الطائرات الأميركية و”المسيّرات المجهولة” تستهدف “مملكة قاسم سليماني” 17 مرة خلال العام 2021 مخلفة أكثر من 125 قتيلاً وجريحاً

المرصد السوري يجدد دعواته لإخراج إيران وميليشياتها من سورية بعد أن شاركوا بقتل وتشريد شعبها

40

على الرغم من التمدد الإيراني الكبير واللامتناهي على الأراضي السورية، عبر انتشار الميليشيات العاملة تحت الجناح الإيراني من مختلف الجنسيات على مساحات شاسعة ومتفرقة ضمن مناطق نفوذ “النظام السوري”، إلا أن منطقة “غرب الفرات” تعد المنطقة الاستراتيجية الأولى لإيران على الأراضي السورية، كيف لا وهي تضم نحو 30 ألف مقاتل من مختلف الجنسيات يعملون تحت الإمرة الإيرانية، وتحولت المنطقة هناك تدريجياً على مدار سنوات قليلة إلى “محمية أو مستعمرة” إيرانية داخل الأراضي السورية.
وتكمن استراتيجية المنطقة وأهميتها الكبرى لإيران من كونها تقع على طريق “طهران – بيروت”، الحلم الإيراني الأزلي الذي تحقق في مثل هذه الأيام من العام 2017 عبر قاسم سليماني الذي قاد العمليات العسكرية حينها وتمكن من انتزاع السيطرة على البوكمال تحديداً، وبالتالي حقق الحلم الإيراني بتأمين طريق بري “طريق طهران – بيروت” عبر سورية والعراق.
ومع استمرار محاربة الوجود الإيراني في سورية من قبل الجانب الأميركي والتحالف الدولي، وإسرائيل بكل تأكيد، فقد شهدت منطقة غرب الفرات استهدافات جوية كثيرة منذ السيطرة الإيرانية عليها.
المرصد السوري لحقوق الإنسان يسلط الضوء في التقرير التالي على تصاعد الاستهدافات الجوية من قبل سلاح الجو الأميركي والطائرات المسيرة “المجهولة” التي يرجح أنها أميركية وتابعة للتحالف، وذلك منذ مطلع العام الجاري 2021 وحتى يومنا هذا.
ووفقاً لمتابعات المرصد السوري فقد بلغ عدد الاستهدافات الجوية من قبل الطيران الأميركي والمسيرات “المجهولة” منذ مطلع العام 2021، 17 استهداف، 16 منها طالت مواقع ومقرات ومراكز ونقاط وآليات في البوكمال وريفها عند الحدود السورية – العراقية، واستهداف وحيد كان من نصيب الميادين.
وخلفت تلك الاستهدافات، 49 قتيلاً من الميليشيات الموالية لإيران من جنسية سورية وغير سورية، بالإضافة لأكثر من 78 جريح من مختلف الجنسيات بعضهم بحالة حرجة، فضلاً عن تدمير وإصابة 23 هدفاً على الأقل.
ويستعرض المرصد السوري فيما يلي تفاصيل تلك الضربات:
– الاستهداف الأول جرى في السابع من كانون الثاني، حين قامت طائرة مسيرة باستهداف سيارة تابعة لميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي، أثناء محاولتها دخول الأراضي السورية، من أحد المعابر الحدودية مع العراق، الغير رسمية، قرب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، مما أدى إلى مقتل 4 عناصر ممن كانوا ضمن الآلية التي تقلهم، بالإضافة إلى جرح آخرين.

– الاستهداف الثاني، جرى في الـ 11 شباط، واستهدفت المسيرة سيارة تحمل شحنة أسلحة قادمة من العراق، وذلك بالقرب من معبر عسكري غير شرعي بين العراق وسورية، تستخدمه الميليشيات للتنقل بين البلدين وإدخال التعزيزات والشحنات منه، قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، وسط دوي انفجارات عنيفة بالمنطقة عقب استهداف السيارة المحملة بذخيرة وسلاح.

– الاستهداف الثالث، جرى في 26 شباط، حين قام طيران حربي أميركي باستهداف شحنة أسلحة للميلشيات الموالية لإيران من الجنسية العراقية، لحظة دخولها إلى سورية قادمة من العراق، عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت دمشق، قرب معبر القائم الرئيسي ضمن منطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، وخلف الاستهداف خسائر بشرية ومادية فادحة، إذ وثق المرصد السوري مقتل 22 من الميلشيات الموالية لإيران من الجنسية العراقية وتحديداً ميليشيا الحشد الشعبي حزب الله العراقي، كما تم تدمير 3 شاحنات للذخيرة بشكل كامل، يذكر أن حزب الله العراقي يتمركز أيضاً ضمن المنطقة المستهدفة.

– الاستهداف الرابع كان بتاريخ 22 آذار، واستهدفت حينها طائرة مسيرة آبار نفطية، عند الحدود السورية – العراقية، في بادية البوكمال الجنوبية بريف دير الزور، ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن الآبار التي جرى استهدافها من الطيران المسيّر كانت الميليشيات الإيرانية قد أعادت تأهيلها الفترة السابقة، بعد أن دمرها تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال فترة تواجده وسيطرته على المنطقة.

– الاستهداف الخامس، جرى في 29 نيسان، حين استهدفت مسيرة منزل قيادي ضمن “الميليشيات الموالية لإيران” وسيارة عسكرية، في بلدة السيال الواقعة شمال غرب مدينة البوكمال وتبعد عنها مسافة أحد عشر كيلو مترًا على الضفة الغربية لنهر الفرات قرب الحدود السورية – العراقية بريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي أدى إلى مقتل قيادي من جنسية غير سورية، بالإضافة لجرح 5 عناصر من الميليشيات بعد استهدافهم بصاروخ من المسيرة عقب استهدافها لمنزل القيادي.

– الاستهداف السادس جرى في 28 حزيران، حين قتل 7 من ميليشيا الحشد الشعبي العراقي جراء استهداف جوي أميركي على مواقع عسكرية للميليشيات الموالية لإيران قرب وعند الحدود السورية – العراقية بريف دير الزور الشرقي، كما تسبب الاستهداف وفقاً لمصادر المرصد السوري بتدمير مستودع للذخيرة والسلاح بالإضافة لتدمير نقطة عسكرية أخرى للميليشيات.

– الاستهداف السابع، كان بتاريخ 13 تموز، عبر استهداف طائرة مسيرة للبوابة العسكرية التابعة للمليشيات الإيرانية في قرية الهري قرب مدينة البوكمال على الحدود السورية-العراقية.

– الاستهداف الثامن، جرى بتاريخ 18 تموز، حين قامت طائرة مسيرة باستهداف آلية عسكرية واحدة على الأقل تابعة لميليشيا “حزب الله العراقي” المنخرط ضمن الحشد الشعبي العراقي في منطقة السويعية الواقعة عند الحدود بين سورية والعراق بريف البوكمال، وذلك بعد دخولها من الأراضي العراقية، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن الآلية المستهدفة هي شاحنة تحمل أسلحة وذخائر تابعة للميليشيا، ما أدى لتدميرها ومقتل سائقها على الأقل، دون معلومات حتى اللحظة فيما إذا كان أشخاص آخرين من الميليشيا كانوا ضمن الشاحنة.

– الاستهداف التاسع جرى بتاريخ 4 أيلول، حين استهدف 3 شاحنات لميليشيا “الحشد الشعبي” عند الحدود السورية-العراقية بريف البوكمال، وتمكن من تدميرها وقتل 3 من الميليشيات وسقوط جرحى آخرين.

– الاستهداف العاشر كان بتاريخ 27 أيلول حين استهدفت طائرات مسيرة منطقة المزارع “أكبر تجميع للميليشيات التابعة للإيرانيين” في محيط الميادين بريف دير الزور الشرقي، وتسبب الاستهداف بتدمير منصات لصواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع، كانت الميليشيات التابعة لإيران قد نصبتها في المنطقة، كما تسبب الاستهداف وشظايا الصواريخ بإصابة 12 شخص على الأقل من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، جرى نقلهم إلى مشفى الشفاء التابع للميليشيات ضمن مدينة الميادين، وسط فرض طوق أمني واستنفار كبير لهم في المنطقة.

-الاستهداف الحادي عشر جرى في 30 أيلول، حين دوت انفجارات في البوكمال بريف دير الزور قرب الحدود السورية-العراقية، نتيجة قصف من طائرة مسيرة مجهولة الهوية، استهدفت موقعًا للميليشيات الإيرانية.
ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها نشطاء المرصد السوري، فإن الطائرة المسيرة حلقت في أجواء المنطقة واستهدفت بصاروخين على الأقل منطقة الكتف قرب مدينة البوكمال، في حين تصدى عناصر الميليشيات الإيرانية للطائرة المسيرة بالرشاشات الثقيلة.

-الاستهداف الثاني عشر كان في الثامن من تشرين الأول، حين اندلعت حرائق في بعض المقرات العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية في محيط مشفى عائشة بمدينة البوكمال بريف دير الزور، ناجمة عن قيام طائرة مسيّرة مجهولة الهوية حتى الآن باستهداف المقرات العسكرية، ما أدى لتدمير مقراً ومستودعاً للميليشيات، تزامنًا مع سماع أصوات إطلاق رصاص بشكل مكثف في مدينة البوكمال في محاولة من قِبل الميليشيات الإيرانية استهداف المسيّرات عبر المضادات الأرضية، وسط حالة من الاستنفار تشهدها مدينة البوكمال الحدودية مع العراق بريف دير الزور، ومعلومات عن إسقاط الطائرة المسيرة بعد الاستهداف.

– الاستهداف الثالث عشر، جرى في الـ 11 من تشرين الأول، حين قتل 4 أشخاص من الميليشيات التابعة لإيران جراء الاستهداف الجوي الذي جرى عبر طيران مسير مجهول حتى اللحظة، على نقاط ومواقع لتلك الميليشيات في منطقة البوكمال قرب الحدود السورية-العراقية بريف دير الزور الشرقي، ومن ضمن القتلى شخص سوري بينما لم يعلم هوية وجنسية القتلى الثلاثة الآخرين إلى الآن.

-الاستهداف الرابع عشر، جرى في التاسع من تشرين الثاني الجاري، حين استهدفت طائرات مسيرة مناطق سيطرة الميليشيات الموالية لإيران بأطراف البوكمال قرب الحدود السورية – العراقية، دون معلومات عن خسائر بشرية.

-الاستهداف الخامس عشر، جرى في العاشر من تشرين الثاني، حين قُتل 7 أشخاص على الأقل من الميليشيات التابعة لإيران جراء الاستهداف الجوي “المجهول” من قبل طيران مسير على مواقع ومستودعات للسلاح والذخيرة في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن من ضمن القتلى 3 من الجنسية السورية من العاملين تحت الإمرة الإيرانية، والبقية -أي الأربعة- لم تعرف جنسيتهم حتى اللحظة، كما تسبب القصف الجوي بتدمير مستودعات للأسلحة والذخائر.

-الاستهداف السادس عشر، كان في الخامس عشر من تشرين الثاني الجاري، حين قصفت طائرات مسيرة أطراف مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي التي تتمركز فيها الميليشيات الإيرانية والموالية لها، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أطراف المدينة، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية حتى الآن.

-أما الاستهداف السابع عشر والأخير حتى اللحظة، فكان في اليوم ذاته -أي 15 الشهر الجاري-، حين دوت 8 انفجارات عنيفة مساء الاثنين ضمن مدينة البوكمال شرقي دير الزور، ناجمة عن استهداف جوي من قبل طيران مسير لمواقع الميليشيات الإيرانية في المنطقة، ما أدى لتدمير مقر يضم أسلحة وذخائر.

الميليشيات التابعة لإيران لم تقف مكتوفة الأيادي في ظل هذا التصعيد، فهي تقوم بعد كل استهداف بمحاولات كثيرة لتجنب الخسائر البشرية والمادية الفادحة، عبر إجراء عمليات “إعادة تموضع وانتشار” ونقل أسلحة وذخائر وتغيير أماكن تخزين السلاح ومواعيد نقل الشاحنات من وإلى العراق بالإضافة لإجراء عمليات تمويه أيضاً، إلا أن جميع تلك المحاولات تبوء بالفشل حتى اللحظة، وهو ما يفسر استمرار الضربات بشكل متتالي وتحقيقها لأهدافها.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، إذ يواصل الرصد والمتابعة اليومية للتحركات الإيرانية ضمن مختلف الأراضي السورية عبر شبكة واسعة من النشطاء والمصادر الخاصة به، فإن يدعو الجهات الدولية لممارسة أكبر ضغط ممكن على الجانب الإيراني لإخراجه من سورية، وتقديم جميع المتورطين بقتل وتعذيب والتنكيل بأبناء الشعب السوري إلى المحاكم الدولية لينالوا عقابهم، فلا يخفى على أحد الدور الإيراني الكبير بقتل وتشريد وتهجير أبناء الشعب السوري.