الغموض ما زال يحيط بمشاركة المعارضة السورية في جنيف-2

33

اسطنبول (أ ف ب) – ما زال الغموض يحيط بموقف المعارضة السورية في المنفى التي لم تؤكد بعد مشاركتها في مؤتمر جنيف-2 للسلام في سوريا رغم الضغوط الشديدة من داعميها العرب والغربيين، فيما قدم النظام في دمشق الجمعة تنازلات منها وعد بوقف العمليات العسكرية في مدينة حلب (شمال).

فقبل خمسة ايام على موعد المؤتمر، اعلن النظام السوري استعداده للسماح بايصال المساعدات وبتبادل اسرى مع المقاتلين وباتخاذ ترتيبات امنية تسمح بوقف العمليات العسكرية في مدينة حلب شمال سوريا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة بعد محادثات مع نظيره السوري وليد المعلم “نشير الى ان الحكومة السورية مستعدة وكما اكد الوزير (السوري) اليوم، الى اتخاذ سلسلة من الاجراءات ذات الطابع الانساني خصوصا ردا على دعواتنا”.

من جهته، صرح المعلم ان النظام السوري مستعد لتبادل “معتقلين في السجون السورية مقابل مخطوفين لدى الجماعات المسلحة”. وقال انه قدم للوزير لافروف “مشروع ترتيبات امنية يتعلق بمدينة حلب (…) لاجراء الاتصالات اللازمة لضمان تنفيذه وتحديد الساعة الصفر التي يبدأ فيها وقف العمليات العسكرية”.

وتحقق هذه المقترحات بعض الشروط التي وضعتها المعارضة السورية في المنفى والتي يتوقع في نهاية المطاف ان يبدأ اجتماعها رسميا اليوم السبت كما علم من اعضائها.

واوضح المتحدث باسمها خالد صالح للصحافيين ان هذا التأخير في بدء الاجتماع سببه خلافات داخلية متعلقة بشروط اعادة انتخاب مكتب الائتلاف.

وتبدو المحادثات صعبة طالما ان اعضاء المعارضة المعتدلة للرئيس بشار الاسد منقسمون بشأن امكانية الجلوس الى طاولة واحدة مع ممثليه.

وكان مندوبو المعارضة المعتدلة للرئيس السوري بشار الاسد عجزوا خلال اجتماع سابق في اسطنبول قبل عشرة ايام عن اتخاذ قرار بشأن المشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا بسبب الانقسامات القائمة بينهم.

وفي تشرين الاول/نوفمبر، فرض الائتلاف شروطا صارمة لقاء مشاركته في المؤتمر الذي سيفتتح اعماله الاربعاء في مونترو بسويسرا.

وعلى الصعيد السياسي، اشترط الائتلاف خصوصا ان تتم المحادثات “على اساس انتقال تام للسلطة” وان “هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سوريا السياسي”.

وذكر المتحدث باسم الائتلاف خالد صالح الجمعة “بان الائتلاف يريد المشاركة في حل سياسي للنزاع السوري”، مضيفا “ان الهدف من اي حل سياسي هو تشكيل حكومة انتقالية لا يكون الرئيس الاسد جزءا فيها، وتتمتع بصلاحيات كاملة وتكلف تنظيم انتخابات شفافة”.

لكن النظام السوري رفض من جهته هذه الشروط وكرر انه لن يتوجه الى سويسرا “لتسليم السلطة الى احد .. ولن نقبل عقد صفقات مع احد” مؤكدا انه يعود لبشار الاسد ان يقود المرحلة الانتقالية.

وفي مواجهة التحفظات المتزايدة في صفوف المعارضة على هذا المؤتمر، ضاعفت الجهات الغربية والعربية الداعمة للمعارضة السورية التطمينات والضغوط لاقناعها بالذهاب الى سويسرا، حيث باتت مشاركتها في المؤتمر شرطا لا بد منه لتاكيد مصداقيتها.

والجمعة، حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري النظام السوري من اي محاولة “لتحوير هدف” المؤتمر جنيف-2.

واكد كيري ان “العالم لن يسمح لسوريا بخداعه”، محذرا دمشق من “رد اقوى” في حال حاول التضليل.

وامس الجمعة جمعت تركيا وقطر المفوضتان من قبل كافة الداعمين الغربيين والعرب للمعارضة، في انقرة ايضا اربع مجموعات مقاتلين معارضين سوريين بينها الجبهة الاسلامية، في محاولة لاقناعها بفائدة مؤتمر جنيف-2 كما علم من مصدر دبلوماسي.

ومن المقرر ان يعقد اجتماع جديد لهذه المجموعات صباح اليوم السبت في العاصمة التركية.

وسيسعى المؤتمر الدولي الذي ينطلق في مونترو قبل الانتقال الى جنيف لايجاد حل سياسي يمكن ان يضع حدا للنزاع المستمر في سوريا منذ اذار/مارس 2011 والذي اسفر عن اكثر من 130 الف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين.

اما ميدانيا فقد سجل مقاتلو تشكيلات من المعارضة السورية الجمعة نقاطا على التنظيم الجهادي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” بطرد مقاتليه من سراقب معقلهم الاخير في محافظة ادلب (شمال غرب) وبتحقيق تقدم في محافظة حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

لكن الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة تمكنت من “فرض سيطرتها الكاملة على مدينة جرابلس” الواقعة في اقصى الريف الشمالي لحلب على مقربة من الحدود التركية بحسب المرصد.

الى ذلك سيمثل اليوم السبت امام القضاء في لندن بريطانيان اتهما الجمعة بانهما دخلا الى سوريا لغايات ارهابية، كما اعلنت الشرطة. كذلك تم توقيف رجل اخر يشتبه بانه شارك في معسكر تدريب ارهابي في سوريا.