الشهر 92 من مشاركة الروس العسكرية في سورية: المقاتلات الروسية تعود لاستهداف منطقة “بوتين-أردوغان” بعد غياب نحو 6 أشهر.. و5 دوريات مشتركة مع الأتراك.. وغياب متواصل عن مجابهة تنظيم “الدولة الإسلامية” في البادية

84

استكملت القوات الروسية الشهر 92 من مشاركتها العسكرية على الأراضي السورية، وشهد الشهر السادس من العام الثامن سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث قليلة في ظل عودة تراجع الدور الروسي في سورية مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره رصد أبرز التحركات الروسية في سورية خلال الشهر 92.

ففي شمال غرب سورية، وتحديداً ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”، عادت الطائرات الحربية الروسية لاستهداف المنطقة بعد غياب دائم 6 أشهر تقريباً، حيث شنت في 26 أيار، 5 غارات جوية على محيط فليفل وسفوهن بجبل الزاوية ضمن مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام والفصائل جنوبي إدلب، دون معلومات عن خسائر بشرية.

وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد، فقد سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية 5 دوريات مشتركة خلال الشهر 92 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سورية، 3 منها بريف عين العرب (كوباني) ضمن محافظة حلب، و2 في ريف درباسية ضمن محافظة الحسكة.

وجاءت التفاصيل على النحول التالي:
– 2 أيار، سيّرت القوات الروسية ونظيرتها التركية دورية عسكرية استطلاعية بريف عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، ضمن إطار الدوريات الاعتيادية بين الجانبين في المنطقة.
وانطلقت الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية، من قرية غريب شرقي عين العرب (كوباني)، برفقة مروحيتين روسيتين في الأجواء، وجابت في قرى كربناف وكوسك وعليشار وجوم علي وكورتك وكوبك ساتان وتيري وتليجب وقباجق صغير وتلك وهولاقية وخرابيسان تحتاني وجيشان وقره موغ، ومن ثم عادت أدراجها إلى النقطة التي انطلقت منها.
– 4 أيار، سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية دورية عسكرية مشتركة بريف الحسكة الشمالي وسط تحليق مروحيتين في أجواء المنطقة لتأمين الحماية للدورية.
وانطلقت الدورية بمشاركة 8 عربات عسكرية للطرفين من معبر قرية شيريك غربي الدرباسية وجابت قرى بريفي درباسية وعامودا شمال الحسكة، حيث جابت الدورية قرى دليلك، وسلام عليك، وقنيطرة، وقرمانية، وتل كديش، وغنامية، وكربطلي، وجديدة، وتل طيري، وتل كرمة، وابو جرادي، وخاسكي، ومدورة، وخانكي، قبل أن تعود من جديد عبر الطريق ذاته.
– 8 أيار، سيّرت القوات الروسية ونظيرتها التركية، دورية مشتركة بريف حلب الشرقي، برفقة مروحيتين روسيتين. وانطلقت الدورية المؤلفة من 8 عربات عسكرية من قرية آسمة بريف عين العرب الغربي، وجابت قرى جارقلي فوقاني وقران وديكمداش وخورخوري وبوبان وجول بك، وتل شعير، وصولاً إلى قرى سوسان وقولا وقره قوي تحتاني وبيندر ومشكو وجبنة وجارقلي فوقاني. ويشار إلى أن، الدورية الروسية عادت أدراجها إلى النقطة التي انطلقت منها متوجاً إلى قاعدتها في بلدة صرين بريف عين العرب الجنوبي.
– 17 أيار، سيّرت القوات الروسية ونظيرتها التركية، دورية مشتركة في ريف درباسية الغربي، وصولاً إلى ريف أبو راسين شمالي الحسكة، برفقة 8 عربات عسكرية، وسط تحليق مروحيتين روسيتين.
وانطلقت الدورية من معبر شيريك، وجابت في قرى دليك وملك وعباس وظهر العرب وحاجز الكسرى وكركوند وتعلك وبركة وعطيشان وقنيطرة وقرمانية، ومن ثم عادت بأدراجها إلى النقطة التي انطلقت منها.
– 22 أيار، سيّرت القوات الروسية مع نظيرتها التركية، دورية مشتركة مؤلفة من 8 عربات عسكرية في ريف عين العرب (كوباني) الغربي، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة.
وانطلقت الدورية من قرية آشمة وجابت قرى جارقلي فوقاني وجبنة وبياضية، وزور مغار بريف عين العرب (كوباني) الغربي، كما مرت الدورية بقرى سفتك وبوبان وخورخوري وديكمداش وقران وجارقلي فوقاني، ومن ثم اتجهت الدورية نحو شرق عين العرب (كوباني)، وجابت في قرى بياضية وجبنة ومشكو وبيندر وقراقوي تحتاني وقولا وسوسان، ومن ثم عادت الدورية الروسية بأدراجها إلى النقطة التي انطلقت منها، متجهاً إلى قاعدتها في بلدة صرين جنوبي عين العرب.
كما سيّرت القوات الروسية بتاريخ 15 أيار دورية عسكرية منفردة في ريف عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشرقي، حيث كان من المقرر تسيير الدورية بشكل مشترك مع الجانب التركي كما هو المعتاد إلا أن العربات التركية تأخرت عن الوصول إلى البوابة الحدودية القريبة من قرية غريب الواقعة في ريف عين العرب (كوباني).
وتوجهت الدورية الروسية المنفردة المؤلفة من 4 عربات سورية باتجاه خط الدورية المقرر لها، حيث انطلقت من قريو غريب شرقي عين العرب (كوباني)، وجابت قرى كربناف، وكوسك، وعليشار، وجوم علي، وكورتك، وكوبك ساتان،و تيري، وقباجق صغير، وتلك، وهولاقية، وخرابيسان تحتاني، قبل أن تعود العربات العسكرية الروسية إلى مركزها قرب بلدة صرين بريف عين العرب (كوباني).

بينما أوعزت القوات الروسية ميليشيا سورية عاملة تحت إمرتها بإرسال تعزيزات إلى ريف حمص الشرقي، فقد رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتاريخ 13 نيسان وصول تعزيزات عسكرية للواء القدس الفلسطيني العامل تحت إمرة الجناح الروسي في سورية، إلى مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وانتشرت التعزيزات التي وصلت في موقعين، الموقع الأول في الجهة الشمالية لمدينة تدمر، أما الموقع الثاني فكان بالقرب من قرية أراك شرقي تدمر.
ويشار إلى أن، التعزيزات انتشرت بحماية من عناصر شعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام في مدينة تدمر، بينما لم ترد معلومات عن أسباب هذه التعزيزات وتوقيتها لاسيما مع تصاعد تحركات الميليشيات التابعة لإيران بالمنطقة.

وفي إطار استغلال حاجة المواطنين وإظهاراً لإنسانيتها إعلامياً، قامت القوات الروسية وزع مركز المصالحة الروسي بمدينة دير الزور بتاريخ 17 أيار، سلال غذائية على 300 عائلة من أهالي تجمع ” الهميشات” في حي حطلة بريف دير الزور.
وتضمنت السلال (السكر والرز والطحين والشاي والزيت وعلب حليب)، لإظهار روسيا الإنسانية.
وفي 22 أيار وزع مركز المصالحة الروسي سلال غذائية على 300 عائلة في مدينة الميادين “عاصمة الميليشيات الإيرانية في شرق سورية” بريف دير الزور الشرقي، بحضور رئيس مجلس المحافظة ونائبه، وتضمنت السلال مواد غذائية من السكر والرز والزيت والطحين، في خطوة لإظهار روسيا الإنسانية.

أما في البادية السورية، فلم يشهد الشهر 92 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، أي غارات روسية على مناطق انتشار تنظيم “الدولة الإسلامية” على البادية، على الرغم من التصعيد المستمر لعناصر التنظيم وشنه لعمليات دموية قتل على إثرها 2 من المدنيين، و24 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، إلا أن الروس الذين يدعون محاربتهم للإرهاب وللتنظيم لم يحركوا ساكناً.
يذكر أن حصيلة الخسائر البشرية بالقصف الروسي بلغت 21123 منذ الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015 حتى 30 من أيار/مايو من العام 2023:: 8697 مواطن مدني هم، 2112 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و1321 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و5264 رجلاً وفتى، إضافة لـ 6201 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و6225 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد استخدام روسيا خلال ضرباتها الجوية لمادة “الثراميت” – “Thermite”، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.
شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.