القوات السورية تفك حصار بلدتين وتقطع طريق إمداد مقاتلي المعارضة في حلب

30

تمكنت قوات النظام السوري من فك الحصار المفروض على بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب، ما يعني قطع طريق الإمداد الرئيسي على مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على الأجزاء الشرقية من مدينة حلب في شمال سوريا.

قطعت قوات النظام السوري طريق الإمداد الرئيسي على مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على الأجزاء الشرقية من مدينة حلب في شمال سوريا بعد كسر حصار بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، وفق ما أفاد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس.

وقال المصدر الموجود في منطقة المعارك “كسر الجيش السوري الحصار عن بلدتي نبل والزهراء بعدما تمت السيطرة على قرية معرسة الخان” في ريف حلب الشمالي، وتمكن بذلك من “قطع طريق الإمداد الرئيسي للمسلحين بين حلب وتركيا”. واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن هذا التقدم “هو الأبرز لقوات النظام في محافظة حلب منذ عام “.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” في وقت لاحق عن مصادر ميدانية أن “وحدات الجيش العاملة في ريف حلب الشمالي بالتعاون مع مجموعات اللجان الشعبية تفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من قبل التنظيمات الإرهابية”.

وتحاصر الفصائل المقاتلة والإسلامية وبينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) بلدتي نبل والزهراء منذ العام 2013.

نحو نصف مليون مدني يعيشون تحت الحصار في سوريا

تحولت سياسة الحصار خلال نحو خمس سنوات من النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه قوات النظام بشكل أساسي وكذلك الفصائل المقاتلة وتنظيم “الدولة الإسلامية” وإن بتأثير أقل.

ويشكل رفع الحصار عن مناطق عدة تطوقها قوات النظام وتسجل فيها وفيات بسبب الجوع ونقص الدواء، مطلبا أساسيا للمعارضة السورية في مفاوضات جنيف المتعثرة، فيما يضغط المجتمع الدولي لرفع الحصار.

ويعيش 486,700 شخص في سوريا تحت الحصار، أكثر من نصفهم محاصرون من قوات النظام، من إجمالي 4,6 ملايين شخص يعيشون في مناطق “يصعب الوصول” إليها، وفق ما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الشهر الماضي.

ما هي أبرز المناطق المحاصرة؟

 المناطق المحاصرة من قوات النظام

تحاصر قوات النظام بشكل رئيسي المناطق الموجودة في محيط دمشق منذ العام 2013، وأبرزها مدن وبلدات دوما وعربين وزملكا في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام في الغوطة الغربية. وتسيطر فصائل مقاتلة بينها إسلامية على هذه المدن كافة.

وتشكل مدينتا الزبداني ومضايا في ريف دمشق أبرز المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام، واستدعى ذلك تنديدا دوليا على مستويات عدة إثر الإعلان عن وفاة العشرات جوعا في مضايا تحديدا.

وتتهم الفصائل المقاتلة قوات النظام باللجوء إلى سياسة الحصار لتجويع وإخضاع المناطق الخارجة عن سيطرتها، في محاولة لدفع مقاتليها إلى تسليم سلاحهم. وساهمت الهدن التي تم التوصل إليها بين قوات النظام والفصائل في بعض المناطق إلى تخفيف الحصار.

وتحاصر قوات النظام على سبيل المثال مدينة معضمية الشام منذ مطلع العام 2013 قبل أن يتم التوصل إلى هدنة بعد نحو عام، ما سمح بتحسن الظروف الإنسانية والمعيشية فيها. لكن الأمم المتحدة أعادت تصنيف المدينة بـ”المحاصرة” الشهر الماضي بعد تشديد قوات النظام للحصار ورصدها وفاة ثمانية أشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية.

 ” المناطق المحاصرة من تنظيم “الدولة الإسلامية

يحاصر تنظيم “الدولة الإسلامية” مدينة دير الزور، مركز المحافظة النفطية الواقعة في شرق البلاد منذ كانون الثاني/يناير 2015 والتي يسيطر على أجزاء منها. ويعيش أكثر من مئتي ألف شخص في المدينة التي يسعى النظام للسيطرة عليها بشكل كامل إلى جانب مطار عسكري ملاصق لها ليستكمل بذلك سيطرته على كامل المحافظة.

وتعيش الأحياء تحت سيطرة قوات النظام في المدينة ظروفا إنسانية صعبة جراء حصار الجهاديين المشدد لكن يتم إدخال مساعدات ومواد غذائية إليها عن طريق المهربين، أو جوا من خلال المروحيات التابعة لقوات النظام، ومؤخرا عبر طائرات شحن روسية.

  المناطق المحاصرة من الفصائل المقاتلة والإسلامية

تعتمد الفصائل المقاتلة والإسلامية سياسة الحصار بشكل رئيسي ضد أربع بلدات شيعية، هي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي (شمال) والفوعة وكفريا في محافظة إدلب (شمال غرب).

وشددت الفصائل المقاتلة والإسلامية وأبرزها جبهة النصرة حصارها لبلدتي الفوعة وكفريا الصيف الماضي بعد سيطرتها على كامل محافظة إدلب، ردا على تضييق قوات النظام حصارها على مدينتي مضايا والزبداني.

كما تحاصر هذه الفصائل بلدتي نبل والزهراء منذ العام 2013.

وتعيش البلدات الأربعة ظروفا صعبة، إلا أن قوات النظام تتمكن من إلقاء المساعدات إلى السكان جوا بشكل دوري.

وتحاصر الفصائل الإسلامية وأبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام مدينة عفرين وريفها الواقعة تحت سيطرة الأكراد في محافظة حلب، لكن الحصار يقتصر على تقييد حركة السكان في وقت يستمر دخول المواد الغذائية والطبية إلى المنطقة.

المصدر:فرنس24