القيادي بالمجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي محمد أمين: قسم من المعارضة السورية مجرد أداوات تخدم أجندات الاحتلال التركي في تنفيذ مشاريعه الاستيطانية

48

لا تزال منطقة شمال وشرق سورية تعاني الإقصاء والحصار حيث تتهم مختلف المكونات المتعايشة في تلك المنطقة حكومة دمشق من جانب وتركيا من جانب آخر بالسعي لضرب أمن المنطقة وإخضاعها والقضاء على مشروع الإدارة الذاتية.

ويرى محمد أمين عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ المعارضة هي مجرّد أداة تخدم أجندات الاحتلال التركي في تنفيذ مشاريعه الاستيطانية، مشيرا إلى إن الحصار المفروض على حيي الشيخ مقصود والأشرفية هدفه كسر إرادة الشعب وتجويعه لخلق الفوضى وتشويه صورة الإدارة الذاتية.

س-لازال حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب يتعرضان للحصار من قبل قوات الحكومة السورية، كيف تقرؤون هذا الإجراء، وماهو هدفه برأيكم؟

ج- إن الحصار المفروض من قبل سلطة دمشق منذ السنوات الماضية والمستمر إلى اليوم الراهن، بالتوازي مع السلوك المشين لعناصر الحواجز المحيطة بأحياء الشيخ مقصود والأشرفية والطريق الواصل إلى مناطق الشهباء حيث مهجري مدينة عفرين المحتلة، ما تسبب في فقدان المواد الأساسية للقمة عيش المواطن “كالطحين وحليب الأطفال والمحروقات والغاز والكهرباء وبعض المواد الغذائية و منذ تاريخ 13 مارس لازال الحصار المفروض على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية مستمرا، حيث تهدف هذه السياسات والأساليب لكسر إرادة الشعب المقاوم في الحيين من خلال التجويع وقطع المياه والاحتياجات المعيشية والأدوية ولم تُكسر سابقاً إرادتهم رغم شن كل هذه الهجمات ضدهم حتى تكسر اليوم، وخلق فوضى ومحاولات تشويه صورة الإدارة الذاتية في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية.

 

س-ماهي الأبعاد العسكرية والسياسية لهذا الحصار الذي يتجاوز مسألة إدخال الضروريات لهذه المنطقة؟
ج_ في 2016 هاجمت الفصائل الإرهابية التابعة إلى الائتلاف الاخواني بدعم من الاستخبارات التركية أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، وكان الهدف حينها السيطرة على كامل الحي لاعتباره منطقة استراتيجية تطل على كافة أحياء حلب، وتم كسر هذا الهجوم من قبل أهالي الحي بجميع مكوناته دون تمييز بين أحد، واليوم ما تشهده أحياء الشيخ مقصود والأشرفية وحالة الحصار هي محاولة أخرى لفرض السيطرة على جغرافية الحي وإعادة الوضع إلى ما قبل 2011 من الناحية السياسية والاجتماعية.

 

س-هل تخشون من أن تكون محاصرة هذه المنطقة ضمن “صفقة بين تركيا التي تجاهر بالعداء للكرد والحكومة السورية “لاخضاع تلك المناطق وترهيبها؟
ج- في مثل هذا الوقت الذي ندعو ونطالب فيه إلى الاتفاق مع دمشق، والوصول لحلّ، فإننا نجد أنفسنا نواجه حصاراً في ظاهره لحكومة دمشق، ولكن من الممكن أن تكون الاستخبارات التركية أو بعض الأجهزة التابعة للدولة التركية قد أوصلت نفسها لقوات سلطة دمشق أو حتّى أقامت معها علاقات أخرى لعرقلة عملية الحوار وإفسادها بشكلٍ من الأشكال ومنها استمرار حالة الحصار فحين يكون يتعلق الموضوع بالقضية الكردية يوجد تنسيق و إتفاقية بينهما، ذلك بات واقعا نعيشه اليوم، لذلك على دمشق و أنقرة أن تفهما أن القضية الكردية بات قضية عالمية.

 

س-ماهي مقاربة pyd السياسية والأمنية للوصول إلى الحل السياسي وفض الصراع القائم؟
ج- منذ البداية 2011 إلى هذه اللحظات، نعمل على أساس قاعدة الوحدة في التنوع، واتفقنا مع إرادة بقية مكونات الشعب السوري لتكون مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ضمن سورية التعددية الديمقراطية كنظام سياسي وإداري للمجتمع وتجسيدا لهذه الإرادة وتحقيقا لهذه الأهداف، ونحاول فض الصراع القائم في بلادنا و تحرير كافة الأراضي المحتلة، هو هدفنا كشعب سوري بدرجة أولى.

 

س-ماهي أسباب فشل المعارضة السورية لإنهاء الصراع المستمر، وهل ترون مشروعا ديمقراطيا لها قادرا على إيقاف نزيف الحرب؟
ج_ المعارضة السورية ” لدينا قسم أصبحوا مجرد أدوات “رخيصة”تخدم أجندات الاحتلال التركي في تنفيذ مشاريعه الاستيطانية في مناطق المحتلة، وتمارس أبشع الجرائم والانتهاكات بحقّ السوريين، لا نعتبرها معارضة حقيقية، بل هم مجموعة من” المرتزقة”، أمّا المعارضة الوطنية الحقيقة السورية من أبناء الشعب السوري في الداخل والخارج، لا يوجد دعم حقيقي لها من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحتى الجامعة العربية.
-أمّا بالنسبة للمشروع الحقيقي الذي قد ينهي الأزمة السورية وبشكل مباشر فهو المضي في تطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، المتخذ بالإجماع في 18 ديسمبر 2015، والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سورية، والعمل على تحرير كامل الأراضي المحتلة وبناء جسور من الثقة و التواصل الاجتماعي السوري وكتابة دستور يمثل إرادة الشعب السوري المنهك نتيجة ذهنية السلطة الحاكمة، والاستعانة بتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سورية لاعتبارها الحلّ الأنسب لاستقرار البلد ، وإنهاء نزيف الحرب.

 

س-لطالما تحدثتم عن أهمية معالجة وحلِّ القضيّة الكُرديّة في سورية على أساس عادل من خلال “مشروع الأمّة الدّيمقراطيّة”، وأن يتم الاعتراف بوجود الكُرد كشعب له ثقافة وتاريخ ولغة وحضارة، هل من الصعب تحقيق ذلك وماهي أسباب عدم تقدم هذا المشروع؟
ج_ القضية الكردية اليوم تحولت من ملف أمني بين أربع دول ( العراق ، سورية، إيران، تركيا ) إلى قضية عالمية ، من المهم و الضروري إيجاد الحل والاستقرار والأمان لمثل هذه القضايا المجتمعية وخاصة القضية الكردية، والحل طرحه القائد عبد الله أوجلان، في مرافعاته من سجن إيمرالي الذي يعيش في حالة العزلة والتجريد من قبل الدولة التركية، إنّ فلسفة و مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب والتعايش المشترك ضرورية، ولكن العقلية الفاشية والقوموية لا تقبل ولا تبحث عن أي حل، هنا يأتي الدور على المجتمع الدولي والقوى الديمقراطية بالضغط لأجل الحلّ للقضية الكردية، ضمن إطار وطني يحفظ خصوصية الشعب الكردي وتاريخه العريق.

 

س-اذا ارادت حكومة دمشق الحل في سورية وجب عليها التوصل لحل مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، ماذا يعني ذلك خاصة مع رفض النظام الحوار مع الإدارة وتعنته؟
ج_باللغة بسيطة جدًا، إنّ تعند سلطة دمشق ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطن السوري، نجد طوابير الذل والإهانة اليومية في مناطق سيطرة حكومة دمشق مع غياب مقومات المعيشية زادها سوءا العزلة العربية والأوروبية وزيادة الشرخ بين أبناء المجتمع السوريوإفساح المجال أكثر للاحتلال التركي ومرتزقته لتنفيذ التغيير الديمغرافي وسرقة لقمة العيش للمواطن السوري، لذلك على السلطة الحاكمة إعادة النظر في سياساتها اتّجاه المواطن السوري بدرجة الأولى وأمام الإدارة الذاتيّة ومؤسساتها السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية.

 

أخيرا، ماتقييمكم لزيارة رئيس وزراء إقليم كُردستان مسرور البارزاني لتركيا وبريطانيا، وهل تهدف لضرب المشروع الدّيمقراطي في المنطقة ومن ثم إضعاف حركة الحرية الكُردستانيّة؟؟
ج_ زيارة قيادات الديمقراطي الكردستاني إلى تركيا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ولم يعد خاف على أحد، مدى التعاون و الشراكة بين AKP و PDK والهدف الأساسي هو ضرب مكتسبات ثورتنا الإنسانية وضرب مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب وحركة الحرية الكردستانية، التي دافعت عن العالم أجمع في محاربة إرهاب داعش ومختلف التنظيمات المتطرّفة، وللأسف نجد مسرور بارزاني وقبله نجيرفان بارزاني و مسعود بارزاني، جميعهم يتسابقون لأجل إرضاء العدو التركي، هم ينفذون تعليمات أردوغان وحكومته في حرب الإبادة والإنكار للهوية الكردية.