المؤتمر الوطني الديمقراطي: لا للعدوان التركي

21

ليس ثمة جدوى للتعرض لما سبق التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2019، فالمشروع التركي لما سمي بالمنطقة الآمنة سبق وجود داعش وولادة قسد. الحكومة التركية التي سمحت بدخول قرابة 120 ألف مقاتل أجنبي إلى الأراضي السورية لا تملك أي صك براءة في لجوء ملايين السوريين هربا من قمع السلطات السورية والتنظيمات الإرهابية، وبالتالي ليس لها إعطاء الدروس في مواجهة الإرهاب أو توفير بيئة آمنة لعودة اللاجئين. من هنا تجريمنا لموقف بعض السوريين المؤيدين للاحتلال التركي أو المشاركين فيه. فهل دور ما يسمى “الجيش الوطني” محاربة أبناء شعبنا في شرقي الفرات والقتال تحت أمرة الجيش التركي؟
ما يحدث اليوم، ليس مواجهة مع وحدات حماية الشعب أو قسد أو الإدارة الذاتية، نحن أمام احتلال لأراض سورية في أكبر مشروع للتغيير الديمغرافي في تاريخ سوريا الحديث. وأي تغيير ديمغرافي واسع يستخدم اللاجئين الضحايا في إثارة النعرات القومية بين مكونات الشعب السوري الواحد. إن “حزام العفة الأردوغاني” يزرع إسفينا في صلب النسيج المجتمعي السوري مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج كارثية بعيدة الأمد.
وكما يتوافق أغلبية أبناء شعبنا، لا يوجد نصر عسكري في الوضع السوري المعقد، وكما شاهدنا نزوح مئات الآلاف من عفرين، فإن عدد الضحايا سيكون أكبر ممن تدعي الحكومة التركية إعادتهم إلى سوريا. لا يختلف الحل الأمني العسكري التركي عن خيار السلطات السورية الأمني العسكري منذ 2011، ومن مهازل القدر تحول فصائل مقاتلة سورية إلى “شبيحة” للمشروع الأردوغاني.
إن المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري، الذي رفض وجود المقاتلين غير السوريين من أي بلد أتوا ولأي طرف انضموا، يدين بشدة العدوان التركي ويتوجه إلى كل المنظمات السياسية والمدنية وأبناء شعبنا للوقوف في وجه هذا العدوان وتنظيم أشكال المقاومة المدنية المختلفة لإحباطه.

9/10/2019

المؤتمر الوطني الديمقراطي

 

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.