“المرصد السوري”: الأكراد يسيطرون بالكامل على مدينة تل أبيض

23

سيطر مقاتلو “وحدات حماية الشعب” الكردية السورية فجر اليوم الثلاثاء بالكامل على مدينة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا، بعد طرد آخر مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”، بحسب ما أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وقال مدير “المرصد” رامي عبد الرحمن إن “وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي الفصائل سيطروا على مدينة تل ابيض بالكامل، بعد طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين فروا باتجاه القرى الغربية والجنوبية الغربية للمدينة”، مؤكداً أنه “منذ هذا الصباح لم تطلق رصاصة واحدة في تل ابيض”.

وأشار “المرصد” إلى “اشتباكات استمرت ليل الاثنين الثلاثاء بين وحدات حماية الشعب الكردية والفصائل المقاتلة من جهة، وجيوب تضم مجموعات صغيرة من مقاتلي التنظيم من جهة أخرى، قبل فرارهم إلى قرى مجاورة”، مشيراً إلى أن الوحدات الكردية لا تزال تستمر بحذر في تمشيط قرى واقعة في غرب وجنوب غرب مدينة تل أبيض، بسبب وجود كميات كبيرة من الألغام المزروعة في المنطقة”.

بدورها، أكدت مصادر كردية السيطرة الكاملة على تل أبيض.
وقال القائد في “وحدات حماية الشعب” الكردية حسين خوجر في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” إن “المدينة بالكامل باتت تحت سيطرة المقاتلين الجهاديين”.
من جهته، أوضح المتحدث الرسمي باسم قوات “بركان الفرات” المعارضة التي تقاتل إلى جانب الوحدات الكردية، شرفان درويش، إن المسلحين “مستمرون في تمشيط المدينة لتهيئة عودة أهاليها”، لافتاً إلى “وجود ألغام وسيارات مفخخة وجثث مرمية على الأرض”.
ومع سيطرة المقاتلين الأكراد على المدينة الإستراتيجية في محافظة الرقة شمال سوريا، يخسر التنظيم الإرهابي أبرز معاقله في سوريا، وإحدى ابرز طرق إمداده مع تركيا، كما لم يعد لدى مقاتليه عملياً إلا معبر جرابلس في محافظة حلب.
وبحسب عبد الرحمن، فإنه بات على مسلحي التنظيم المتطرف في دير الزور ومحافظة الرقة “اجتياز مئات الكيلومترات للوصول إلى الحدود التركية عبر حلب”.
وبدأ المقاتلون الأكراد والمسلحون السوريون تقدمهم باتجاه تل ابيض في 11 حزيران الحالي بدعم من “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن ويشن غارات جوية تستهدف مواقع “داعش”.

من جهتها، اتهمت الحكومة التركية القوات الكردية في شمال سوريا بممارسة “تطهير اثني” بحق السكان غير الأكراد.
وقال المتحدث باسم الحكومة بولند أرينج في وقت متأخر مساء أمس الاثنين إن “السكان في المناطق التي تتعرض للقصف، تخضع لتطهير إثني من قبل حزب الاتحاد الديموقراطي (ابرز حزب كردي في سوريا) ووحدات حماية الشعب الكردي وكذلك من داعش”.

وأضاف أرينج، بحسب ما نقلت عنه وكالة “الاناضول” التركية، “نلاحظ على الأرض محاولة جارية (من جانب الأكراد) لدفع الشعوب العربية والتركمانية إلى المنفى وتطهير (شمال سوريا) عبر استبدالهم بعناصر أخرى”، موضحاً أن “بلاده تخشى أن يحاول أكراد سوريا إقامة منطقة حكم ذاتي على الأراضي السورية على طول الحدود التركية عبر توحيد الكانتونات الثلاثة القائمة، كوباني والجزيرة وعفرين، والتي لم يعترف بها نظام دمشق أبداً”.
إلى ذلك، نقلت “مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين” عن السلطات التركية قولها إن “أكثر من 23 ألف لاجئ فروا من القتال في شمال سوريا وعبروا الحدود إلى تركيا”.
وقال المتحدث باسم المفوضية وليام سبيندلر في إفادة مقتضبة في جنيف إن “معظم الوافدين الجدد سوريون فروا من القتال بين القوى العسكرية المتناحرة في بلدة تل أبيض وما حولها والتي كان المتشددون يسيطرون عليها وتقع على الجانب الآخر من معبر أكجاكالي”، مشيراً إلى أن “العدد يشمل أكثر من 2183 عراقياً من مدن الموصل والرمادي والفلوجة.

 

 

المصدر: السفير