الشهر 93 على إعلان “خلافة البغدادي”: تصاعد كبير جداً بنشاط خلايا التنظيم في مناطق قسد عبر أكثر من 30 عملية.. و10 عمليات في البادية رغم عودة التصعيد الروسي

عناصر التنظيم وخلاياه يتمكنون من قتل 52 شخص في مناطق قسد والبادية خلال الشهر 93 من "إعلان الخلافة"

92

يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” نشاطه على الأراضي السورية، ليثبت تواجده الفعلي، خلافا لإعلان قيادة التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” هزيمته في شهر مارس/آذار من العام 2019، ويكمن نشاط التنظيم من خلال الهجمات التي يشنها على قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية كلٌ في مناطق نفوذه، والتي يقابلها عمليات عسكرية مضادة تشنها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي، إضافة إلى العمليات الأمنية التي تشنها قوات النظام بالتعاون مع القوات الروسية، بهدف مواجهة خلايا التنظيم في مناطق سيطرتهما. وتسعى خلايا التنظيم لاستغلال كل فرصة سانحة لإثارة الفوضى وتنفيذ عمليات الاغتيال والاستهداف التي تعمل من خلالها على إرسال رسالة مفادها أن التنظيم سيظل باقيا.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر 93 من عمر “الخلافة”، أكثر من 35 عملية قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ قسد ضمن كل من دير الزور والحسكة والرقة، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر، 31 شخص، هم: 14 مدني، و17 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي وقوات الدفاع الذاتي.
الجدير ذكره، أنه وفي السابع عشر من شهر نيسان/آبريل الجاري من العام 2022، أعلن المتحدث باسم تنظيم “الدولة الإسلامية” عن انطلاق “غزوة الثأر لمقتل الشيخين، الشيخ أبي ابراهيم الهاشمي القرشي، والشيخ المهاجر أبي حمزة القرشي وهما الزعيم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية والمتحدث باسمه” واللذين قتلا في أوائل فبراير/شباط من العام الجاري بعملية شنتها قوات أمريكية في بلدة أطمة الحدودية مع تركيا شمالي إدلب.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، رصد وتابع ووثق عبر نشطاءه عمليات التنظيم منذ الإعلان عن “الغزوة”، وتمكن من توثيق 23 عملية نفذتها خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” في عموم مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في كل من “دير الزور – الرقة – الحسكة – ريف حلب” خلال عشرة أيام، تمت جميعها بطرق وأساليب مختلفة عبر هجمات مسلحة استهدفت حواجز ودوريات واغتيالات وتفجير عبوات ناسفة.
وأفضت تلك العمليات “خلال عشرة أيام” وفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى مقتل 22 شخص هم: 11 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي “الأسايش”، و10 مدنيين وشخص مجهول الهوية، كما تسببت العمليات هذه بإصابة 18 شخص من العسكريين والمدنيين بجراح متفاوتة.

وبالانتقال إلى البادية السورية، فقد شهد الشهر 93 لإعلان “خلافة البغدادي”، استمرار نشاط تنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطق متفرقة من البادية السورية ضمن مناطق النظام، بوتيرة ثابتة، بالتزامن مع الحملات الأمنية الدورية لقوات النظام والميليشيات الموالية لها وللروس، في ظل عودة التصعيد الجوي من قبل الطائرات الحربية الروسية، حيث يستمر التنظيم بشن الهجمات ونصب الكمائن واستهدف قوات النظام والميليشيات الموالية لها، سواءًا في بادية الرصافة ومحيط جبل البشري بريف الرقة أو محور آثريا ومحاور أخرى بريف حماة الشرقي بالإضافة لبادية السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور فضلاً عن الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور.

ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فإن تنظيم “الدولة الإسلامية” تمكن خلال الشهر الفائت من قتل 21 من عناصر قوات النظام والمليشيات الموالية لها في نحو 10 عمليات شهدتها البادية السورية.

كما خسر تنظيم “الدولة الإسلامية 26 من عناصره باشتباكات مع قوات النظام وقصف جوي روسي على مناطق انتشارهم في بادية حمص ودير الزور والرقة وحماة.

وبذلك، بلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية وفقاً لتوثيقات المرصد السوري، 191 قتيلاً منذ مطلع العام 2022، هم: 104 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” قتلوا باستهدافات جوية روسية طالت مناطق يتوارون فيها في مناطق متفرقة من بادية حمص والسويداء وحماة والرقة ودير الزور وحلب.
و 87 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، قتلوا في 33 عملية لعناصر التنظيم ضمن مناطق متفرقة من البادية، تمت عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب.

المختطفون لدى التنظيم.. شهر جديد والتجاهل مستمر حول مصيرهم
على الرغم من انقضاء نحو 37 شهرا على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الفترة الماضية، فإن الصمت لا يزال متواصلا من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديم أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبدالله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

وعلى ضوء التطورات المتلاحقة فيما يتعلق بتنظيم “الدولة الإسلامية” ونشاطه الكبير، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته لمجلس الأمن الدولي بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم.
كما يشير “المرصد السوري” إلى أنه سبق وأن أشار مراراً وتكراراً أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم ينتهي وجوده في سورية في آذار/مارس 2019، بل ما جرى هو إنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان، بينما لايزال التنظيم يواصل عملياته في مناطق واسعة من الأراضي السورية ويوجه رسائل إلى العالم أجمع بأنه لم يفقد قوته ولم تستطع قوات النظام وروسيا ولا التحالف وقسد بالحد من نشاطه على الرغم من الحملات الأمنية المتكررة.
كما يشير المرصد السوري أنه سبق وحذر قبل إعلان التنظيم عن “دولة خلافته” في سورية والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تجنيد الأطفال فيما يعرف بـ”أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثروات الشعب السوري وتسخيرها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات المفتوحة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري.