العطش يهدد 460 ألفاً من سكان الحسكة و3 مخيمات

اتهامات لأنقرة بوقف ضخ محطة مياه العلوك

37

أعلنت مديرية المياه في مدينة الحسكة، التابعة لـ«الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا»، أن الجيش التركي والفصائل السورية الموالية له أوقفت الضخ من محطة مياه علوك، بريف رأس العين الشرقي. ويعد هذا القطع السابع من نوعه منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
وذكرت مديرية المياه أن السلطات المحلية في رأس العين عمدت إلى إيقاف عمل المحطة ليل السبت – الأحد، وأشارت إلى أن عمال المحطة لم يتمكنوا من الوصول للمحطة، والكشف عن أعطالها وإصلاحها، في وقت دعت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» جميع الأطراف إلى الالتزام بتطبيق القانون الدولي، وتحييد ملف مياه الشرب، وحماية المصادر الرئيسية لتدفق المياه لكل السكان بشكل عادل.
ونقلت سوزدار أحمد، الرئيسة المشتركة لمديرية المياه، أنهم أبلغوا القوات الروسية بصفتها جهة ضامنة، وقالت: «روسيا دولة ضامنة، وقد أبلغناهم رسمياً عن وقف عمل المحطة، وعدم السماح لموظفيها بتفقدها وإصلاح الأعطال، وهم أبلغونا بأنهم دخلوا في مباحثات مع مسؤولين أتراك، وينتظرون ردوداً رسمية».

ومن جانبها، ذكرت ناتالي بكداش، مندوبة الإعلام والتواصل في «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، أنهم يعملون، بالتنسيق مع منظمة «الهلال الأحمر السوري» ومؤسسة المياه بالحسكة، على إيجاد حلول لتخفيف المعاناة، بما فيها إصلاح الشبكات، ونقل المياه عبر الصهاريج للمخيمات وباقي مراكز الإيواء. ولدى حديثها، أشارت: «عند انقطاع المياه من محطة العلوك، هناك 50 خزان مياه صالحة للشرب بالمنطقة موزعة داخل المدينة يشرف (الصليب الأحمر) و(الهلال السوري) على تزويدها بالمياه الصالحة للشرب في حالات الطوارئ». ولكن رغم ذلك، فهناك قلق مستمر تجاه قدرة الناس على الوصول للمياه، خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا، بحسب بكداش التي أضافت قائلة: «سكان المنطقة يحتاجون إلى كميات كبيرة من المياه النظيفة لمواجهة مخاطر انتشار فيروس كورونا».
ومنذ سيطرة الجيش التركي، وفصائل سورية مسلحة موالية له، بداية أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، على مدينة رأس العين، بعد هجوم واسع وعملية «نبع السلام»، تحولت محطة العلوك إلى ورقة ضغط بين موسكو وأنقرة، وقد دخلت على خط المفاوضات، وتوصلوا إلى تفاهمات أولية نصت على السماح بضخ المياه من العلوك نحو مدينة الحسكة، والبلدات التابعة لها وريفها، مقابل تزويد محطة مبروكة الكهربائية برأس العين بالتيار الكهربائي لتخديم المناطق الخاضعة للفصائل الموالية لتركيا.
وتعد محطة العلوك المصدر الوحيد لتأمين مياه الشرب لأكثر من 460 ألف نسمة يعيشون بالمنطقة، وتزود بلدة أبو راسين وناحية تل تمر ومدينة الحسكة وريفها، وهذه المناطق تعاني أصلاً في وضع هش بإمدادات المياه، كما تغذي المحطة 3 مخيمات، من بينها مخيم «واشوكاني» ويضم قرابة 12 ألف نازح فروا من رأس العين، ومخيم «العريشة» الخاص بنازحي مدينة دير الزور، ويبلغ تعداده نحو 13 ألفاً، أما مخيم «الهول» فيبلغ عدده نحو 68 ألفاً، حيث يعيش فيه آلاف النازحين السوريين، واللاجئين العراقيين، وقسم خاص بالأجانب الذين كانوا يعيشون في مناطق سيطرة تنظيم داعش سابقاً.
ونوهت المسؤولة الكردية سوزدار أحمد بأن المحطة كانت تضخ لمناطق سيطرة الإدارة الذاتية ثلث الكميات المتفق عليها، بحسب تفاهمات أنقرة وموسكو، وأضافت قائلة: «منذ 8 أشهر، يتم تشغيل 3 محطات ضخ من أصل 8 محطات، بهدف إبقاء كل المناطق تعاني من شح مياه الشرب وقلتها، وما يزيد من المعاناة والتحديات انتشار جائحة كورونا بالمنطقة».
وتشكو منظمات إنسانية دولية ومحلية تعمل في المنطقة من إن بدائل ضخ المياه من محطة مياه العلوك غير كافية، حيث تقوم بتوزيع المياه عبر صهاريج بشكل متقطع، وتستغرق وقتاً طويلاً، بحسب تقرير صدر عن منظمات محلية تعمل على تأمين المياه والصرف الصحي في شمال شرقي البلاد، ذكرت في تقريرها أنها توفر أقل من 50 في المائة من احتياجات السكان، فضلاً عن كلفته الباهظة، عدا جودة وصلاحية المياه القابلة للشرب أو للاستخدامات المنزلية.
وناشدت ناتالي بكداش، المسؤولة الأممية، جميع أطراف النزاع في سوريا تحييد الملف الإنساني ومياه الشرب عن الصراع، وقالت: «تدعو (الصليب الأحمر الدولية) كل الجهات إلى الالتزام بتطبيق القانون الدولي، وتحييد ملف المياه، وحماية المصادر الرئيسية لتدفق المياه لكل السكان بشكل عادل».

 

المصدر: الشرق الأوسط

 

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.