الشهر 84 من مشاركة الروس العسكرية في سورية: طائراتها الحربية ترتكب مجزرة مروعة في إدلب.. و5 دوريات مشتركة مع الأتراك شمال شرق البلاد

39

استكملت القوات الروسية الشهر الـ 84 من مشاركتها العسكرية على الأراضي السورية، وشهد الشهر الحادي عشر من العام السابع سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث قليلة في ظل عودة تراجع الدور الروسي في سورية مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره رصد أبرز التحركات الروسية في سورية خلال الشهر 84.

ففي شمال غرب سورية، وتحديداً ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان 28 غارة نفذتها طائرات حربية روسية عل الريف الإدلبي، فقد استهلت المقاتلات الروسية الشهر بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 7 مدنيين، حين شنت 14 غارة روسية بتاريخ 8 أيلول استهدفت خلالها منشرة حجارة ومنزل عند أطراف قريتي حفسرجة-الشيخ يوسف بمنطقة سهل الروج في ريف إدلب الغربي، كما تسبب القصف بإصابة 15 مدني بجراح متفاوتة.
وفي ذات اليوم عاودت الطائرات الروسية استهداف حفسرجة بنحو 3 غارات جوية بعد ساعات من المجزرة.
وفي 17 أيلول، شنت المقاتلات الروسية 4 غارات جوية على محيط مدينة إدلب من الجهة الغربية.
وفي 27 أيلول، نفذت طائرات حربية روسية 4 غارات جوية على مناطق تضم مخيمات للنازحين قرب الحدود مع لواء اسكندرون شمالي إدلب، وأشار المرصد السوري إلى الغارات الروسية استهدفت بشكل مباشر معسكر يتبع لفصيل “جيش العزة” في قرية كلبيت التابعة لمنطقة كفرلوسين الواقعة قرب الحدود مع لواء اسكندرون، شمالي إدلب، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، حيث جرى استهداف المعسكر بأربعة صواريخ، ثلاثة منها سقطت ضمن ساحة المعسكر، وصاروخ واحد في محيط المعسكر، وتسبب الاستهداف بإصابة اثنين من جيش العزة بجراح بالإضافة لتدمر ساحة المعسكر.
وأفاد مصدر ضمن جيش العزة للمرصد السوري، بأن الفصيل على علم مسبق بالاستهداف الروسي، حيث تم إخبارهم بالاستهداف من قبل عملاء لهم داخل قوات النظام، وتم إخلاء المعسكر قبل دقائق من القصف الجوي الروسي، إذ كان المعسكر يشهد دورة تدريبية تضم 200 متدرب ومقاتل من جيش العزة قبيل الاستهداف الروسي بقليل.
كما تسبب الصاروخ الذي سقط بمحيط المعسكر بسقوط جرحى من المدنيين المتواجدين في مخيمات النزوح قرب الحدود مع لواء اسكندرون.
وفي ذات اليوم شنت المقاتلات الروسية 3 غارات اثنان منها بصواريخ جو-جو منطقة تضم مخيمات للنازحين في محيط معارة النعسان بريف إدلب الشمالي.

وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد، فقد سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية 5 دوريات مشتركة خلال الشهر 84 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سورية، 2 منها بريف عين العرب (كوباني) وذلك في 5 و27 أيلول، و3 في ريف الحسكة واحدة بريف القامشلي واثنين بريف درباسية، وذلك بتواريخ 8 و15 و22 أيلول.
بينما ألغت القوات التركية تسيير دوريتين اثنتين مع الروس خلال شهر أيلول، واحدة بريف عين العرب بتاريخ 12 أيلول، والثانية بريف درباسية في 20 الشهر.

أما في البادية السورية، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الـ 84 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، مقتل 5 عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” وإصابة 18 آخرين، جراء نحو 190 ضربة جوية نفذتها طائرات حربية روسية، استهدفت نقاط انتشارهم في البادية السورية، غالبيتهم قتلوا وأصيبوا ضمن بادية الرقة ودير الزور وحمص وبدرجة أقل مثلث حلب – حماة – الرقة.

وبلغت حصيلة الخسائر البشرية 21106 منذ الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015 حتى 30 من أيلول/سبتمبر من العام 2022:: 8697 مواطن مدني هم، 2112 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و1321 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و5264 رجلاً وفتى، إضافة لـ 6184 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و6225 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد استخدام روسيا خلال ضرباتها الجوية لمادة “الثراميت” – “Thermite”، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.