الغارديان: أزمة اللاجئين السوريين “أكبر كارثة إنسانية في الأزمنة

24

هيمن الشأن السوري وأوضاع اللاجئين السوريين الإنسانية الصعبة، وتغطية مراسم جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون على قضايا الشرق الأوسط التي اهتمت بها صحف الثلاثاء البريطانية.

وكرست صحيفة الغارديان افتتاحيتها وتغطية اخبارية موسعة لأزمة اللاجئين السوريين، وجاءت افتتاحيتها تحت عنوان “أزمة اللاجئين السوريين: نقاط في محيط”.

وترى الصحيفة أنه وسط الانشغال بمتابعة التحضيرات لمحادثات جنيف المقررة الأسبوع المقبل والتقارير عن المذابح التي يرتكبها المسلحون الجهاديون في شمال سوريا والتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، يتم تجاهل “المأساة الإنسانية الكبرى في سوريا”.

وتقول الصحيفة إنه لا عجب أن توصف أزمة اللاجئين السوريين بأنها “أكبر كارثة انسانية في الأزمنة الحديثة”، فثمة نحو 6 ملايين نازح ممن اضطروا إلى مغادرة بيوتهم بسبب النزاع المسلح في سوريا، وتمكن نحو 2.3 مليون منهم من عبور الحدود ليصبحوا لاجئين في دول الجوار. وأن نصف هذا العدد الكبير من النازحين هم من الاطفال.

وتتوقف الصحيفة عند دعوة وجهتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي تعمل على توفير الغذاء والملابس والمواد الأساسية للاجئين السوريين الذين يعيشون في ظروف إنسانية ومناخية قاسية للشتاء الثالث منذ اندلاع النزاع المسلح في سوريا، إذ دعت المفوضية إلى نقل نحو 30 ألفا من اللاجئين الأكثر عرضة للخطر إلى بلدان أخرى قبل نهاية عام 2014. بينهم نساء وفتيات عرضة للخطر، وناجون من التعذيب ومعوقون وكبار السن وذوو الحالات الصحية الخاصة، فضلا عمن يحتاجون إلى لمّ الشمل مع عوائلهم.

وتقول الصحيفة إن استجابة جاءت من المجتمع الدولي، إذ من المتوقع أن تستوعب الولايات المتحدة بضعة آلاف من اللاجئين السوريين ضمن هذا المنهاج، كما أعلنت ألمانيا عن أنها ستقبل نحو 10 آلاف منهم على مدى ثلاث سنوات، وقبلت كل من النرويج وفنلندا والسويد ما بين 400 إلى 1000 لاجئ لكل منهم. وقبلت فرنسا والنمسا 500 لاجئ ومولدافيا 50 لاجئا.

دعت مفوضية اللاجئين المجتمع الدولي إلى استيعاب 30 ألفا من اللاجئين السوريين

وتحض الصحيفة بريطانيا على الاسراع في إعلان مساهمتها في برنامج قبول اللاجئين السوريين، مشيرة إلى حديث نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليج عن اللاجئين السوريين أمام مجلس العموم البريطاني الأسبوع الماضي حين قال إن المملكة المتحدة قد قبلت “مئات ومئات ” من السوريين ضمن التزامات قوانين اللجوء البريطانية.

وترد الصحيفة في افتتاحيتها على نائب رئيس الوزراء البريطاني بالقول إن نحو 1500 أو ما يقارب من طالبي اللجوء السوريين الذين استقبلتهم بريطانيا في عام 2013 لا يمثلون سوى قطرات في محيط بالنسبة لعدد اللاجئين السوريين أو عدد الناس الذين يسمح لهم في العيش في بريطانيا سنويا.

تغطية خاصة

وتكرس الصحيفة ذاتها تغطية خاصة في صفحاتها الداخلية لأزمة اللاجئين السوريين، وضمنها تحقيق كتبه موفدها باتريك كينغسلي من مدينة الاسكندرية المصرية عن المعاناة الكبيرة لللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا في مصر، وتعرضهم للاحتجاز لأشهر من قبل السلطات المصرية التي تجبرهم على العودة إلى مناطق القتال التي فروا منها في سوريا.

 

وفي الشأن السوري أيضا تتوقف صحيفة ديلي تلغراف عند خبر إرسال بريطانيا لفرقاطة عسكرية للمساعدة في الجهود الدولية للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، كما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ.

وتقول الصحيفة إن بريطانيا تخطط أيضا لتقديم معدات تقدر قيمتها بـ 2.5 مليون جنية استرليني فضلا عن التدريب للمساعدة في تدمير الترسانة الكيماوية السورية بأسرع وقت ممكن.

وقد وصف وزير الخارجية البريطاني الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد بأنها “مثال قوي للتعاون الدولي” مشيرا إلى أن ثمة خطط لتقديم تبرعات ومنح مالية “كبيرة” لتخفيف أزمة المعاناة الانسانية للسوريين.

“صدام القيم في تركيا”

يحاول أردوغان إلقاء اللوم وتعليق مشاكله على شماعة وجود مؤامرة دولية ضخمة ضد بلاده

وفي الشأن التركي تنشر صحيفة الفايننشال تايمز مقالا تحليليا مطولا بقلم دانيل دومبي تحت عنوان “صدام القيم” يتحدث فيه عن الأزمة التي تواجهها الحكومة التركية والحزب الحاكم بعد قضايا الفساد التي طالت رموزا بارزة فيها مؤخرا.

ويقول الكاتب إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عاد لاستخدام التكتيك القديم ذاته الذي استخدمه العام الماضي ضد الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة التي خرجت ضد حكومته.

فأردوغان لجأ، بنطر الكاتب، إلى إلقاء اللوم وتعليق مشاكله على شماعة وجود مؤامرة دولية ضخمة ضد بلاده، في الوقت الذي تحوم اتهامات الفساد والتحقيقات بشأنها حول أعضاء بارزين في حكومته وعائلاتهم.

إذ اشار أردوغان في خطاب القاه أمام مسيرة لمؤيديه إلى أن التحقيق الذي طال أربعة من وزرائه ونجله ورجال أعمال بارزين بتهم الفساد، كان جزءا من جهود منظمة لإضعاف تركيا، وأن بذورها كانت في يونيو/حزيران عندما تجمع المحتجون في حديقة غيزي في اسطنبول.

ويقول الكاتب إن أردوغان لا يستطيع أن يسوق نظرية المؤامرة تلك خارج تركيا، حيث يُنظر إلى معركة أردوغان مع السلطات القضائية بوصفها جزءا من نزاع كان يختمر منذ فترة طويلة مع حركة فتح الله غولين، الواعظ الإسلامي الذي كان يوما ما حليفا لأردوغان، والذي له نفوذه واتباعه في الشرطة التركية والمؤسسة القضائية.

ويخلص الكاتب إلى أن تركيا التي أُحتفي بها كنجم صاعد في السوق الاقتصادية العالمية، باتت عرضة اليوم لمخاوف من أن الحكم الرشيد اقتصاديا الذي ساعد في ازدهار البلاد في السنوات الأخيرة قد تدهور وإرتد إلى نظام أكثر شخصنة (ارتباطا بأشخاص محددين) وأقل التزاما بقواعد عامة، وما زالت الأسئلة المتعلقة بالفساد فيه بدون إجابة.

ذنب كلاشنيكوف

كتب كلاشنيكوف رسالة مطولة في أبريل/نيسان إلى أسقف الكنيسة الأورثوذكسية

وتوقف معظم الصحف البريطانية عند الخطاب العاطفي المطول الذي كتبه ميخائيل كلاشنيكوف، مصمم البندقية إيه كي-47، (الشهيرة باسمه في الشرق الأوسط) إلى رأس الكنيسة الأرثوذكسية قبيل وفاته للتعبير عن مخاوفه بسبب إحساسه بالذنب لمقتل الكثير من الناس بسبب بندقيته.

ووضعت صحيفة الإندبندنت صورة كلاشنيكوف حاملا بندقيته في صدر صفحتها الأولى، وفوقها مقتطفات من رسالته يقول فيها “إن ألمي النفسي لا يحتمل. وما زال يراودني السؤال نفسه الذي لا حل له: إن كانت بندقيتي أودت بحياة أناس، فهل يمكن أن أكون مذنبا بسبب موت هؤلاء الناس؟”.

وكانت صحيفة إزفيستيا اليومية الروسية كشفت عن أن كلاشنيكوف، الذي توفي في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن 94 عاما، قد كتب رسالة مطولة في أبريل/نيسان إلى أسقف الكنيسة الأورثوذكسية ونشرت نص الرسالة.