الشهر 81 على إعلان “خلافة البغدادي”: تراجع ملحوظ بنشاط عناصر التنظيم في مناطق النظام.. والخلايا تنفذ نحو أكثر من 30 عملية في مناطق قسد

36

يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” نشاطه على الأراضي السورية، ليثبت تواجده الفعلي، خلافا لإعلان قيادة التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” هزيمته في شهر مارس/آذار من العام 2019، ويكمن نشاط التنظيم من خلال الهجمات التي يشنها على قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية كلٌ في مناطق نفوذه، والتي يقابلها عمليات عسكرية مضادة تشنها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي، إضافة إلى العمليات الأمنية التي تشنها قوات النظام بالتعاون مع القوات الروسية، بهدف مواجهة خلايا التنظيم في مناطق سيطرتهما. وتسعى خلايا التنظيم لاستغلال كل فرصة سانحة لإثارة الفوضى وتنفيذ عمليات الاغتيال والاستهداف التي تعمل من خلالها على إرسال رسالة مفادها أن التنظيم سيظل باقيا.

مناطق النظام.. التصعيد الروسي يعيق التنظيم للشهر الثاني على التوالي

شهد الشهر 81 لإعلان “خلافة البغدادي”، تراجعاً متواصلاً بعمليات تنظيم “الدولة الإسلامية” ضمن مناطق نفوذ النظام السوري وحلفائه ضمن البادية السورية، للشهر الثاني على التوالي، قياساً بشهري شباط وكانون الثاني من العام الجديد، وذلك للتصعيد الكبير من قبل الطائرات الروسية والحملات الأمنية المتواصلة في مناطق متفرقة من البادية السورية، والتي تنفذها مليشيات موالية لروسيا أبرزها لواء القدس الفلسطيني والفيلق الخامس، بالإضافة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، وتركزت العمليات خلال الشهر الفائت في باديتي دير الزور والرقة وبشكل أقل في مثلث حلب-حماة-الرقة وبادية حمص.

ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فإن تنظيم “الدولة الإسلامية” تمكن خلال الشهر الفائت من قتل 21 من عناصر قوات النظام والمليشيات الموالية لها ضمن البادية السورية، لقوا حتفهم جميعاً باستهدافات واشتباكات وتفجير عبوات وألغام وكمائن، كما خسر تنظيم “الدولة الإسلامية 64 من عناصره بقصف جوي روسي واشتباكات مع قوات النظام والمليشيات الموالية لها.

وبذلك بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس/آذار 2019 وحتى يومنا هذا وفقاً لإحصائيات وتوثيقات المرصد السوري، 1402 قتيلا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم اثنين من الروس على الأقل، بالإضافة لـ149 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم “الدولة الإسلامية” في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب. كما وثّق المرصد السوري استشهاد 4 مدنيين عاملين في حقول الغاز والعشرات من الرعاة والمدنيين الآخرين بينهم أطفال ونساء في هجمات التنظيم، فيما وثق “المرصد” كذلك مقتل 936 من تنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال الفترة ذاتها خلال الهجمات والقصف والاستهدافات.

من جانبها، قالت وسائل إعلام روسية في 19 نيسان، بأنها قتلت 200 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” في قصف قاعدة لهم بالبادية السورية، بينما أكدت مصادر المرصد السوري بأن عناصر التنظيم تتجمع بأعداد قليلة، بينما قد تكون الرواية الروسية ردًا على معلومات نشرها “التنظيم”، خلال الساعات الفائتة، تفيد بمقتل جنود روس في البادية، حيث أعلن التنظيم عن قتله لجنديين روس بالرصاص، خلال عملية إنزال في بادية السخنة بريف حمص الشرقي، بينما لم ترد معلومات مؤكدة حول صحة ادعاء التنظيم.

مناطق قسد.. عودة التصعيد بعد شهر من التراجع

عاد تنظيم “الدولة الإسلامية” ليصعد من عملياته في مناطق نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” خلال الشهر الفائت، بعد أن ترجع نشاطه في آذار/مارس، إذ يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” شن هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام في مختلف مناطق قسد، وتقابل قسد عمليات التنظيم بحملات أمنية بشكل دوري تقوم بها برفقة التحالف وتطال خلايا التنظيم ومتهمين بالتعامل معه، لكن جميع تلك الحملات لم تأتي بأي جديد يحمل معه الأمن والاستقرار في تلك المناطق.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الفائت، أكثر من 31 عملية قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ قسد ضمن كل من دير الزور والحسكة وحلب والرقة، تمت تلك العمليات عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر منذ مطلع الشهر الجاري 23 شخص، هم: 8 مدنيين بينهم طفل ومواطنتين، و15 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي والدفاع الذاتي

ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، فإن عدد المقاتلين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية، ممن اغتيلوا منذ شهر تموز/يونيو 2018 وحتى يومنا هذا، ضمن 4 محافظات، هي: حلب ودير الزور والرقة والحسكة، بالإضافة إلى منطقة “منبج” في شمال شرق محافظة حلب والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، يرتفع إلى 736 شخصاً.

ورصد “المرصد السوري” اغتيال خلايا مسلحة لـ 260 مدنياً، من بينهم 17 طفل و11 مواطنة في ريف دير الزور الشرقي وريف الحسكة ومدينة الرقة وريفها ومنطقة منبج، إضافة لاغتيال 472 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية بينهم قادة محليين في المناطق ذاتها، فيما قضى 4 من عناصر التحالف الدولي. كما أحصى “المرصد السوري” سقوط مئات الجرحى جراء عمليات الاغتيال تلك.

المختطفون لدى التنظيم.. التجاهل يتواصل حول مصيرهم

وعلى الرغم من انقضاء نحو 24 شهرا على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الفترة الماضية، فإن الصمت لا يزال متواصلا من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديم أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبدالله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعلى ضوء التطورات المتلاحقة فيما يتعلق بتنظيم “الدولة الإسلامية”، يجدد مطالبته لمجلس الأمن الدولي بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم. كما يشير “المرصد السوري” إلى أنه سبق وأن حذر قبل إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” عن “دولة خلافته” في سوريا والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تجنيد الأطفال فيما يعرف بـ”أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثروات الشعب السوري وتسخيرها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات المفتوحة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري.

 

رابط الدقة العالية لانفوغرافيك الخسائر البشرية على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال الشهر 81 لإعلان “الخلافة”