القوات التركية والفصائل الموالية لها تواصل عملية التغيير الديموغرافي في عفرين من خلال قيامها بالاستيلاء على أرض زراعية لبناء وحدات سكنية

93

محافظة حلب: أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن القوات التركية برفقة “فيلق الشام” الإسلامي، استولوا على كرم زيتون ورمان بين قريتي باسوطة وقرية كرزيلة في ريف مدينة عفرين، وعمدوا إلى قطع أشجار الزيتون وتجريف التربة وتسويتها تمهيدًا لبناء قاعدة عسكرية ووحدات سكنية جديدة لإيواء المهجرين من شتى المحافظات السورية فيها، وفي سياق متصل، عمدت القوات التركية إلى قطع طريق عفرين الباسوطة بالقرب من قرية ترندة وذلك بهدف اقامة قاعدة عسكرية تركية بالقرب من قرية ترندة بريف مدينة عفرين مما أجبر المدنيين على استخدام طرق ترابية طويلة الوصول إلى مدينة عفرين.

وفي العاشر من أيار/مايو، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أنه و منذ وقوع ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون” تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث، إلا أن الحدث اللافت والأبرز يبقى دائماً عملية “التغيير الديمغرافي” الممنهجة التي تقوم بها الحكومة التركية والفصائل السورية الموالية لها في عفرين وريفها، فبعد تهجير أكثر من نصف أهلها، تحاول تهجير من تبقى منهم وإحداث تغيير ديمغرافي بعد أن رعى الأتراك اتفاقيات أفضت إلى تهجير سوريين من مناطقهم وجلبهم إلى عفرين، ويسلط المرصد السوري لحقوق الإنسان في التقرير الآتي على مسلسل التغيير الديمغرافي.

رؤية تعريفية:
تتألف منطقة “غصن الزيتون”، من مدينة عفرين وسبع نواحي (مركز عفرين، جنديرس، شيه/شيخ الحديد، مابتا/معبطلي، راجو، بلبل، شرّا/شرَّان)، وأكثر من /360/ قرية وبلدة وحوالي 40 مزرعة، ولغاية نهاية عام 2017، كان تعداد سكانها ما يقارب نحو 700 ألف نسمة، منهم من هاجر هجرة داخلية وخارجية بحثاً عن فرص عمل.
ومنذ بدء العملية العسكرية التركية “غصن الزيتون” شهدت المنطقة حركة نزوح كبيرة، بدايةً من القرى نحو مركز عفرين ومن ثم إلى خارجها، فتسبب الهجوم والسيطرة بتهجيرٍ قسري لأكثر من 300 ألف نسمة، عاد منهم خلال السنوات الماضية حوالي 25 ألف، أي هناك -275 ألف- مهجر الآن، مشرَّدين في مناطق النزوح الواقعة تحت سيطرة قوات النظام والقوات الكردية نذكر منها: (بعض قرى جبل ليلون، بلدات نبل والزهراء وديرجمال وتلرفعت، وقرى وبلدات الشهباء…)- شمال حلب، ومنهم من فرّ إلى مدينة حلب ومناطق عين العرب (كوباني) ومناطق نفوذ الإدارة الذاتية شرق الفرات.
كما أُغلقت قرى بأكملها أمام عودة أهاليها إما لاتخاذها قواعد عسكرية أو لاستحلالها من قبل الفصائل الموالية لأنقرة ونذكر منها (جلبر، كوبله، ديرمشمش، زريكات، باسلِه، خالتا” – روباريا، “چيا، درويش”- راجو، “قسطل جندو، بافلون، بعرافا”- شرَّا، “حفتار، شيخورزيه”- بلبل…)، لاسيما وأن النزوح أو التهجير إن صح التعبير متواصل على قدم وساق من المنطقة مستمر بسبب سياسة الضغط على المدنيين من قبل الفصائل لدفعهم إلى الخروج من مناطقهم بأشكال وأساليب متعددة.
يُقدر عدد المتبقين من أهالي عفرين داخل المنطقة حالياً بحوالي /150/ ألف نسمة، أغلبهم من الفئات العمرية الكبيرة، إذ تقل نسبة الشباب بسبب هروب أغلبهم من التعديات والظروف القاسية.
وتستمر الاعتقالات التعسفية وحالات الاختطاف والقتل والمضايقات والضغوط ضد الكُـرد المتبقين ويتواصل تقييد حركتهم وضرب مقومات حياتهم والاستعلاء عليهم، لدفعهم نحو الهجرة وترك الديار والممتلكات.

عمليات التوطين:
تم توطين أكثر من /270/ ألف نسمة من عوائل عناصر الفصائل الموالية لأنقرة والمهجرين والنازحين من أرياف دمشق وحماة وحمص وإدلب وغرب حلب، وفق صفقات بين تركيا وروسيا، ضمن منازل وممتلكات أهالي منطقة عفرين المستولى عليها عنوةً وفي مخيمات أنشأت قرب (مدينة عفرين، قرية محمدية- جنديرس، قرية آفراز- معبطلي، بلدة راجو، بلدة بلبل، قرية كفرجنة، قرية ديرصوان…) وأخرى عشوائية.
ومؤخراً باشرت القوات التركية والفصائل بالعمل على بناء /7/ قرى نموذجية بغية توطين القادمين من باقي المحافظات فيها في إطار التغيير الديمغرافي، بالاعتماد على منظمات بها، وعبر مؤسسة “إدارة الكوارث والطوارئ التركية- AFAD”، ودول خليجية، وهي تقع في (جنوبي قرية “شاديرِه”- شيروا، جبل “شيخ محمد” شمالي بلدة كفرصفرة- جنديرس، جبل “شوتي- – طريق جبل قازقلي شمالي بلدة كفرصفرة- جنديرس، موقع “ليجه” بين قريتي “قرمتلق و جقلا تحتاني”- شيه/شيخ الحديد، قرب المستوصف في بلدة شيه/شيخ الحديد، موقعٍ جبلي قرب قرية “حج حسنا”- جنديرس، قرب قرية “خالتا”- شيروا).
فيما يلي يستعرض المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعض إحصائيات التوطين التقديرية في بعض القرى والبلدات والمدن:

– كان في مركز مدينة عفرين أكثر من /100/ ألف نسمة سكّان أصليين، وبعد السيطرة التركية بقي منهم حوالي /30/ ألف نسمة، وتم توطين حوالي /74/ ألف نسمة من المستقدمين.
– مركز ناحية جنديرس مؤلف من حوالي /5/ آلاف منزل، وكان فيه حوالي /20/ ألف نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /10/ آلاف نسمة، وتم توطين حوالي /17/ ألف نسمة.
– مركز ناحية شيه/شيخ الحديد مؤلف من حوالي /1200/ منزل، وكان فيه حوالي /4800/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /2500/ نسمة، وتم توطين حوالي /5/ آلاف نسمة.
– مركز ناحية مابتا/معبطلي مؤلف من حوالي /1200/ منزل، وكان فيه حوالي /4800/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي ألفي نسمة، وتم توطين /6500/ نسمة.
– مركز ناحية راجو مؤلف من حوالي /1500/ منزل، وكان فيه حوالي /6/ آلاف نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /1200/ نسمة، وتم توطين حوالي /6500/ نسمة من المستقدمين.
– مركز ناحية بلبل مؤلف من حوالي /750/ منزل، وكان فيه /3/ آلاف نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /220/ نسمة، وتم توطين حوالي /2750/ نسمة.
– مركز ناحية شرّا/شرّان مؤلف من حوالي /400/ منزل، كان فيه حوالي /1600/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /400/ نسمة، وتم توطين حوالي /1100/ نسمة.
– بلدة جلمة مؤلفة من حوالي /1200/ منزل، كان فيه حوالي /4800/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /2500/ نسمة، وتم توطين حوالي /8/ آلاف نسمة.
– بلدة ميدان أكبس مؤلفة من حوالي /450/ منزل، كان فيه حوالي /1800/ سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /500/ نسمة، وتم توطين حوالي ألف نسمة.
– قرية ديرصوان مؤلفة من حوالي /450/ منزل، وكان فيها حوالي /1800/ سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /500/ نسمة، وتم توطين حوالي ألف نسمة.
– قرية إسكا مؤلفة من حوالي /310/ منازل، كان فيها حوالي /1250/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /400/ نسمة، وتم توطين 800 نسمة.
– بلدة كفرصفرة مؤلفة من حوالي /1200/ منزل، كان فيها حوالي /4800/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /1300/ نسمة، وتم توطين حوالي ألف نسمة من المستقدمين.
– قرية تل سلور مؤلفة من حوالي /80/ منزل، كان فيها حوالي /320/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي مئتي نسمة، وتم توطين حوالي مئتي نسمة.
– قرية عربا، مؤلفة من حوالي /345/ منزل، كان فيها حوالي /1400/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /800/ نسمة، وتم توطين حوالي /400/ نسمة.
– قرية قيبار مؤلفة من حوالي /300/ منزل، كان فيها حوالي /1200/ سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /570/ نسمة، وتم توطين حوالي /350/ نسمة.
– قرية باسوطة مؤلفة من حوالي /800/ منزل، كان فيها حوالي /3200/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /1800/ نسمة، وتم توطين حوالي /1300/ نسمة.
– قرية برج عبدالو مؤلفة من حوالي /200/ منزل، كان فيها حوالي /800/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /150/ نسمة، وتم توطين حوالي /300/ نسمة.
– قرية شنگيلِه مؤلفة من حوالي /120/ منزل، كان فيها حوالي /480/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /150/ نسمة، وتم توطين حوالي /400/ نسمة.
– قرية بافلون الإيزيدية مؤلفة من حوالي /80/ منزل، كان فيها حوالي/250/ نسمة سكّان أصليين ولم يبقى منهم أحداً، وتم توطين حوالي /750/ نسمة من المستقدمين.
– قرية چقماق كبير مؤلفة من حوالي /300/ منزل، كان فيها حوالي /120/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /280/ نسمة، وتم توطين حوالي 1500 نسمة.
– قرية قوݒيْ مؤلفة من حوالي /122/ منزل، كان فيها حوالي /500/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /130/ نسمة، وتم توطين حوالي /550/ نسمة.
– قرية فقيرا الإيزيدية مؤلفة من حوالي /110/ منزل، كان فيها حوالي /440/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /130/ نسمة، وتم توطين حوالي /325/ نسمة.
– قرية قده مؤلفة من حوالي /250/ منزل، كان فيها حوالي ألف نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /240/ نسمة، وتم توطين حوالي /650/ نسمة.
– قرية آغجله مؤلفة من حوالي /120/ منزل، كان فيها حوالي /480/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /300/ نسمة، وتم توطين /300/ نسمة.
– قرية زركا مؤلفة من حوالي /60/ منزل، كان فيها حوالي /250/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /120/ نسمة، وقرية جوبانا المجاورة مؤلفة من حوالي /50/ منزل، كان فيها حوالي /200/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم /60/ نسمة، وتم توطين حوالي /500/ نسمة في القريتين.
– قرية حسيه/ميركان مؤلفة من حوالي /300/ منزل، كان فيها حوالي /1200/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /700/ نسمة، وتم توطين حوالي /250/ نسمة.
– قرية آشكان شرقي مؤلفة من حوالي /100/ منزل، كان فيها حوالي /400/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي مئة نسمة، وتم توطين حوالي /3/ آلاف نسمة فيها وفي مخيم بجوارها.
– قرية كوبلك مؤلفة من حوالي /55/ منزل، كان فيها حوالي /220/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /75/ نسمة، وتم توطين حوالي /400/ نسمة.
– قرية دُمليا مؤلفة من حوالي /280/ منزل، كان فيها حوالي /1120/ نسمة سكّان أصليين وبقي منهم حوالي /350/ نسمة، وتم توطين حوالي ألف نسمة.

الاستيلاء على الممتلكات:
منذ اليوم الأول للسيطرة التركية على عفرين، اُستهدفت منازل ومنشآت مدنية وإدارية وبنى تحتية ومرافق عامة، فقد تم تدمير- بشكل كامل أو جزئي- آلاف المنازل السكنية ومنشأة دواجن عامة ومسلخ للمواشي وجوامع ومدارس ومراكز طبية وأفران لصناعة الخبز ومحطة رئيسية لتخزين وتعبئة المحروقات ومنشأة لإصلاح الآليات الثقيلة ومعاصر للزيتون، إضافةً إلى تدمير أو تخريب شبكات ومحولات ومولدات التغذية الكهربائية العامة والخاصة، وشبكات ومراكز الاتصالات الأرضية واللاسلكية، ومحطات وخزانات لمياه الشرب، ومحطات وشبكات الري المرتبطة بسد ميدانكي ولوحات التحكم به ومستودعاته وصالاته.
يضاف إلى ذلك عمليات السرقة والنهب العام للممتلكات الخاصة والعامة واستنزاف مصادر أرزاق الأهالي وتضييق فرص العمل والأعمال أمامهم بشكل كبير؛ كما أعيد تسجيل العقارات والأملاك الزراعية في المنطقة بغية حصر ممتلكات الغائبين والاستيلاء عليها بالكامل (تجاوز 70% من العقارات و 50% من الممتلكات الزراعية)، وفرض المزيد من الضرائب والأتاوى على المتبقين (10-20%)، كما يكتنف عمليات التسجيل أخطاء وحالات تزوير واستيلاء غير قانوني كثيرة، نظراً لتوفر نية التعمد في نزع الملكية لدى السلطات وغياب نسبةٍ كبيرة من المالكين الحقيقيين وفقدان الكثيرين لوثائقهم.

تغيير ثقافة وهوية المنطقة:
أدت العملية العسكرية التركية برفقة الفصائل إلى تضرر مواقع أثرية تاريخية كـ (عيندارا، هوري، تقلكه، سمعان، براد، تل جنديرس…) وتخريب معالمها، فأزيلت أجزاء أثرية قيّمة وأخرى تضررت، وقد تحولت منحوتات تل عيندارا من الحجر البازلتي إلى ركام بفعل القصف.
كما تم تحويل تل جنديرس إلى قاعدة عسكرية تركية، ومنذ نيسان 2018م تم نبش العديد من الأضرحة التاريخية (شيخ موس عنزلي- ميدانا، قره جرن- شرّا، بربعوش- معبطلي، شيخ عبد الرحمن- قرية كاني كوركيه، المرقد الروماني- النبي هوري، مزارات إيزيدية “شيخ ركاب، شيخ حميد، شيخ سيدي، شيخ حسين، ملك آدي، چيل خانه”) وتخريبها، وحفر وتجريف عشرات المواقع والتلال الأثرية وسرقة كنوزها ونقلها إلى تركيا بإشراف استخباراتها، منها (النبي هوري ومرقدها الروماني، براد، تلال “ترنده، برج عبدالو، قيبار، زرافكِه، كتخ، بربعوش، دروميه، جرناز، كمروك، ديرصوان”)، بعضها مدرجة على لوائح التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”. وتم تحويل مرقد “النبي هوري” الهرمي الروماني والمسجد المجاور له إلى “مَعلم تركي- عثماني”.
وتم تدمير تمثال “كاوا الحداد” رمز نـوروز- الكردي الأسطوري ونُصُب ورموز أخرى، وكذلك تغيير أسماء ساحات وقرى بأسماء عربية وتركية (دوار كاوا= دوار غصن الزيتون، دوار نـوروز= دوار صلاح الدين، دوار وطني = ساحة الرئيس أردوغان، قرية كوتانا= ظافر أوباسي، قرية قورنه = أوندر أوباسي، قرية قسطل مقداد= سلجوق أوباسي، مشفى آفرين= مشفى الشفاء)، وأزيلت الكلمات والكتابات الكردية من أغلب واجهات المقرّات والمؤسسات وعن لوحات الدلالات الطرقية وشاخصات أسماء القرى والبلدات واستبدالها بالتركية والعربية.
فيما تم إجبار أهالي عفرين والمستقدمين إليها عبر المجالس المحلية على حيازة بطاقات تعريف شخصية تمنحها الإدارة التركية باللغتين التركية والعربية، بغية صهر الجميع في بوتقةٍ مجتمعية جديدة.
كما تواصل الفصائل الموالية لأنقرة وعلى مرأى الأتراك عمليات إلحاق أضرار شديدة بالأراضي في عفرين، فقبل السيطرة التركية تم تجريف مساحات زراعية وحراجية واسعة، بعمق /200-500/ متر بمحاذاة الشريط الحدودي /135/كم، وبناء جدار اسمنتي عازل، كما قامت آليات تركية بقلع آلاف أشجار الزيتون في العديد من المواقع إبان العملية العسكرية، مثل جبل بلال وجرقا وقرية درويش وفي قرية جيا – ناحية راجو وفي قرى حمام ومروانية فوقاني وتحتاني وآنقلة و أشكان غربي-ناحية جنديرس وقرمتلق وجقلي- ناحية شيه/شيخ الحديد وبين قريتي كفرجنة ومتينا-ناحية شران وفي جبل شيروا، بقصد إقامة قواعد عسكرية؛ وطالت الحرائق والقطع الجائر غابات حراجية طبيعية وأخرى مزروعة في “جبال سارسين وكمرش وهاوار وجرقا وبلال وطريق ميدان أكبس وميدانا وقاسم وشيخ وقره بابا – راجو، رمضانا ووادي الجهنم وتترا وروتا وحج حسنا وموقع قازقلي وشيخ محمد وجولاقا- جنديرس، ميدانكي وديرصوان وكفرجنة- شرّا، المحمودية-عفرين، إيسكا وجلمة- شيروا…”.
ومن جهةٍ أخرى تم قطع عشرات الآلاف من أشجار الزيتون والأشجار المثمرة والحراجية المعمرة من قبل الميليشيات والمستقدمين بغاية التحطيب وصناعة الفحم؛ حيث وصلت مساحة الغابات الحراجية الطبيعية والمزروعة المتدهورة في منطقة عفرين إلى أكثر من /15/ ألف هكتار من أصل 32 ألف هكتار. كان الكُـرد يعتنون بالغابات ويحمونها ويتخذونها مصايف وأماكن للراحة والتبرك أحياناً، علاوةً على زراعة الأشجار المثمرة بأنواعها، ولكن المسلحين والمستقدمين قطعوا أو أحرقوا الكثير الكثير منها عمداً.

وعلى ضوء ما سبق، لا يخفى على أحد أن تركيا خالفت ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية لاهاي 1907م، وشنَّت هجوماً على أراضي دولة مجاورة، فاكتسبت توصيف “الاحتلال” لمنطقة عفرين دون أن تعترف بذلك، وهي التي تفرض سيطرتها الفعلية العسكرية والإدارية على المنطقة وتمارس أنشطة سيادية فيها، ولم تلتزم بمضمون قرار مجلس الأمن 2254 (2015) من حيث “اتخاذ الخطوات الملائمة لحماية المدنيين، وتهيئة الظروف المواتية للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين داخلياً إلى مناطقهم الأصلية وتأهيل المناطق المتضررة، وفقاً للقانون الدولي”؛ وعلاوةً على شركائها والمتعاونين معها من السوريين فهي تتحمل بالدرجة الأساسية مسؤولية الأوضاع السائدة في المنطقة (انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، خاصةً اتفاقيات جنيف الأربعة 1949م والبروتوكولين الإضافيين)، من تدهور عام وفقدان النظام والسلامة العامة وكذلك الانتهاكات ومختلف الجرائم المرتكبة، وخاصةً جريمة التغيير الديمغرافي (تغيير خصائص مجموعة إثنية باتجاه التدهور والتفكيك والتبديد، وفق سياسات عدائية وخطط مبيَّتة وبأساليب قسرية، أساليب الترهيب ووسائل الفتك والتنكيل) والتي ترتقي إلى مستوى التطهير العرقي (ورد كمصطلح في تقارير أممية، وفي قرار الأمم المتحدة رقم (47/121) الصادر بتاريخ 18/12/1992م بخصوص البوسنة والهرسك) بحق الكُـرد- كإثنية متمايزة وسكّان المنطقة الأصليين.