العشرات قضوا وقتلوا من قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم “الدولة الإسلامية” في هجمات عنيفة للأخير على الطبقة وريفها خلال الـ 24 ساعة الفائتة

18

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بقوات خاصة أمريكية من جانب، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، على محاور في أطراف مساكن مدينة الطبقة المحاذية لسد الفرات وامتداده، والمعروفة باسم “مدينة الثورة”، وفي محاور الصفصافة وسحل الخشب على ضفتي الفرات الجنوبية والشمالية، وذلك نتيجة هجمات معاكسة من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” في محاولة للتقدم وتشتيت قوات سوريا الديمقراطية وإيقاع خسائر بشرية في صفوفها.

الاشتباكات العنيفة ترافقت مع تحليق لطائرات التحالف الدولي واستهدافها مواقع لعناصر التنظيم، كما تزامنت مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 36 من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” وإصابة آخرين بجراح، فيما قضى وأصيب 10 على الأقل من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، في حين تتواصل الاشتباكات بين الطرفين إلى الآن.

ونشر المرصد السوري أمس الأول أن قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية وطائرات التحالف الدولي تمكنت من التقدم والسيطرة على الطبقة بشكل شبه كامل، عقب انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، حيث علم المرصد السوري أن تواجد التنظيم يتركز في الحي الأول ومحيط سد الفرات الاستراتيجي، كما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الحي الثاني، فيما تحاول التقدم وفرض سيطرتها على الحي الأول وسد الفرات لتتمكن بهذا التقدم في حال تم، من السيطرة على كامل مدينة الطبقة، بعد 42 يوماً من انتقال المعارك إلى الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بريف الرقة الغربي، عقب عملية إنزال وهجوم عبر الزوارق نفذتها قوات أمريكية وقوات سوريا الديمقراطية في آذار / مارس من العام الجاري، كما تأتي هذه العمليات في إطار استمرار حملة “غضب الفرات” التي أطلقتها هذه القوات في الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2016، والتي تسعى إلى عزل مدينة الرقة عن كامل ريفها، تمهيداً لبدء معركة السيطرة على مدينة الرقة.

ورجحت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن المفاوضين وصلوا إلى توافق حول فتح ممر لعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” المتبقين في الطبقة للانسحاب نحو مدينة الرقة، على أن يكون الانسحاب عبر طريق محاذي لضفة نهر الفرات ومن ثم التوجه نحو مدينة الرقة، حيث كانت مفاوضات بدأت يوم أمس الاثنين، في محاولة لتأمين ممر لخروج من تبقى من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من الطبقة نحو مدينة الرقة، وأبلغت مصادر المرصد السوري أمس أن المفاوضات تجري بين أعيان ووسطاء من المدينة وبين قوات سوريا الديمقراطية وقوات عملية “غضب الفرات”، في محاولة لتأمين ممر لعناصر التنظيم للخروج من المدينة، بعد أن تراجع التنظيم في مدينة الطبقة، وذلك في سيناريو مشابه لما جرى في مدينة منبج في العام المنصرم 2016، والتي تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، كامل بعد اشتباكات استمرت منذ الـ 31 من شهر أيار / مايو الفائت وحتى الـ 12 من شهر آب / أغسطس من العام 2016، عقب انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” من جيوب تبقى فيها برفقة عائلات عناصره ومدنيين غير راغبين بالبقاء تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

أيضاً نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول ما أكدته مصادر موثوقة له عن قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” بإرسال نحو 100 عنصر من مقاتليه إلى منطقة الطبقة في ريف الرقة الغربي، في محاولة إسناد جبهتها التي تراجعت بوتيرة متسارعة، وأكدت المصادر أن عملية إرسال التعزيزات جاءت بعد عملية تسليم مهام “الحسبة” وعملها لأمنيي التنظيم في مدينة الرقة، حيث تحدثت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” بتركيز خطبه ودروسه الدينية في مساجد الرقة، عن “أهمية المحافظة على العقيدة في حال خسرت الدولة الإسلامية مدينة أو بلدة أو قرية، وعدم الاحتذاء بالمرتدين الذين فروا إلى مناطق الملاحدة، وبدأوا بالتبرج والتدخين”، وذهب بعض الخطباء إلى أبعد من ذلك واصفين المدنيين الفارين نحو مناطق سيطرة قوات عملية “غضب الفرات” بـ “الدياثة وانعدام الأخلاق لأنهم تركوا أراضي الدولة الإسلامية وأرض الخلافة والتجأوا لأحضان الملاحدة والصليبيين”، كما رجحت المصادر الأهلية أن يكون تنظيم “الدولة الإسلامية” عمد بذلك لتهيئة الرأي العام لخسارة الطبقة الواقعة في الريف الغربي للرقة، والتي تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من السيطرة على أجزاء واسعة منها.

شريط مصور للمرصد السوري لحقوق الإنسان يرصد نزوح مئات المواطنين من منطقة الطبقة بريف الرقة، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية القريبة من المدينة.
https://www.facebook.com/syriahro/videos/10155484473728115/