القيادي بمجلس إيزيديّي سورية حنان عبدالو: المعارضة شأنها شأن النظام “فاقدة للشرعية”.. وتركيا وإيران تسرحان وتمرحان في كل مكان بسوريا

39

قد لا تنتهي الحرب في سورية، ما دامت القوى المتنازعة على أرضها لم تتّفق بعدُ على طريق الحلّ، سيما وأن باب اللجنة الدستورية قد أُغلق بعد تعطّل أعمالها منذ أكثر من شهر وسط اتّهامات كبيرة من النظام من جانب والمعارضة من جانب آخر بالوقوف وراء التعطيل.

وبرغم حديث القوات النظامية عن استعادة السيطرة على معظم الأراضي التي سبق أن كانت ملاعب لقتالٍ عبث بأهلها وسلمهم إلى التيه، وبرغم سلسلة الانتصارات التي تحدثت عنها المعارضة من جانبها في مناطق سيطرتها إلا أن الواقع لا يزال يلفه الغموض والجمود ولم يبزغ أمل لسلام يكون مناسبة لإنهاء المعاناة وعودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم.

القيادي بمجلس إيزيديّي سورية، حنان عبدالو، يتحدّث في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن الوضع في البلد بعد الحرب المدمّرة وعن النظام الأنسب لسورية أفضل.

 

س- يقول مراقبون إن النظام السوري لم يستغل فرصة بعض الأصوات التي نادت بعودته إلى البيت العربي عبر جامعة الدول العربية شرط القطع مع إيران والابتعاد عن فلكها، برغم نجاحه نسبيا في التصدي للتغوّل التركي ..هل توافق هذا الرأي؟

ج- النظام السوري لم يحصل على أي فرصة للعودة إلى البيت العربي، وكما نعلم أخذت الجامعة العربية موقفها وكان واضحا منذ البداية وحتى الآن، أما قضية العودة إلى البيت العربي من أجل منع التغول التركي فهذا نسبي إذ أن الدول العربية لديها اتفاقيات مع تركيا وتدعمها في كل من سورية والعراق وليبيا وأماكن أخرى.

 

س- لماذا يرفض النظام السوري العودة إلى الحضن العربي، خاصة أن هذا الأمر لو حدث سيعمل على تغيير المعادلة القائمة حاليا بين عديد الدول، والعلاقات بين المحاور ؟

ج-النظام لا يملك حقّ الإختيار والقرار بالعودة أو عدم العودة إلى الحضن العربي، فالجامعة العربية لها موقف ضمني شبه معلن من النظام السوري على أنه نظام طائفي مقيت ولو افترضنا أن هذا الأمر سيحصل، فمن المستحيل أن يكون للنظام إمكانية التصدي وتأسيس استراتيجية جديدة في المنطقة.

 

س- يعيش الشمال السوري على ضوء لعبة التغيير الديمغرافي الذي تنتهجه تركيا بالقوة والتنكيل من جانب، ويعيش الشرق على ضوء تغيير آخر تفرضه إيران وفق غاياتها السياسية، مستغلة الأوضاع الصعبة لسكان تلك المناطق.. أين اختفت المعارضة الوطنية للتصدّي لهذه الممارسات التي يُستعمل فيه السوري كسلاح حرب؟

ج- نعم هذا الكلام صحيح، فالمعارضة الوطنية فعليا حتى هذه اللحظة غير موجودة وغائبة، حيث لاتملك كلمة موحدة ولا إطارا تنظيميا، فهي معارضة مفعول بها وقرارها مُصادر تماما، لذلك تسرح تركيا وإيران وتمرحان في كل مكان بسورية أمام صمت رهيب ومقيت من قبل العالم.

 

س- تحدّثت تقارير كثيرة عن سعي دولي إلى إنتاج معارضة بديلة في سورية بعد فشل المعارضة الحالية في طرح مشروع سياسي سلمي وطني ينهي الحرب.. هل تتفق مع هذا التوجه، ولماذا فشلت المعارضة في لم شتاتها وإنتاج مشهد سياسي بديل وركزت على صراعاتها وتخوين بعضها البعض؟

ج- نعم نؤيد هذا التوجه بتشكيل معارضة وطنية بديلة عن المعارضة الحالية التي قامت بأسلمة وتسليح الثورة وأخرجتها عن مسارها السلمي، إذ قضت على طموح جميع مكونات الشعب السوري، وفشلت هذه المعارضة في أن تكون ممثلا شرعيا للسوريين كونها لاتملك أي مشروع سياسي لسورية المستقبل، فهي فاقدة الشرعية مثلها مثل النظام.

س- أي نظام ترونه الأصلح لسورية؟

ج- نرى أن النظام العلماني الديمقراطي هو الأصلح لسورية، والدستور السوري الجديد من الضرورة أن يتبنى بندَ فصلِ الدين عن الدولة وألا يكون للجماعات الإسلامية المتطرفة أي دور في سورية القادمة.

 

س- تحدثت تقارير كثيرة عن مفاوضات أمريكية-سورية سرّية ناقشت عددا من المسائل منها الإفراج عن أمريكيين مختطفين في سوريا مقابل رفع العقوبات، في حين قال النظام إنه لا حوار على الإطلاق بأي شأن كان إلا بعد انسحاب القوات الأمريكية.. ما تعليقك؟ ولماذا التركيز على انسحاب أمريكا أولا دون غيرها كروسيا وخاصة إيران؟

ج-لا نعتقد أن هذه المفاوضات جرت وأن النظام السوري يملك هذه القوة والجرأة برفض مطالب أمريكا أو حتى طلب انسحاب القوات الأمريكية، تحدثنا عن تدخلات خارجية إيرانية تركية خليجية روسية لذلك لا أعتقد إن النظام يجرؤ على رد المطالب الأمريكية.

 

س- رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، نجاة رئيس مجلس عشائر البوكمال من محاولة اغتيال، عبر استهداف سيارة كان يستقلها في قرية الصبحة بريف دير الزور الشرقي .. برأيكم من يقف وراء الإغتيالات الأخيرة ويسعى إلى إثارة الفوضى في تلك المناطق؟

ج- موقفنا واضح منذ بداية الثورة وحتى هذه اللحظة، وهو رافض للعنف والتسليح وأسلمة الثورة، لذلك من الصعب أن نحدد من هي الجهة التي تقف وراء الأعمال التخريبية والإغتيالات والتصفيات التي لحقت بالشخصيات السورية السياسية والثقافية والعلمية، ولن يطول الوقت لكشف من يقف وراء هذه الممارسات.

س- إلى أي مدى يمكن للجنة الدستورية تغيير واقع الانتخابات في 2021؟

ج-بخصوص اللجنة الدستورية هي ليست شرعية ولا تمثل إرادة السوريين وليس لها أي تأثير على أي قرار سوري قادم.

س- هل تتابعون قضية المعتقلين السياسيين، وما الجديد بشأنها؟

ج- ملف المعتقلين السياسيين ملف غامض، نحن قلقون جدا على كل السوريين وليس فقط المعتقلات والمعتقلين السياسيين بل على كل سوري داخل السجون وخارجها.