اللواء الركن ماجد القيسي: أكثر من عشرة آلاف عنصر نشط وخامل من تنظيم “الدولة الاسلامية” ينتشرون في البادية السورية.. ولابد من وضع استراتيجيات عربية موحدة لمحاربة آفة الإرهاب
لا يزال طاعون العصر أي الإرهاب متفشياً في المنطقة، ولاتزال المواجهة مع الأفكار المتطرفة معركة طويلة الأمد وصعبة ، وعليه يخشى الكثيرون في منطقتنا العربية أن يكون هذا العام بعد عقد من اندلاع الثورات العربية، منطلقاً لمواجهة وتصد حقيقي للآفة التي دمّرت أغلب البلدان العربية.
ويرى محللون أن محاربة الآفة تتطلّب نفسا وصمودا اضافة إلى التماسك العربي عبر وضع خطط واستراتيجيات للتصدي لمواصلة التمدد والتوسع.
ويرى الخبير الأمني العراقي، مدير برنامج الأمن والدفاع، اللواء الركن المتقاعد ماجد القيسي في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الأوضاع والمؤشرات في المنطقة تنذر بإعادة تمركز تنظيم “الدولة الاسلامية” ، لافتا إلى أهمية سن استراتيجيات لمحاربة التنظيم .
س- حضرة اللواء، هل تنذر الأوضاع والمؤشرات بعودة تنظيم الدولة الاسلامية إلى المنطقة وبخاصة سورية والعراق مع تكثيف الهجمات مؤخرا؟
ج-تنامت عمليات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسورية، هذا التنظيم دخل مرحلته الثالثة من البناء واستطاع إعادة ترتيب أوراقه والتغلب على بعض المعضلات مثل التصدعات الايديولوجية التي رافقت هذا التنظيم وخصوصا بعد مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي والقضاء على القيادات إضافة إلى إعادة الاستراتيجية التنظيمية في هذا التنظيم، حيث أقدم على تشكيل بؤر وخلايا نائمة جديدة، فعلى سبيل المثال في سورية هناك مايقارب ثلاثة ألاف وخمسمائة عنصر نشط وهناك ما بين 7500 إلى 8000 عنصر خامل يتوزعون في البادية الغربية غرب مدينة دير الزور وعلى طريق دير الزور-دمشق وخصوصا في المناطق المحيطة بتدمر والسخنة والمرتفعات القريبة التي لا يزال يتركز فيها برغم العمليات التي قام بها النظام، كما يتمركز في منطقة السلمية ويمتدّ إلى الشمال الشرقي لحماة وأيضا في الجنوب الغربي لسورية خاصة منطقة الصفا وهي منطقة جبلية قرب السويداء.
-أقول إن التنظيم يقوم بعمليات كثيرة خصوصا على الطرق التي أشرت إليها سالفا ويستهدف الأرتال العسكرية وتلك التي تحمل المواد الغذائية والمشتقات النفطية.. أعتقد أن التنظيم سيستمرّ بهذه الاستراتيجيات الترويعية واستراتيجيات حرب العصابات مستخدما أدوات مثل الانتحاريين والأحزمة الناسفة إضافة إلى العجلات المفخخة والعبوات الناسفة أو الهجوم المباشر …
س- لكن حضرة اللواء، برأيكم هل يستطيع العودة إلى ما كان عليه عام 2014؟
ج-لا أعتقد ذاك، لأنه خسر الكثير من قياداته وذلك بحدود 43 من قيادات الصف الأول وآخرهم أبو بكر البغدادي وكذلك خسارة بحدود 83 قياديا ميدانيا يقودون العمليات العسكرية.. أكرّر وأقول إن التنظيم قد أدرك الأسباب التي أدّت إلى عدم سيطرته على الأرض والمدن، فضلا عن العامل التمويلي الذي شهد تقهقرا بعد أن كان أغنى التنظيمات وبات اليوم يعتمد على وسائل وأساليب أخرى للحصول على المال لكنه لن يعود إلى ما كان عليه سابقا، وهناك أسباب كثيرة لن تترك المجال للتنظيم لإعادة مسك الأرض بشكل مشابه لعام 2014، ومن المتوقع في سورية، نتيجة عدم الاستقرار والخلافات الكبرى والصراع، وجود الكثير من التنظيمات المتطرفة والمليشيات والمرتزقة خاصة مع تداخل وتقاطع المصالح الاقليمية والدولية وأعتقد أن التنظيم في المستقبل سوف يزيد نشاطه.
– أيضا لا يمكن أن ننسى نية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية خفض وجودها في الشرق والشمال السوري وهناك نية لتقليل هذه القوات واحتمال انسحابها من سورية وهذا سوف يؤدي إلى مزيد تغلغل التنظيم وتخفيف الضغط الذي كان يقع عليه.
س– تحدّثت تقارير استخباراتية عن مأزق القيادة لدى تنظيم الدولة الاسلامية في بلاد الشام وغيرها والانقسامات الكبرى صلبه والتي دلّت على هشاشته.. كيف يمكن اغتنام هذه الفرص لمزيد تشتيت التنظيم وفلوله في المنطقة، والسعي نحو مزيد إضعافه ؟
ج-النظام السوري حقيقة لم يدخل مع التنظيم في معارك كبرى ولم يبذل الجهد الكبير في المدن التي كانت تحت سيطرته ويحتلها كدير الزور والرقة وغيرهما بل اعتمد استراتيجية “كسر الفخار” أي أن التنظيم قد دخل في معارك مع جبهة النصرة واستفاد من هذه المعارك حيث إن الخاسر منها سيفيد النظام والمنتصر منها سوف ينفرد به النظام.. استطاع تنظيم الدولة الاسلامية احتلال الرقة علما أنه قد تعرض للقوات النظامية السورية في منطقة الطبقة ما أدى إلى مقتل العديد من الضباط والجنود وكذلك دخل في معارك مع الأكراد في مناطق ريف حلب الشمالي وتل أبيض وكوباني مؤخرا، وكان النظام ينتظر ويرتب وبالتالي أضعف هذا التنظيم ما أدى إلى شن عمليات محدودة من قبل الجيش السوري في مناطق السويداء وبعض الجيوب الموجودة غرب البوكمال وغرب الميادين وغرب دير الزور، وأرى أن النظام كان “ذكيا” في عمليات مهاجمة التنظيم حيث إن الجهد الأساسي كان موجها ضد المعارضة ولم يعمل على استنزاف جهوده لمحاربة التنظيم طالما هناك تنافس وهناك صراع مابين التنظيمات المختلفة كجبهة النصرة وحراس الدين وغيرهما، ثم إن هذه التنظيمات دخلت معارك ضد مايسمى بالمعارضة السورية وفصائلها التي خسرت الكثير من المناطق لصالح التنظيم عندما توسع الأمر الذي كان له تداعيات سلبية وآخرها اختراق من قبل أجهزة الاستخبارات الدولية والاسلامية عندما قام بتجنيد عناصر أجنبية من أوروبا وآسيا وبالتالي تم الاختراق عندما كان التنظيم خلال 2013و2014 تنظيما مغلقا وأصبح تنظيما مفتوحا لكل وكالات الاستخبارات ممّا أدى إلى مقتل الكثير من القيادات، من ناحية أخرى يحتاج التنظيم إلى قوة، والقوة التي كان يمتلكها باعتقادي كانت مابين110آلاف مقاتل في سورية والعراق ، وهذه القوة لم تستطع تغطية كافة المناطق التي كان يحتلها والتي كانت تقدر ب 90 ألف كيلومتر في سورية و110 ألاف كلم في العراق، يعني 200 ألف كلم إضافة إلى المدن والمحافظات الكبيرة وهذا يحتاج إلى قوة هائلة لمسكها إضافة إلى الدعم اللوجستي وحماية الطرق وكذلك حماية المناطق المهمة .
– لقد تحوّل التنظيم من دولة الخلافة إلى تنظيم شبحي ونجد اليوم فقط على سبيل المثال مجلس الشورى والمجلس العسكري، وهذا الأخير هو الذي يقوم بالتخطيط الاستراتيجي والدعم اللوجستي ،وهذه الهيكلية في التشكيل قادها خليفة التنظيم الجديد الأمير محمد سعيد المولى الذي تبحث عنه أمريكا والكثير من الدول لاستهدافه..كل هذه الأسباب يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، وإن كان النظام السوري تخادم مع هذا التنظيم عبر الكثير من الشركات العاملة إذ كانت هناك عمليات تهريب للنفط عندما كان التنظيم يحتل مناطق الطاقة في دير الزور ومنطقة حقول كوليكو وعمر وغيرها، وحتى التنظيم كان له تخاذل مع منافسين من التنظيمات الأخرى في مناطق شرق الريف الغربي لحلب.
س- مع غياب الاستقرار السياسي في كل من سورية والعراق، استغلت التنظيمات الاسلامية الفرص لمزيد التمركز برغم أن هذه التنظيمات تعيش انقسامات داخلية .. كيف يمكن التنسيق بين البلدين للتصدي لمزيد توسعه في المنطقة برغم الظروف السياسية الصعبة التي يعيشها البلدان؟
ج- أعتقد أن التنظيم قام بتطويق هذا الانقسام بخصوص مسألة التصدعات الايديولوجية، وكان هناك تنافس صلبَ التنظيم وخلافات بين أبو بكر القحطاني وتركي بن علي وغيرهما، برغم أن أمير التنظيم الجديد بعد مقتل البغدادي استطاع التغلب وتطويق هذه التصدعات بعد هروب القحطاني إلى جبهة النصرة ومقتل تركي بن علي في ظروف غامضة ليقوم التنظيم بإعادة استراتيجيته القتالية .
-أعتقد أن الخلافات صلب التنظيم مستمرة لكن تم تطويق الخطير منها.. أما كيفية مواجهته فأرى أنه قد يكمن في استمرار التحالف الدولي والدول التي شاركت في مقاتلته خاصة أمريكا وفرنسا وبريطانيا لأنها تمتلك إمكانيات ضخمة وقدرات كبيرة للتصدي لتوسعه وهي قادرة أيضا على تقديم الدعم اللوجستي للقوات العراقية بالاضافة إلى الدعم الاستخباراتي والمراقبة والاسناد الجوي، لكن الأمر في سورية معقد ومختلف حيث نعرف أن النظام لا يمتلك علاقات مع أمريكا وفرنسا وبريطانيا وهو شبه منعزل دوليا، لذلك لا أعتقد أن يكون هناك تعاون مع النظام والقوى الكبرى المذكورة سالفا، ولا ننسى التعاون الأمريكي مع القوات الكردية إلا أنها بدأت بالإنهاك وامتدت إلى مساحات شاسعة في جنوب دير الزور والباغوز وصولا إلى الشمال السوري وغيره، وهذه منطقة واسعة وهناك تعقيدات عملياتية.. نذكر أيضا الخلافات مع تركيا وتحديدا وجود قوات تركية بالمنطقة الشمالية.
-إذن، تعقيدات كثيرة في سورية بالاضافة إلى وجود روسيا وإيران وإسرائيل التي تستخدم استراتيجية المطرقة ، إضافة إلى أمريكا وتركيا، كلها تعقيدات سياسية وأمنية تؤثر على المشهد الأمني السوري، ولا أعتقد أن يكون هناك تعاون كبير مع النظام من أجل محاربة التنظيمات ، حيث لا يسعى النظام السوري إلى القضاء على التنظيمات المتطرفة بقدر ما يسعى إلى استعادة مناطق الطاقة شرق دير الزور والحصول على مواردها لإعادة إعمار البلاد باعتباره مفلسا وحلفائه مفلسين، وأكرر أن المشهد في سورية معقد ولا يشبه العراق ولا غيرها..
-من وجهة نظري أرى أن التعاون في المجال الاستخباراتي وتبادل المعلومات مهم جدا للقضاء على فلول التنظيمات المتطرفة وما تبقى منها، لأن التنظيم لم يتمدد فقط في سورية والعراق بل وصلت أذرعه إلى شمال إفريقيا والساحل الغربي الأفريقي ودول الساحل والصحراء على غرار مالي وتوسع أيضا في النيجر ، إضافة إلى الفلبين وأفغانستان عبر تنظيم الخرساني هناك، وبالتالي استطاع هذا التنظيم التكاثر في هذه المناطق عبر خلاياه النائمة والذئاب المنفردة في أوروبا حيث أصبحت هذه الأخيرة قلقة من عودة مقاتلي هذا التنظيم إليها معتبرة أن في عودتهم خطرا دائما على أمنها واستقرار بلدانها.. وهناك أيضا مخاطر كبيرة في سورية تتمثل في عناصر التنظيم المعتقلين لدى قوات سورية الديمقراطية في معسكر الهول ومعسكرات أخرى وهم يشكلون قنابل موقوتة، علما أن أوروبا قد رفضت استقبالهم في حين أصرت أمريكا على أن تقوم كل دولة باستلام عناصرها وهي عناصر خطرة جدا وبالتالي بقاء هؤلاء في هذه المعتقلات يشكل خطرا على دمشق والحدود العراقية وقد حدثت محاولات للهروب من سجن غويران الصغير والكبير قبل أشهر وهي محاولات من التنظيم ضمن ما يسمى بـ”كسر الأسوار” أي كسر السجون وإخراج المقاتلين، لذلك لا يزال الخطر موجودا ولم توجد بعدُ أي مقاربة لهذه العناصر، ونحن في العراق قلقون من هذا الوضع ولذلك نسعى إلى إيجاد مقاربات استراتيجية مهمة من أجل حماية حدودنا وتفعيل الجهد الاستخباراتي وقمنا بعمليات استلام عناصر العراق وشن ضربات داخل العمق السوري في مناطق تمركز الإرهابيين واستهدافهم عبر طائرات “إف 16” فضلا عن جهودنا الاستخباراتية على الحدود العراقية السورية لتطويق هذا التنظيم الخطير.
س– في وقت يشهد تكتلات دولية وإقليمية سياسية، نرى تشتتا في المقابل على المستوى العربي وانهيارات متتالية، كيف السبيل حضرة اللواء إلى تحقيق نهوض عربي وقوة تفاوضية عربية موحدة لمواجهة مختلف التحديات بدل استجداء الحلول والمساعدات من الدول الكبرى؟
ج-نحن نعرف جيدا أن الدول العربية انضمت إلى تحالفات ومحاور مختلفة كدول الخليج التي التحقت بمحور الولايات المتحدة وحلف الناتو وفرنسا وبريطانيا في حين أن سورية وبعض دول الشمال الافريقي لديها محاور مع روسيا، وسورية مع إيران، إضافة إلى المحور التركي القطري الايراني، هذه الانقسامات في المحاور بالتأكيد هي مؤذية للموقف العربي، فعندما تم احتلال العراق من قبل أمريكا خططت هذه الأخيرة لربح المعركة لكنها خسرت السلام ولم تدرك أن العراق هو حجر الزاوية في منظومة الأمن الإقليمي برغم الظروف التي كان يمر بها في
تسعينات القرن الماضي، وفي عام2003 احتلت العراق لتفتح الممرات والأبواب لإيران وتوغّلت في اتجاه سورية ولبنان واليمن وحتى بعض دول الخليج، وبالتالي عدم إدراك هذه المعادلة أدى إلى هذه النتائج حيث لا توجد مقاربات واضحة لا من قِبَلِ أمريكا ولا من دول المنطقة لتطويق النفوذ الإيراني أو نفوذ دول اقليمية أخرى، واستطاعت إيران تكوين شبكة وكلاء كبيرة قدر عددها ما بين 180 إلى 200 ألف في العراق وسورية وخاصة في دمشق حيث يوجد أكثر من 60تشكيلا تابعا لإيران وقد أنفقت الأخيرة منذ 2011 إلى غاية عام2019 نحو 16 مليار دولار على هذه التنظيمات مع إنفاقها على النظام حوالي 6 مليار دولار وحزب الله بحدود 700 مليون دولار سنويا..هذه أرقام جعلت هذه القوة الموازية في المنطقة ذراعا قوية.
-أعتقد أن المنظومة العربية تحتاج لإعادة النظر ورؤية استراتيجية جديدة في مفهوم الأمن الإقليمي ولايمكن استبعاد إيران ولا تركيا عن هذه المنظومة .. إذن هناك تحالفات وخطوط واقتراب لحافات استراتيجية من قبل الخصوم فيما بينهم .
-وهنا لا بد من إعادة النظر في منطقة شرق الشرق الأوسط تبنى على منظومة أمنية اقليمية يشترك فيها الجميع وهي المقاربة المهمة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
س-حضرة اللواء، هل يمكن لبعض الأحداث الدولية على غرار انتخاب جوزيف بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية والمصالحة الخليجية مؤخرا أن تسهم في حل الأزمات السورية والعراقية والليبية وغيرها ؟
ج- خلق ترامب في المنطقة متغيّرا سياسيا كبيرا أدّى إلى تنامي الصراع عندما قام بالخروج من الاتفاق النووي وتطويق إيران وممارسة الضغوطات القصوى وتمركز القوات الأمريكية في العراق مع وجود محور المقاومة الذي يمثل بعض الأذرع والفصائل التي تدعمها إيران ما جعل العراق مثلا ساحة صراع ، ولا أعتقد أن بايدن يستطيع إيجاد مقاربات من أجل تخفيف التوتر والتصعيد في المنطقة ككل، هو اليوم في بداية عهده وستكون أولويته الخلافات والمشاكل الداخلية، وقد لا يستطيع كسر المقاربات التي اتخذها ترامب قبله بشكل سريع وكامل، وهذا يحتاج إلى وقت، وأظن أنه سيستمر في بعض هذه المقاربات مع إحداث تعديلات ومنها انضمام إسرائيل إلى القيادة المركزية الوسطى في قطر، وقد لا يقوم بسحب القوات الأمريكية من العراق وسورية، ونعلم أن وزير الدفاع الأمريكي الجديد من أشد المعارضين لسحب أي قوات أمريكية من الشرق الأوسط وبالتالي سيُبقي على قواته في المنطقة مع استخدام سياسة الضغوط القصوى على إيران أي استراتيجية الاجبار والاكراه .
– أرى أن المنطقة سوف تقع ما بين حروب الانابة عن طريق الوكلاء والأدوات بالنسبة لإيران وإسرائيل وحروب الظل التي تشمل حرب الاستخبارات والعمليات النوعية مثل ما حدث في عملية اغتيال قاسم سليماني أو العالم النووي محسن زادة في طهران، وهناك أيضا بُعدٌ أخر هو الحرب السيبرانية والالكترونية.