«السيدة زينب» السورية.. رقم قياسي في التفجيرات ومزار للشيعة الإيرانيين

26

استهدف تفجيران متزامنان، اليوم السبت، منطقة السيدة زينب جنوب دمشق،  ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من ثلاثين بجروح، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أنه «ارتقى شهيدين وأصيب عدد من الأشخاص في تفجيرين إرهابيين، الأول نفذه انتحاري بحزام ناسف عند مدخل بلدة السيدة زينب والثاني بسيارة مفخخة في شارع التين».

التفجيرات ليست الأولي، بل عرفت المنطقة ذاتها تفجيرات كان معظمها «مزدوجة» منذ نشأة تنظيم داعش في سوريا وسيطرته على مساحات كبيرة منها، حيث يتبني التنظيم في كل مرة تلك التفجيرات التي تقع في منطقة تضم أحد أهم المزارات الدينية، وتنتشر فيها ميليشيات عراقية وإيرانية وجماعة حزب الله اللبنانية الموالية للقوات الحكومية.

 

و«السيدة زينب» أو «الست زينب» أو «الست» هي بلدة سورية تقع على بعد حوالي 10 كم جنوب العاصمة دمشق على الطريق المؤدي إلى مطار دمشق الدولي والطريق المؤدي إلى مدينة السويداء، ويقطنها الأغلبية الشيعية، كما كانت البلدة منطقة سياحية ودينية يزورها مئات الآلف من السياح والزوار من الطائفة الشيعية من إيران والعراق ودول الخليج ولبنان وباكستان والهند وأفغانستان وغيرهم من الدول على مدار السنة.

مخيم قبر الست

أبرز مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا خلال حرب عام 1967، ويبعد حوالي 12 كيلومترا عن العاصمة دمشق، ويضم حوالي 25 ألف لاجئ، تعرض للعديد من التفجيرات حيث وثقت «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا»، مقتل 118 لاجئا فلسطينيا من مخيّم «قبر الست»، في السيدة زينب جنوب دمشق، منذ اندلاع الثورة في 2011.

 

وذكر التقرير الصادر عن المجموعة، في 6 يونيو الجاري، أن الضحايا هم 80 رجلًا و28 امرأة و10 أطفال، لافتة إلى أن العدد الأكبر من الضحايا قتلوا في التفجير الذي وقع في الأحياء المتاخمة للمخيم في فبراير الماضي، وراح ضحيته 40 لاجئًا، فيما شكلت الاشتباكات السبب الثاني للوفاة بين اللاجئين.

كما رصد التقرير الأوضاع الاقتصادية «الصعبة» للذين يعيشون في المخيم، وكذلك التعليمية والصحية، مؤكدًا أن مساعدات «الأونروا» والمؤسسات الإغاثية تشكل الدخل الوحيد لمعظم اللاجئين فيه، وهو ما دفع بعض سكان المخيم إلى العمل ضمن اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري.

أبرز التفجيرات

نتيجة للمعارك الدائرة في المناطق المجاورة لمنطقة السيدة زينب، سقطت قذيفة هاون في نهاية شهر يناير، عام 2013، على ضريح السيدة زينب مما أدى لإلحاق أضرار مادية بإحدى منارات المقام.

وفي 31 يناير من العام الجاري، وقعت 3 تفجيرات بالقرب من ضريح السيدة زينب، أدت لمقتل حوالي 50 شخصا من بينهم  مسلحون، وجرح أكثر من 100 شخص آخرين وتبناه تنظيم داعش.

 

وفي 25 أبريل، تعرضت المنطقة لتفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف نقطة أمنية وتسبب بمقتل 7 أشخاص وإصابة 20 آخرين وتبناه التنظيم الإرهابي أيضا.

بلدة الشيعة المقدسة

فضلا عن اعتبارها مزارا شيعيا، إلا أن إيران اتخذت من مقام السيدة زينب مبررا لدعوات تداولها الشارع الإيراني للنساء الإيرانيات، الراغبات بالتطوع للدفاع عن مزار السيدة زينب في سوريا، إلى تسجيل أسمائهن ضمن شروط خاصة، حتى تتم الموافقة على طلبهن على رأسها أن يتحلين بأخلاق السيدة زينب.

 

على الجانب الآخر، وبالتزامن مع انتشار واسع لجماعة حزب الله اللبناني في سوريا لمساندة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، اتخذت الجماعة وموالوها من إيران من البلدة مقرا لهم، حيث نشرت «شبكة أخبار السيدة زينب» على فيسبوك، صورا لمراسم عسكرية أقيمت في صحن مقام السيدة زينب بعد مقتل قيادي حزب الله، مصطفى بدر الدين.

 

وتتضمنت المراسم صوراً لأبرز قتلى حزب الله رفعت داخل المقام، إضافة لصور زعيم الجماعة حسن نصر الله، والزعيمين الإيرانيين الخميني وخامنئي، وذلك في حضرة عدد من الشخصياتالعسكرية الكبيرة في نظام بشار الأسد، وفق ما ذكرت الصفحة.

 

المصدر:الغد