الصراع على الباب والفشل التركي في اقتحامها يدفع قوات النظام بغطاء روسي للزحف باتجاه المدينة والاقتراب نحو محورها الجنوبي الغربي

30

عملية “درع الفرات” التي تقودها القوات التركية بمشاركة الفصائل المقاتلة والإسلامية، والعاملة في الريف الشمالي الشرقي لحلب، وبعد مرور شهر على تلقي هزيمتها الأولى عند التخوم الغربية لمدينة الباب، على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، لم تتمكن من تحقيق أي تقدم إلى داخل المدينة، على الرغم من محاولاتها المتكررة، بغطاء من القصف المكثف الجوي والمدفعي التركي، والذي خلف 180 شهيدأ مدنياً، بينهم 36 طفلاً دون سن الـ 18، و17 مواطنة، ممن قضوا في القصف من قبل القوات التركية والطائرات الحربية التركية على مناطق في مدينة الباب ومحيطها وريفها، من ضمنهم 50 شهيداً بينهم 8 أطفال ومواطنة في الضربات الصاروخية والمدفعية والجوية على مناطق في تادف وبزاعة ومناطق أخرى بريف الباب، إضافة لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.

 

هذا الفشل في اقتحام المدينة من المحور الغربي لمدينة الباب، من قبل القوات التركية والفصائل العاملة في “درع الفرات” دفعها لفتح محور جديد من الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الباب، وخسرت هذه القوات نحو 25 قتيلاً من قواتها وعدد آخر من الجرحى، في عمليات الهجوم بالمحور الغربي والمحور الشمالي الشرقي، والتي ترافقت مع تفجير آليات مفخخة من قبل عناصر التنظيم، كما أن تكرار محاولات التقدم، جاء بعد الضوء الأخضر الروسي الذي حصلت عليه تركيا، والذي يسمح لها بالتقدم نحو مدينة الباب والسيطرة عليها، وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، في أعقاب الاتفاق على تهجير نحو 27 ألف شخص من بينهم أكثر من 7 آلاف مقاتل من مربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب نحو ريف حلب الغربي، ولأن هذا التقدم والسيطرة على مدينة كبيرة وذات استراتيجية سيتيح المجال أمام القوات التركية لمنع استغلال قوات سوريا الديمقراطية ثغرة الباب والسيطرة عليها، والتي ستمكن قوات الأخير، من وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ببعضها في المقاطعات الثلاث “الجزيرة – كوباني – عفرين”.

 

هذا الاشتباك وهذه المعارك المتكررة في القوس الممتد بين المحورين الغربي والشرقي لمدينة الباب مروراً بالجهة الشمالية للمدينة، والفشل التركي على الرغم من كثافة القصف الجوي والمدفعي الذي خلف دماراً واسعاً في ممتلكات مواطنين والمرافق العامة، بمدينة الباب وبلدات وقرى بريفها، والذي تزامن مع الجبهة المفتوحة بين قوات مجلس منبج العسكري المدعومة من قبل قوات سوريا الديمقراطية من جهة، والقوات التركية و”درع الفرات” من جهة أخرى في الريف الغربي لمنبج، وعلى الرغم من الضوء الأخضر الروسي، فإن ما سبق فتح شهوة قوات النظام والروس للتقدم من المحور الذي لم تتجه نحوه بشكل نهائي قوات “درع الفرات” المكونة من قبل القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية، وهو المحور الجنوبي للمدينة، فعمدت الطائرات الحربية الروسية وطائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية لتنفيذ طلعات جوية استهدفت معظمها ريف حلب الشرقي والريف الجنوبي لمدينة الباب، بالتزامن مع القصف التركي الذي استمر في استهداف مدينة الباب وريفها، وجاء قصف النظام وروسيا، كتمهيد للعملية العسكرية التي جرى إطلاقها في الـ 17 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، قوات النظام بقيادة مجموعات النمر بقيادة العميد سهيل الحسن الذي جرى ترقيته لهذه الرتبة وتعيينه كرئيس لفرع المخابرات الجوية في المنطقة الشمالية السورية، كما جاءت هذه العملية بعد أن كانت تمكنت قوات النظام والمسلحين الموالين لها بقيادة الضابط في قوات النظام سهيل الحسن المعروف بلقب “النمر” من التقدم في ريف حلب الشرقي واستعادة السيطرة على المحطة الحرارية الاستراتيجية التي كانت تعد معقلاً لتنظيم “الدولة الإسلامية” في منتصف شباط / فبراير من العام الفائت 2016.

 

الساعات الفائتة قربت قوات النظام والمسلحين الموالين لها لمسافة تقل عن 15 كلم من المحور الجنوبي الغربي لمدينة الباب، بعد تمكنها من فرض سيطرتها على قرية صوران، وعلى الرغم من أن مسافة تقل عن 10 كلم تفصل قوات النظام عن مدينة الباب في ريفها الجنوبي، إلا أن قوات النظام ومن خلال التقدم في المحور هذا، مدعمة بالمسلحين الموالين لها، تسعى إلى قضم مناطق سيطرة التنظيم وإبعاده بشكل أكبر عن مدينة حلب وأطرافها، وتوسيع نطاق سيطرتها على المنطقة، بالإضافة لتشتيت تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يقاتل في حلب فقط على جبهات ثلاث، إحداها مع مجلس منبج العسكري والأخرى مع القوات التركية و”درع الفرات” والثالثة مع قوات النظام، بالإضافة للجبهات المفتوحة مع قوات سوريا الديمقراطية في ريفي الرقة الشمالي والغربي، ومع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الريف الشرقي لحمص، وتجري عملية التقدم من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف الباب الجنوبي الشرقي، بغطاء من الضربات الجوية من الطائرات التابعة للنظام وأخرى يعتقد أنها روسية، إضافة لقصف متواصل بشكل عنيف على مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، في حين خلفت العمليات العسكرية عشرات القتلى والإصابات من عناصر الطرفين.