المرصد السوري لحقوق الإنسان:إفراج الأسد عن عشرات المعتقلين.. لماذا الآن؟
أفرجت السلطات السورية منذ أمس (الأحد الأول من مايو/ أيار 2022) عن أكثر من 60 معتقلاً من سجونها ضمن عفو عام رئاسي جديد يُعد الأشمل في جرائم “الإرهاب” منذ بدء النزاع في البلاد، وفق المرصد السوريلحقوق الإنسان.
مختارات سوريا- الأسد يصدر مرسومًا بمنح عفو عام عن “الجرائم الإرهابية” عدد قياسي للصحفيين السجناء على مستوى العالم في 2020
عدد الصحفيين المعتقلين يسجل ارتفاعا قياسيا هذا العام وفق تقريرين خاصين، غالبيتهم في مصر وسوريا والسعودية. وولاية ترامب ساهمت في ذلك، حسبما تقول لجنة حماية الصحفيين.
داعش يُنذر بعودته من الحسكة.. فهل الظروف مؤاتية؟
عملية نوعية هي الأكبر لتنظيم “داعش” منذ دحره في العراق وسوريا، يستهدف سجنا لتحرير مقاتليه المعتقلين. كيف تمكن التنظيم من تخطيط وتنفيذ هذه العملية؟ هل يعيد التحالف الدولي النظر في استراتيجيته لمكافحة الإرهاب؟
فرانكفورت- محاكمة “طبيب التعذيب” السوري عبرة للعاملين في القطاع الطبي
يحاكم علاء م. بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتعذيبه ضحايا، كان يفترض أنه مسؤول عن علاجهم، كجزء من منظومة التعذيب التابعة للنظام السوري. جرائم التعذيب عبر التاريخ الحديث، شهدت مشاركة أطباء فيها.
مسؤولة أوروبية تطالب فرنسا وبريطانيا باستعادة مواطنيها المرتبطين بداعش
شدّدت مفوضية مجلس أوروبا لحقوق الإنسان أن المقاتلين الأوروبيين الذين سافروا للقتال مع “داعش” واصطحبوا معهم أسرهم يدخلون ضمن اختصاص الدول الأوروبية، وسط تأكيدات بتدهور أوضاع المعتقلين في مخيم الهول في سوريا.
وسبق للرئيس السوري بشار الأسد أن أصدر مراسيم عفو عدة منذ بدء النزاع تضمنت استثناءات كثيرة، وكان آخرها في أيار/ مايو الماضي قبل أسابيع من إعادة انتخابه رئيساً للمرة الرابعة. إلا أن المرسوم الجديد الذي صدر السبت، أي قبل يومين من احتفال المسلمين بعيد الفطر، يُعد، وفق ناشطين حقوقيين، الأكثر شمولاً في ما يتعلق بجرائم “الإرهاب” كونه لا يتضمن استثناءات كما قضت العادة. ويقضي المرسوم الجديد “بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين” قبل 30 نيسان / أبريل العام 2022، “عدا التي أفضت إلى موت إنسان والمنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب”.
وأفاد المرصد السوري الإثنين عن “خروج أكثر من 60 معتقلًا منذ الأحد وحتى اللحظة من مختلف المناطق السورية، بعضهم من أمضى عشر سنوات على الأقل” في سجون النظام. ومن المفترض في حال استكمال تنفيذ المرسوم الجديد، وفق المرصد، أن يجري الإفراج عن “عشرات آلاف المعتقلين” وكثر منهم متهمون بجرائم تتعلق بـ”الإرهاب”، الذي وصفه مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأنه “عنوان فضفاض لإدانة الموقوفين عشوائياً”.
وبحسب لائحة تناقلها ناشطون حقوقيون على وسائل التواصل الاجتماعي وتضمنت 20 اسماً، فإن بين المفرج عنهم معتقلونأمضوا سنوات في سجن صيدنايا ذائع الصيت والذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “مسلخ بشري” بعدما وثقت اعدام نحو 13 ألف شخص فيه شنقاً بين العامين 2011 و2015.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن معاون وزير العدل القاضي نزار صدقني أن المرسوم “جاء مختصاً بجرائم محددة بموضوعها وهي الجرائم الإرهابية.. وشمل جرائم مختلفة منها العمل مع مجموعات إرهابية أو تمويل أو تدريب إرهاب أو تصنيع وسائل إرهاب أو إخلال بالأمن”.
ألمانيا .. شابة سورية تسعى لكشف مصير المعتقلين السوريين
واعتبرت المحامية نورا غازي، مديرة منظمة “نو فوتو زون” المعنية بتقديم المساعدة القانونية للمعتقلين والمفقودين وعائلاتهم، إنه “أكبر عفو يصدر منذ بداية الثورة السورية كونه يشمل كافة الجرائم المتعلقة بالإرهاب باستثناء تلك التي لم تتسبب بموت”. وتضيف “من المتوقع أن يخرج الكثير من الأشخاص، لكن الأمر سيحتاج إلى الكثير من الوقت”.
وانتقد المدير التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة محمّد العبد الله طريقة الإفراج عن المعتقلين، وكتب على صفحته على فيسبوك “الافراجات بالسر، بالليل، بالعتمة، تجمع الناس في مراكز إفراج عشوائية”، محذراً من “فتح باب الشائعات والسمسرة والتلاعب بمشاعر الناس”.
هذا وعبر معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتقادهم أن الإفراج جاء “لتهدئة الرأي العام بعد كشف صحيفة الغارديان عن “مذبحة في حي التضامن في دمشق، ذهب ضحيتها 41 شخصاً”، وفق الصحيفة.
منذ بدء النزاع العام 2011، دخل نصف مليون شخص إلى سجون ومراكز اعتقال تابعة للنظام، قضى أكثر من مئة ألف منهم تحت التعذيب أو نتيجة ظروف اعتقال مروعة، وفق المرصد السوري. وتتهم منظمات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش، النظام السوري باستغلال قوانين مكافحة الإرهاب “لإدانة ناشطين سلميين”.
كما تُوجه للنظام السوري اتهامات بالتعذيب في السجون حتى الموت والاغتصاب والاعتداءات الجنسية إلى الإعدامات خارج إطار القانون.
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد تولي الحكم بعد انقلاب “الحركة التصحيحية”
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ”الحركة التصحيحية” وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد “حرب تشرين”
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد “مجزرة حماه”
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ”مجزرة حماه” بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته. وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى “العفو” عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ”ربيع دمشق”.
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ”الربيع العربي”. ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق.
المصدر: Segirt