القتال العنيف في منطقة تلول الصفا على حدود السويداء بين قوات النظام وحلفائها وتنظيم “الدولة الإسلامية” بعد مقتل العشرات منهم نتيجة عنف المعارك

59

محافظة ريف دمشق – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة على محاور في بادية ريف دمشق الواقعة عند الحدود الإدراية مع السويداء، وذلك بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب، وقوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر، حيث تتركز المعارك في منطقة تلول الصفا التي تعد آخر ما تبقى للتنظيم في المنطقة، والذي يستميت للحفاظ عليه وتكبيد قوات النظام وحلفائها بخسائر بشرية كبيرة، في الوقت الذي تسعى فيه قوات النظام بدعم من حلفائها والقصف الجوي والصاروخي لإنهاء تواجد التنظيم في المنطقة، فيما خلفت المعارك المتواصلة مزيد من القتلى والجرحى بين طرفي الصراع، ونشر المرصد السوري خلال الساعات الفائتة، أنه رصد استمرار العمليات العسكرية لقوات النظام في بادية ريف دمشق عند الحدود الإدارية مع محافظة السويداء، حيث تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في منطقة تلول الصفا، التي تبعد نحو 50 كلم إلى الجنوب من قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف، وتتزامن المعارك العنيفة مع تقدم لقوات النظام في المنطقة، وسط استهدافات متبادلة على محاور القتال، فيما تعمد قوات النظام لتكثيف عمليات قصفها المدفعي والصاروخي على المنطقة، ما تسبب بمقتل المزيد من عناصر الطرفين.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق خلال الـ 24 ساعة الأخيرة من الاشتباكات العينفة، مقتل 21 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية”، بالإضافة لمقتل 10 على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ليرتفع إلى 353 على الأقل تعداد القتلى من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” ممن قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الفائت، بينما ارتفع إلى 185 على الأقل، عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في الفترة ذاتها، من ضمنهم عناصر من حزب الله اللبناني أحدهم قيادي لبناني بالإضافة لضباط برتب مختلفة من قوات النظام أعلاهم برتبة لواء، كما تسببت الاشتباكات بإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، بالإضافة لدمار وأضرار في ممتلكات مواطنين، كذلك وثق المرصد السوري 142 مدنياً بينهم 38 طفلاً ومواطنة، أعدموا من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” وأطلق النار عليهم، بالإضافة لمقتل 116 شخصاً غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح صد هجوم التنظيم، وفتى في الـ 19 من عمره ومواطنة أعدما على يد التنظيم بعد اختطافهما مع 28 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآن، كما تترافق هذا الاشتباكات متصاعدة الوتيرة، مع ما رصده المرصد السوري لحقوق الإنسان من هدوء حذر مرفق مع حالة من الترقب مع قرب انتهاء المهلة التي طلبها الشيخ عبد الوهاب أبو فخر، ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري، من المعتصمين من ذوي المختطفين والمتضامنين معهم في ساحة المحافظة، والتي بموجبها جرى تعليق الاعتصام في الساحة، في الـ 8 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، حيث تشخص الأنظار إلى مآلات الوضع القادم في محافظة السويداء، بعد الانتهاء من المهلة التي قدرت بـ 48 ساعة منذ يوم أمس الأول، وكان نشر المرصد السوري أمس ما حصل عليه من معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، والتي أكدت للمرصد أن توتراً يسود مدينة السويداء نتيجة التطورات التي شهدتها المدينة وقضية المختطفين والمختطفات خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، حيث أكدت المصادر أن الشيخ عبد الوهاب أبو فخر، الممثل عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري، عمل وسيطاً بين سلطات النظام والمعتصمين، وطلب من المعتصمين في ساحة المحافظة بمدينة السويداء، فض الاعتصام لمدة 48 ساعة، لحل قضية المختطفين والمختطفات، وفي حال لم يجري الإفراج عنهم، فللمعتصمين الحق في إعادة إقامة اعتصامهم في المكان الذي يريدون، فيما أكدت المصادر أنه بالتزامن مع ما سبق ذكره، فقد عمد مشايخ الكرامة العاملين تحت إمرة أولاد الشيخ وحيد البلعوس لتهديد الشيخ أبو فخر ومحافظة السويداء، بأن لديهم مهلة 24 ساعة للإفراج عن المختطفات لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”، وإلا فإنهم سيقومون بحمل السلاح، وخاطب مشايخ الكرامة المعتصمين بالقول بأن “الاعتصام لا كرامة فيه وإذا ما أردتم مختطفيكم فاحملوا السلاح وحرروهم بأنفسكم”