الشهر 82 من مشاركة الروس العسكرية في سورية: طائراتها الحربية ترتكب مجزرة ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”.. ودوريات اعتيادية مع الجانب التركي وتراجع ملحوظ في البادية

66

استكملت القوات الروسية الشهر الـ 82 من مشاركتها العسكرية على الأراضي السورية، وشهد الشهر العاشر من العام السابع سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث قليلة في ظل عودة تراجع الدور الروسي في سورية مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره رصد أبرز التحركات الروسية في سورية خلال الشهر 82.
ففي شمال غرب سورية، وتحديداً ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، 24 غارة نفذتها الطائرات الروسية على ريف إدلب، أسفرت عن استشهاد 7 بينهم 4 أطفال و3 رجال.
وفي تفاصيل الأحداث، ففي 6 تموز، نفذت طائرات روسية 12 غارة توزعت على محيط كل من بينين ورويحة وشنان جنوبي إدلب.
و 12 تموز، نفذت مقاتلتين روسيتين 8 ضربات جوية على محيط قريتي مشون وبلشون في عمق جبل الزاوية باتجاه طريق الـ M4 الدولي.
وفي صباح 22 تموز، ارتكبت طائرة حربية روسية مجزرة مروعة في قرية الجديدة شمالي مدينة جسر الشغور بريف إدلب، حيث استهدفت المنطقة بـ4 ضربات جوية، قضى إثرها 7 بينهم 4 أطفال أشقاء ورجلين وشخص مجهول” الهوية، إضافة إلى إصابة أكثر من 11 شخص من النازحين بجروح متفاوتة.

أما في البادية السورية، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الـ 82 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، مقتل 5 عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” وإصابة 13 آخرين، جراء نحو 200 ضربة جوية نفذتها طائرات حربية روسية، استهدفت نقاط انتشارهم في البادية السورية، غالبيتهم قتلوا وأصيبوا ضمن بادية الرقة ودير الزور وحمص وبدرجة أقل مثلث حلب – حماة – الرقة.

وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد، فقد سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية 6 من الدوريات المشتركة خلال الشهر 82 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سورية، 3 منها بمحافظة الحسكة قرب الحدود مع تركيا وتحديداً بريف درباسية وذلك بتواريخ (30 حزيران) و(14.28 تموز)، بينما الدوريات الثلاثة الأخرى كانت بمحافظة حلب عند الحدود التركية وتحديداً بريف عين العرب (كوباني) بتواريخ (4.18.25) من شهر تموز. كذلك شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية شمال شرق سورية ومناطق انتشار القوات الكردية بريف حلب، تحركات مكثفة للقوات الروسية في ظل الحديث الإعلامي عن عملية عسكرية تركية محتملة على المنطقة، تمثلت هذه التحركات بتعزيزات روسية وتسيير دوريات منفردة وتحليق يومي للطيران الروسي.
فيما شهد يوم 24 تموز، توتر بين قسد والقوات الروسية في ناحية عين عيسى شمالي الرقة، وذلك على خلفية خلاف نشب بين الطرفين على خلفية احتجاجات خرجت أمام القاعدة الروسية في عين عيسى طالبت القوات الروسية بالتدخل لإيقاف القصف التركي المتصاعد على مناطق شمال شرقي سوريا، إلا أن ضباطًا روس قالوا للحاضرين أن لاعلاقة لهم بذلك، لتقوم قوات سوريا الديمقراطية بمنع الدوريات الروسية من الخروج من عيسى والانتشار بمحيط القاعدة العسكرية، قبل أن ينتهي الخلاف بين الطرفين.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.