العفو الدولية: مدنيو الرقة ضحية النار والحصار

16

حذرت منظمة العفو الدولية من أن المدنيين في مدينة الرقة السورية باتوا عالقين في حالة من “التيه القاتل” تحت وابل نيران المعركة بين قوات ســوريا الديمقراطية المسنودة من التحالف الدولي، وتنظيم دولة تنظيم داعش.
وقالت المنظمة في تقرير لها الْـيَـوْم الْخَـمِيـس إن حملة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لطرد التنظيم من الرقة أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، وإن الباقين يواجهون خطرا أكبر مع اشتداد القتال في مراحله النهائية.
وقالت دوناتيلا روفيرا كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في المنظمة “مع اشتداد المعركة للاستيلاء على الرقة من دولة تنظيم داعش، يحاصَر آلاف المدنيين وسط حالة من التيه القاتل، حيث تنهال عليهم القذائف من جميع الجهات”.
وأضافت المنظمة الحقوقية أن قوات النظام السوري المسنودة من روسيا هاجمـت هجمات دون تمييز على المدنيين، في حين نوهت تقارير أن الهجمات شملت قنابل عنقودية وبراميل متفجرة في حملة منفصلة ضد متشددي دولة تنظيم داعش جنوبي مدينة الرقة.
ونوهت إلى أن قوات ســوريا الديمقراطية المسنودة من الولايات المتحدة وتشمل فصائل عربية وكردية يجب أن تنزر أكثر خلال قتالها للسيطرة على أحياء وسط المدينة.
وأكمل التقرير “من الضروري أن تتخذ كل أطراف الصراع كافة الإجراءات الاحترازية الفعالة للحد من إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك الكف عن استعمال الأسلحة المتفجرة التي تتخلي أثرا كبيرا في المناطق المأهولة بالسكان، إلى جانب وقف الهجمات غير المتناسبة ودون تمييز”.

حصار بلا فرار
ويحاول المدنيون يوميا الفرار من الرقة، لكنهم يواجهون مخاطر عدة ناتجة من نيران الاشتباكات والقصف، إضافة إلى قناصة تنظيم الدولة والألغام التي زرعها الجهاديون في الشوارع.

وبالإضافة إلى الغارات الجوية، يواجه المدنيون العالقون في الرقة خطر القذائف المدفعية التي تستهدف أحياء مكتظة بالسكان، ونقل التقرير عن شاهد قوله “كانت القذائف تنهال على البيوت، واحدا تلو الآخر. كان الوضع لا يوصف، بدا كأنه نهاية العالم”.
وأفاد التقرير بأن تنظيم داعش المتطرف الذي هيمن على الرقة ومحيطها عام 2014 يستعمل المدنيين داخل المدينة السورية الشمالية كدروع بشرية ويستهدف من يحاولون الفرار بالقناصة والألغام , وفقا للجزيرة.
واضاف أحد سكان الرقة وكان من بين 98 نازحا تحدثت إليهم منظمة العفو الدولية في شمال ســوريا “لم تسمح لنا دولة تنظيم داعش بالرحيل. لم يكن لدينا طعام ولا كهرباء”.
وخلص التقرير إلى أن “الانتهاكات التي يقترفها تنظيم داعش المتطرف لا تقلل من الالتزامات القانونية الدولية لأطراف القتال الأخرى في أن تحمي المدنيين”.

وتخوض قوات ســوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، منذ السادس من حزيران/يونيو معارك في مدينة الرقة، حصن تنظيم داعش المتطرف الأبرز في ســوريا، وباتت تسيطر على نحو 60% من المدينة.

ودفعت المعارك داخل مدينة الرقة عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 25 ألفا لا يزالون محاصرين داخل المدينة.

المصدر: العرب