القوات النظامية تقسم ريفي حمص وحماة إلى ثلاثة جيوب

15

حققت القوات النظامية السورية في ريفي حمص وحماة في البادية السورية تقدماً على حساب «تنظيم داعش»، الذي بات محاصراً في بلدة عقيربات شرق مدينة السلمية، بعد عمليات عسكرية من ثلاثة محاور قطّعت المنطقة إلى ثلاثة جيوب، لا تتجاوز مساحة الواحد منها 250 كيلومتراً مربعاً. في موازاة ذلك، تتواصل المعارك العنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر «داعش» من جهة أخرى، على محاور في أقصى الريف الشرقي لحمص، عند الحدود الإدارية مع محافظة دير الزور. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات تتركز في محيط منطقة حميمة، حيث تمكنت قوات النظام من تثبيت نقاط تقدمها عقب فرض سيطرتها في وقت سابق على منطقة حميمة، التي شهدت في الأيام والأسابيع الماضية هجمات عنيفة من قبل «داعش»، تمكن عناصر التنظيم خلالها من قتل وإصابة العشرات من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما سحبت جثث عدد منهم وعلقت في مناطق سيطرة «داعش» بريف دير الزور الشرقي.

وعن التقدم في ريفي حمص وحماة، أفاد «المرصد» بأن القوات النظامية استفادت من التهدئة على جبهات القتال الأخرى لشن حملة كبيرة ضد «داعش» في البادية.

ووفق خريطة السيطرة ينطلق المحور الأول لقوات النظام من مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، والتي سيطرت عليها مطلع آب (أغسطس) الجاري، بينما يتركز المحور الثاني من ريف مدينة الرقة الجنوبي ووصلت فيه إلى حقلي توينان والأكرم النفطيين. أما المحور الثالث فقد أطبق الحصار على التنظيم من خلاله في ريف حماة، ويمتد من ريف حلب الجنوبي وصولاً إلى ريف حمص الشرقي.

وذكرت وسائل إعلام النظام أول من أمس أن «وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الحليفة، تطبق الحصار على مجموعة كبيرة من تنظيم داعش في بلدة عقيربات».

ولم توضح وكالة «أعماق»، الناطقة باسم «داعش» مجريات المعارك في المنطقة، إلا أنها تحدثت عن سقوط عدد كبير من عناصر القوات النظامية.

وتخوض قوات النظام معارك منذ أشهر في البادية، ومنحتها السيطرة على منطقة السخنة الاستراتيجية حظوظاً أكبر في تمكين المحور الغربي عند عقدة (الشولا) نحو مفرق عقيربات وحصار البلدة.

وبإحكام الحصار على «داعش»، قُطع أي تواصل بين قواته شرقاً في دير الزور، وغرباً في جيب عقيربات وحدود السلمية.

وقال موقع «عنب بلدي» إن وضع قوات النظام جبال البلعاس نصب أعينها في ريفي حماة وحمص، يجعل «داعش» في وضع حرج.

وكان «المرصد السوري» أفاد بأن البادية السورية تشهد معارك عنيفة تزداد ضراوتها يوماً بعد الآخر، في محاولة من قوات النظام تحقيق تقدم واسع ينهي وجود «داعش» في محافظات الرقة وحمص وحماة، ويعيدها إلى سيطرة قوات النظام بعد سنوات من خسارتها هذه المناطق. ورصد المرصد استمرار المعارك العنيفة بين الجانبين، في عدد من الجبهات المنتشرة على أراضي هذه المحافظات الثلاث، ومحاور التماس بين جانبي القتال. إذ تشهد محاور منطقة حميمة عند الحدود الإدارية بين حمص ودير الزور القريبة من الحدود السورية – العراقية، وفي شمال مدينة السخنة التي كانت آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في محافظة حمص، ومحور جنوب غربي منطقة الكوم وشرقها وفي منطقة جبال الشومرية ومحيط جب الجراح على بعد نحو 50 كيلومتراً من مدينة حمص ومحور جبل شاعر، إضافة الى محور جنوب أثريا ومحور ريف سلمية الشرقي وريفها الشمالي الشرقي، تشهد جميعها قتالاً عنيفاً تتفاوت وتيرته وفقاً الى عنف محاولة التقدم، أو عنف الهجمات المعاكسة. وعلم المرصد، أن قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها، تعمد من خلال المعارك والهجمات المتلاحقة على هذه المحاور، بغطاء من الغارات الروسية والقصف المدفعي والصاروخي، إلى تشتيت التنظيم وإضعاف قوته، من خلال إشعال أكثر من جبهة في الوقت ذاته، لتفريق قوته، والحيلولة دون إرسال إمدادات عسكرية إلى محاور القتال المستعر بين الطرفين، من قبل تنظيم «داعش».

 

المصدر: