الشهر 79 من مشاركة الروس العسكرية في سورية يشهد عودة النشاط الروسي عبر عشرات الغارات على منطقة “خفض التصعيد” واستمرار الدوريات المشتركة مع الاتراك شمال شرق البلاد

67

استكملت القوات الروسية الشهر الـ 79 من مشاركتها العسكرية على الأراضي السورية، وشهد الشهر السابع من العام السابع سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث متصاعدة عن الشهر الفائت في ظل تحسن ملحوظ بالدور الروسي في سورية على الرغم من استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره رصد أبرز التحركات الروسية في سورية خلال الشهر 79.
ففي شمال غرب سورية، شهدت منطقة “بوتين-أردوغان” عودة التصعيد الجوي الروسي على خلاف الشهر السابق، حيث شنت المقاتلات الروسية 39 غارة جوية على أماكن متفرقة من منطقة خفض التصعيد، 11 منها جرت بصواريخ جو-جو، لم تسفر تلك الضربات عن أي خسائر بشرية، وفي تفاصيل الغارات التي رصدها نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تعرضت محاور سفوهن وفليفل في ريف إدلب الجنوبي بتاريخ 4 نيسان، لقصف بـ 7 غارات روسية، وفي 9 نيسان قصفت الطائرات الحربية كل من الفطيرة وفليفل بريف إدلب الجنوبي بـ8 غارات، وفي 19 نيسان، استهدفت بغارتين محيط بلدة البارة.
وفي 22 نيسان، نفذت الطائرات الحربية الروسية، 4 غارات على قرية الرويحة بريف إدلب، و4 غارات على العنكاوي بريف حماة، و4 غارات بصواريخ جو-جو على معرة مصرين والنيرب وبينين وإحسم بريف إدلب، و6 غارات جو-جو على الدانا وترمانين ودارة عزة.
وفي 23 نيسان، قصفت الطائرات الروسية بـ3 غارات مواقع في برزة وكبانة بريف اللاذقية.
كما نفذت في 25 نيسان، غارة بصاروخ جو -جو، على محيط قرية كفرنتين غربي حلب.

أما في البادية السورية، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الـ 79 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، مقتل 26 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” وإصابة 21 آخرين، جراء نحو 550 ضربة جوية نفذتها طائرات حربية روسية، استهدفت نقاط انتشارهم في البادية السورية، غالبيتهم قتلوا ضمن بادية الرقة ودير الزور وحمص وبدرجة أقل مثلث حلب – حماة – الرقة.

وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد، فقد سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية 2 من الدوريات المشتركة خلال الشهر 79 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سورية، الأولى كانت بتاريخ السابع من نيسان، وجرت في ريف درباسية الغربي قرب الحدود مع تركيا بريف الحسكة الشمالي وسط تحليق لمروحيتين روسيتين في الأجواء، أما الدورية الثانية فكانت بتاريخ 11 نيسان، حين انطلقت 8 عربات من الجانبين وجابت قرى بريف عين العرب (كوباني) شرقي حلب قرب الحدود مع تركيا أيضاً.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.