الطائرات الروسية لم تنفذ أي غارات في الرقة لدعم الجيش السوري

22

 

الطائرات الروسية لم تنفذ أي غارات في الرقة لدعم الجيش السوري

 

 

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء، أن الطائرات الروسية لم تنفذ أمس الاثنين، أي ضربات جوية مساندة للجيش السوري خلال تصديها لهجوم معاكس شنه تنظيم داعش في معقله في الرقة، ما ساهم بتسريع انسحابها إلى خارج المحافظة.
وكان الجيش السوري ومسلحون موالون لها الاحد على بعد سبعة كيلومترات من مطار الطبقة العسكري غرب مدينة الرقة، قبل ان يبدا الجهاديون هجوما معاكسا اجبر قوات النظام على التراجع ليل أمس إلى خارج الحدود الادارية لمحافظة الرقة التي كانت دخلتها مطلع الشهر الحالي للمرة الأولى منذ عامين، في اطار هجوم بغطاء جوي روسي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان “الطائرات الحربية الروسية لم تنفذ أمس أي ضربات جوية لمساندة الجيش السوري في التصدي لهجوم تنظيم داعش، ما اجبرها على الانسحاب الى خارج الرقة”.
واستقدم تنظيم داعش الاحد 300 مقاتل من مدينة الرقة، كما استقدم الجيش تعزيزات لمساندتها في اليوم ذاته الا انها “لم تكن كافية”، وفق عبد الرحمن.
وبحسب عبد الرحمن، شن التنظيم “هجومه المعاكس منذ ليل الاحد في مناطق مكشوفة وتمكن من ضرب خلفية الجيش السوري والمسلحين الموالين له في غياب أي دعم جوي روسي، في حين ان تقدم الاخيرة ووصولها الى مسافة سبعة كيلومترات عن مطار الطبقة العسكري تم بالتوازي مع قصف روسي كثيف”.
واضاف “اضطر الجيش السوري والمسلحون الموالون له في مواجهة هجمات التنظيم، للانسحاب الى خارج الرقة خوفا من محاصرتها”.
وبدا الجيش السوري ومقاتلون من قوات “صقور الصحراء” موالون لها ومدربون من موسكو، هجوما مطلع الشهر الحالي بدعم جوي روسي وتمكنت من دخول محافظة الرقة للمرة الأولى منذ عامين والتقدم جنوب مدينة الطبقة التي سيطر عليها الجهاديون العام 2014.
وبحسب عبد الرحمن، فإن “انسحاب الجيش السوري ليل الاثنين يثبت مجددا انه لا يمكن مواجهة تنظيم داعش والتقدم داخل معاقله في سورية بغياب الغطاء الجوي”، موضحا ان ذلك ينطبق على الجيش السوري والدعم الجوي الروسي في الرقة وكذلك على قوات سوريا الديمقراطية التي تواجه الجهاديين في محيط مدينة منبج في محافظة حلب بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة اميركية.
وتنفذ طائرات روسية منذ نهاية أيلول(سبتمبر) ضربات جوية مساندة لقوات النظام تقول انها تستهدف بشكل رئيسي تنظيم داعش الى جانب مجموعات “ارهابية” اخرى في حين تستهدف طائرات التحالف الدولي بقيادة اميركية تحركات الجهاديين ومواقعهم منذ ايلول(سبتمبر) 2014.
ويسيطر تنظيم داعش على كامل محافظة الرقة منذ العام 2014 باستثناء مدينتي تل ابيض وعين عيسى، اللتين تسيطر عليهما قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية ابرز مكوناتها.
وفي موسكو، أكد رئيس هيئة أركان القوات الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، أن موسكو تلتزم باتفاقات دعم الهدنة والمصالحة في سورية، قائلا: “نحن من نفد صبرنا حيال الوضع في سورية وليس الأميركان”.
وشدد غيراسيموف، في بيان صحفي صدر عنه، أول من أمس، على أن روسيا تنفذ تعهداتها في إطار ضمان نظام وقف الأعمال القتالية في سورية، مشيرا إلى أن “الجانب الأميركي يواجه صعوبات مع المعارضة التي تقع تحت سيطرته”.
وأضاف غيراسيموف، في هذا السياق: “برأيهم يجب اعتبار عمليات قصف المسلحين للقوات السورية والبلدات باستخدام راجمات الصواريخ المتعددة (انتهاكات غير ملموسة) لنظام وقف إطلاق النار، فيما يقال على الفور عن جميع العمليات الجوابية المتوازية على أعمال المسلحين، من قبل العسكريين السوريين، إنها ضربات غير متكافئة على المعارضة”.
وأعاد الجنرال الروسي إلى الأذهان أن مهمة حل جميع المسائل العالقة حول سورية يقوم بها “مركز الرد السريع على انتهاكات نظام وقف الأعمال القتالية” العامل في جنيف والذي شكلته موسكو وواشنطن، مضيفا أن ممثلين عن البنتاغون ومخابرات الولايات المتحدة والخارجية الأميركية متواجدون في المركز مع ضباط روس يوميا على مدى 24 ساعة.
كما لفت رئيس هيئة الأركان الروسية إلى أن هناك قناة التواصل المباشر التي تعمل بشكل دائم وتخص منع وقوع حوادث في المجال الجوي السوري بين قاعدة حميميم الجوية الروسية ومركز تخطيط العمليات الجوية في قاعدة العديد الأميركية.
وتابع غيراسيموف: “ولهذا السبب، عندما نتلقى من إدارة البنتاغون اتهامات بأننا نستخدم قنوات التواصل بصورة غير مهنية، من ممكن أن نستنتج أنها إما لا تعلم عن قنوات التعاون العاملة أو تحصل على معلومات غير مؤكدة”.
وأشار غيراسيموف، في الوقت ذاته، إلى أن وزارة الدفاع الروسية ترسل إلى الولايات المتحدة معطيات حول أماكن وجود مواقع لتنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، لكن الجانب الأميركي لا يستطيع حتى الآن الفصل بين المعارضين والإرهابيين، الأمر الذي يسمح للأخيرين باستعادة قوتهم، ما يؤدي بدوره إلى تصعيد التوتر في سورية. وأكد غيراسيموف أنه “ليس من الممكن أن يستمر هذا الوضع إلى ما لا نهاية”.  

المصدر: الغد