الشهر 89 من مشاركة الروس العسكرية في سورية يشهد غياب تام للـ ـمـ ـقـ ـاتـ ـلات الروسية عن أجواء البادية على الرغم من الـ ـتـ ـصـ ـعـ ـيـ ـد الكبير للـ ـتـ ـنـ ـظـ ـيـ ـم وقـ ـتـ ـلـ ـه لنحو 110 من المدنيين والعسكريين

64

استكملت القوات الروسية الشهر 89 من مشاركتها العسكرية على الأراضي السورية، وشهد الشهر الأول من العام الثامن سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث قليلة في ظل عودة تراجع الدور الروسي في سورية مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره رصد أبرز التحركات الروسية في سورية خلال الشهر 89.

ففي شمال غرب سورية، وتحديداً ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”، لم يرصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أي غارة جوية من قبل المقاتلات الحربية الروسية على المنطقة، كما لم يرصد أي حدث يذكر بما يتعلق بالجانب الروسي.

وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد، فقد سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية 3 دوريات مشتركة خلال الشهر 89 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سورية، 2 منها بريف عين العرب (كوباني) ضمن محافظة حلب، و1 في ريف درباسية ضمن محافظة الحسكة.

وجاءت التفاصيل على النحول التالي:

20 شباط، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية، دورية مشتركة مع الجانب التركي في ريف عين العرب (كوباني) الشرقي، وهي الدورية رقم 127 بين الجانبين في المنطقة، منذ الاتفاق الروسي – التركي بشأن وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا.
وانطلقت الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية روسية وتركية برفقة مروحيتين روسيتين، من قرية غريب 15 كيلومتر شرقي عين العرب (كوباني).

وجابت الدورية قرى “كربناف، كوسك، عليشار، جوم علي، كورتك، كوبك ساتان، تيري، تليجب/ تل حاجب، قباجق صغير، تلك، بوزتبه، قره موغ، جيشان” وصولاً إلى قرية خرابيسان فوقاني.
وبعدها دخلت العربات العسكرية التركية من البوابة القريبة من قرية “غريب”، فيما عادت العربات الروسية إلى مركزها قرب بلدة صرين جنوبي عين العرب (كوباني).

27 شباط، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية، دورية مشتركة مع الجانب التركي في ريف عين العرب (كوباني) الغربي، وهي الدورية رقم 128 بين الجانبين في المنطقة، منذ الاتفاق الروسي – التركي بشأن وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا.
وانطلقت الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية روسية وتركية رفقة مروحيتين روسيتين، من قرية “آشمة” 20 كيلومتر غربي عين العرب (كوباني).

وجابت الدورية قرى “جارقلي فوقاني، جبنة، بياضية”، وصولاً إلى قرية “زور مغار”، التي تقع قبالة مدينة جرابلس على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتعد آخر قرية غربي عين العرب (كوباني).

وبعد وصول الدورية إلى قرية “زور مغار” عادت باتجاه الشرق، ومرت بقرى “بياضية، جبنة، مشكو، بيندر، قراقوي تحتاني، قولا، سوسان”، وصولاً إلى حاجز قوى الأمن الداخلي “الأسايش” قرب الإذاعة غربي مدينة عين العرب (كوباني).

23 شباط، سيّرت القوات الروسية ونظيرتها التركية دورية عسكرية مشتركة في ريف الدرباسية الغربي شمالي الحسكة، حيث انطلقت الدورية بمشاركة 4 عربات عسكرية لكل طرف وسط تحليق لمروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة من معبر قرية شيريك وجابت قرى، دليك و ملك، وعالية، وعباس، وظهر العرب، و كسرى، وقيروان، وعباس، وكركوند، وتعلك، وبركة، وبركفر، وقنيطرة، قبل أن تعود إلى مكان الانطلاق.

وفي سياق آخر سيَّرت القوات الروسية وقوات النظام برفقة مكتب التنسيق التابع لقوات سوريا الديمقراطية في الخامس من شباط، دورية عسكرية قادمة من القامشلي شمالي الحسكة، وانطلقت من عامودا مروراً بالدرباسية وصولاً إلى قرية الأسدية بريف أبو راسين بريف الحسكة. وفي التفاصيل، فقد انطلقت الدورية، بمشاركة 3 عربات مدرعة روسية وعربتين لقوات النظام وعربة لمكتب التنسيق التابع لقوات سوريا الديمقراطية، وتجولت الدورية على النقاط والمخافر العسكرية التابعة للنظام على طول الشريط الحدودي مع تركيا من مدينة عامودا مروراً بالدرباسية ووصولاً لقرية الأسدية التي تعتبر آخر قرية تفصل مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية مع مناطق “نبع السلام” التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها، حيث جرى تفقد النقاط وتوزيع الرواتب الشهرية على عناصر قوات النظام بالإضافة إلى توزيع المازوت والمواد اللوجستية.

وفي 22 شباط، سيّرت القوات الروسية دورية عسكرية مؤلفة من 5 مدرعات انطلقت من مطار القامشلي وجابت قرى اليان بريف الحسكة على الحدود السورية – التركية، وذلك لتفقد النقاط العسكرية في المنطقة.

وفي 25 الشهر سيّرت الشرطة العسكرية الروسية دورية عسكرية مؤلفة من 4 مدرعات عسكرية، قادمة من مطار القامشلي حيث جابت محيط مدينتي معبدة و رميلان شمال شرق الحسكة، وذلك لتفقد نقاطها العسكرية في المنطقة.

كذلك، وصلت صباح يوم 26 شباط، 6 سيارات “جيب” خاصة بمنظمة الأمم المتحدة وسيارة شحن كبيرة بحماية 4 مدرعات عسكرية روسية برفقة عربة لمكتب التنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية بحماية جوية من طائرتين مروحيتين روسيتين إلى قرية الأسدية شمالي بلدة أبو راسين والتي تعتبر النقطة الفاصلة بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ومنطقة “نبع السلام” الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا.

ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه وبعد وصول السيارات عبرت منطقة “نبع السلام” بحماية تركية واتجهت نحو مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي، فيما لم يتسنى معرفة ما تحمله السيارات التي عبرت نحو مدينة راس العين أو المهمة التي ستقوم بها هناك.

وشهد يوم 28 شباط، تحليق طائرتين مروحيتين روسيتين على علو منخفض في أجواء ريف حلب الشمالي، تزامنا مع وصول رتل عسكري روسي ووفد رفيع المستوى بينهم ضباط روس.

ويتألف الرتل من 15 عربة دخلت مناطق الشهباء شمال حلب، وتوجه نحو النقطة العسكرية الروسية بالقرب من مطحنة فيصل.

أما في البادية السورية، فشهد الشهر 89 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، غياب تام للطائرات الحربية الروسية عن أجواء البادية، على الرغم من التصعيد الكبير لعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وشنه لعمليات دموية قتل على إثرها أكثر من 80 مدنياً، و27 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، إلا أن الروس الذين يدعون محاربتهم للإرهاب وللتنظيم لم يحركوا ساكناً ولم تشن المقاتلات أي غارة جوية خلال الشهر.

يذكر أن حصيلة الخسائر البشرية بالقصف الروسي بلغت 21123 منذ الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015 حتى 30 من كانون الثاني/يناير من العام 2022:: 8697 مواطن مدني هم، 2112 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و1321 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و5264 رجلاً وفتى، إضافة لـ 6201 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و6225 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد استخدام روسيا خلال ضرباتها الجوية لمادة “الثراميت” – “Thermite”، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.