الغلاء يهوي باستهلاك السوري اللحوم إلى كيلوغرامين سنوياً

40

استغنى معظم السوريين عن تناول البروتينات الحيوانية، بعد أن وصل سعر كيلو لحم الخروف، بحسب مصادر من دمشق، إلى عتبة 30 ألف ليرة سورية وزيادة سعر كيلو شرحات الدجاج عن 9 آلاف ليرة سورية.

ويأتي ذلك في حين لم يزل معدل الرواتب، عند حدود 60 ألف ليرة سورية (الدولار = 3800 ليرة)، مع إرجاء زيادة الأجور، حسب تصريحات وزير المال بحكومة النظام السوري، كنان ياغي، أول من أمس.

وقال الاقتصادي السوري، محمود حسين، إن أولويات السوريين تبدّلت خلال سنوات الحرب، وخرجت اللحوم، للأسف، من سلتهم الغذائية، إذ يلتهم سعر كيلو اللحم نحو 50% من الأجر الشهري، وباتت المكثفات البروتينية، بديل معظم السوريين”.. واعتبر أن هذا قصاص من النظام للشعب، ومجازفة لأي سوري يتجرأ على شراء اللحوم.

ويشير الاقتصادي السوري، خلال تصريحه لـ”العربي الجديد”، إلى أن أسعار اللحوم ارتفعت كباقي السلع والمنتجات، بسبب تراجع سعر صرف الليرة، إضافة إلى زيادة تكاليف تربية الأغنام والعجول، بعد ارتفاع أسعار العلف وتراجع الثروة الحيوانية بالحرب، ليأتي التصدير ولهاث النظام وراء الدولار، عاملا متمما لأزمة غلاء أسعار اللحوم.

وحسب مصادر من دمشق، يوجد بالعاصمة نحو 1500 محل لحوم مرخّص، لكن العدد في تناقض بعد الإغلاقات جراء الخسائر وتراجع الشراء. ويقول المهندس الزراعي، يحيى تناري، لـ”العربي الجديد” إن غلاء أسعار اللحوم ناتج عن تراجع الثروة الحيوانية، مشيرا إلى انخفاض الغنم من نحو 20 مليون رأس عام 2011 إلى أقل من 8 ملايين حاليا، كما تراجع عدد قطيع الأبقار من أكثر من 100 ألف إلى نحو 40 ألف رأس

وكان النظام قد اعترف بعزوف المواطنين عن شراء اللحوم وتراجع الاستهلاك، حيث قال مدير المسالخ في “السورية للتجارة”، مجدي البشير، لصحيفة “الوطن السورية”: شهدت عمليات استهلاك اللحوم تراجعاً كبيراً خلال سنوات الأزمة من 9 كيلو غرام للفرد سنوياً إلى 2 كيلو غرام سنوياً” مبيناً أن الأسعار شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال السنوات الماضية فقد ارتفعت 20 ضعفاً عما كانت عليه في عام 2010.

ويقول إعلامي سوري من العاصمة دمشق، فضل عدم ذكر اسمه: لم يعد تناول اللحوم، حتى ضمن أحاديث السوريين اليومية، بات البروتين الحيواني رفاهية ويقتصر تناوله على الطبقة الغنية، فأكثر من 90% من المواطنين، مشغولون بتأمين الخبز ووسائل التدفئة.

ويضيف الإعلامي لـ”العربي الجديد” أن أسعار اللحوم تضاعفت خلال عام، منذ تهاوي سعر صرف الليرة الكبير العام الماضي، كما زادت أسعار الغنم الحي، ففي حين لم يزد سعر كيلو لحم الخروف الحي (قبل الذبح)، عن 6 آلاف ليرة منتصف عام 2020، يباع حاليا بنحو 10.5 آلاف ليرة.

وحول حصة السوريين من اللحوم، يقول: ربما يتجرأ بعض أصحاب الدخول المحدودة على شراء لحوم مجهولة المصدر، مفرومة مسبقاً، أو أجنحة دجاج لأن أكل اللحوم اقتصر على الطبقة الغنية والتي لا تتجاوز 10% من السكان.

وفي المقابل، كشف المدير العام للسورية للتجارة، أحمد نجم، أن المؤسسة وفرت في صالاتها خلال العام الماضي آلاف الأطنان من مختلف أنواع اللحوم.

وفي حين يبيّن المسؤول الحكومي خلال تصريحات لصحيفة “الوطن” أمس، أن “السورية للتجارة” تبيع اللحوم بأقل من أسعار السوق، أشار إلى استمرار التدخل الإيجابي في جميع السلع الضرورية، بناء على التوجيهات الحكومية في هذا الإطار.

 

 

 

المصدر: العربي الجديد