغادرة البلاد.
وأفادت مصادر المرصد السوري، أن 177 سوريا هم: 42 من النساء و70 طفل، والبقية أي الـ65 هم من الرجال والأحداث، من ضمن هؤلاء عائلة كاملة مؤلفة من تعاني من مرض التلاسيميا.
ودعا مسؤولون لبنانيون المواطنين بمشاركتهم لمقاومة ما أسموه بـ”الاحتلال الديمغرافي” لبلادهم.
وأطلق الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان “الحملة الوطنية لتحرير لبنان من الاحتلال الديموغرافي السوري”.
وطالبت الحملة الحكومة اللبنانية بإعادة مليون سوري إلى بلادهم فورا إلى مناطقهم التي أصبحت آمنة، وترحيل أصحاب السوابق من خارج السجون وداخلها، وإعادة جميع الذين دخلوا سورية بحيث انتفت صفة اللجوء عنهم، وتكليف الأمانة العامة لمجلس الوزراء بالكشف عن الأرقام المتعلقة بالنازحين السوريين.
واتهم الاتحاد العام لنقابة العمال، اللاجئين السوريين”، بالمساهمة بسرقة مياه وكهرباء اللبنانيين، وتلويث الأرض والهواء والثقافة والقيم اللبنانية.
وفر مئات آلاف السوريين إلى لبنان منذ العام 2011، وزاد من الطين بلة مساندة “حزب الله” اللبناني النظام بقمع الاحتجاجات الشعبية التي أسفرت عن نزوح كبير نحو لبنان.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية سيئة، ويوجد حوالى مليوني لاجئ سوري على الأراضي اللبنانية، نحو 830 ألفا منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة، بحسب السلطات المحلية.