المرصد السوري لحقوق الإنسان:مقتل وجرح 17 من ميليشيات إيران وسط سوريا في هجوم لـ«داعش»

18

قتل وجرح 17 عنصرا من ميليشيا «لواء فاطميون» الأفغاني التابع لـ«الحرس» الإيراني في هجوم شنه «داعش» في ريف حمص وسط سوريا، في وقت اعتقلت قوات التحالف الدولي بإنزال جوي بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) عنصرين متهمين بالانتماء لـ«داعش» شرق الفرات، حيث تفاقمت أزمة معيشية أدت إلى زيادة الانتقادات لـ«الإدارة الذاتية».
وقال مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «هجوماً مباغتاً شنه مقاتلو (تنظيم داعش)، مساء الاثنين على أحد المواقع العسكرية التابعة لميليشيا لواء (فاطميون) التابع لـ(الحرس الثوري الإيراني)، في حقل الظبيات القريب من منطقة السخنة في بادية حمص وسط البلاد». وأضاف أن «عناصر التنظيم نفذوا الهجوم، على حقل الظبيات الذي يعد المعقل الرئيسي لميليشيا (فاطميون) الأفغاني، شرق حمص، بواسطة سيارات بيك آب وعدد كبير من عناصر التنظيم، مدججين بأسلحة خفيفة ورشاشات متوسطة وقذائف آر بي جي، بالإضافة إلى مدافع هاون، وجرت اشتباكات عنيفة استمرت لساعات، قتل خلالها 8 عناصر من ميليشيا (فاطميون) وجرح أكثر من 9 عناصر آخرين، وتم نقلهم إلى المشفى الميداني في مدينة تدمر شرق حمص، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة».
وزاد: «حاولت مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني في تدمر، إرسال مؤازرة عسكرية نحو الموقع المستهدف، إلا أن كميناً آخراً لـ(تنظيم داعش) استهدف القوات المؤازرة على الطريق الواصل بين مدينة تدمر والسخنة، وحال دون تمكنها من الوصول، ما دفع بالطيران الروسي إلى التدخل وشن أكثر من 20 غارة جوية، امتدت من منطقة الظبيات وصولاً إلى وادي الوعر وسط البادية السورية شرق حمص، مستهدفة مواقع وتحركات برية يعتقد أنها لعناصر (تنظيم داعش)».
وقال ناشط معارض في مدينة سلمية (شرق): «تشهد الآونة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً لتحركات عناصر (تنظيم داعش)، في بادية حماة وحمص وسط البلاد، والتي تتمثل بعمليات هجومية مباغتة تستهدف مقرات عسكرية تتبع للحرس الثوري الإيراني والميليشيات المدعومة من قبلها وهجمات أخرى تطال الأرتال والقوافل لقوات النظام وسط البادية. وإن مدينة سلمية تشهد بشكل شبه يومي مرور سيارات تابعة للميليشيات الإيرانية تقل مقاتلين من جنسيات مختلفة، باتجاه بادية حماة، بهدف تعزيز مواقعها الممتدة إلى بادية حمص جنوباً وبادية الرصافة جنوب غربي الرقة».
ولفت إلى «تعرض مواقع عسكرية إيرانية في بيار علي والشيخ هلال شرق حماة، خلال الأيام الأخيرة الماضية لهجمات من قبل عناصر التنظيم، وأدى إلى مقتل عدد من عناصر الميليشيات الإيرانية، فضلاً عن هجمات مشابهة استهدفت قبل أيام حافلة تقل عسكريين من قوات النظام بينهم ضابط، بأسلحة رشاشة آر بي جي، ما أدى إلى مقتل 13 عنصرا من قوات النظام وأسر 5 آخرين، من قبل عناصر (تنظيم داعش)».
وأكد «رغم الحشود العسكرية التابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية وإطلاقها عملية عسكرية واسعة بمساندة الطيران الروسي لملاحقة فلول (تنظيم داعش) في البادية السورية الممتدة من بادية حماة وحمص إلى جنوب وشرق محافظات الرقة ودير الزور شرقاً، إلا أنها لم تحقق أي تقدم، بسبب اعتماد التنظيم على العمليات المباغتة والتخفي بسرعة»، مضيفا أنه قتل خلال الأشهر الأخيرة الماضية أكثر من 115 عنصرا بينهم إيرانيون ومرتزقة أفغان وعناصر من قوات النظام بهجمات متفرقة للتنظيم في البادية السورية وسط وشرق سوريا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن مقاتلات روسية عملت منذ ساعات فجر الاثنين على قصف مواقع عديدة يعتقد أنها أماكن يتحصن بها عناصر «تنظيم داعش»، بأكثر من 70 غارة جوية، في بادية الرصافة في ريف الرقة، وجبال البشري غرب دير الزور، وبادية السخنة بريف حمص الشرقي، تزامن مع انفجار لغم أرضي زرعه مجهولون بالقرب من منطقة الرصافة جنوب غربي الرقة، أثناء عملية تمشيط برية لقوات النظام، ما أدى إلى مقتل أحد عناصرها وجرح آخرين.
ويتخذ الحرس الثوري الإيراني من مطار T4 أو «التيفور»، شمال مدينة تدمر، مقراً وموقعاً عسكرياً رئيسياً لميليشياته والميليشيات المرتبطة بها. ويضم وحدات من الحرس الثوري تدير العمليات العسكرية، بالإضافة إلى عمليات الطائرات من دون طيار الإيرانية في سوريا، فضلاً عن أنه موقع عسكري متقدم للإيرانيين في البادية السورية، ويعتبر عقد وصل للمناطق التي ينتشر فيها الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المدعومة من قبلها، بدءاً من المناطق السورية الواقعة على الحدود العراقية وصولاً إلى منطقة القصير السورية وبعلبك اللبنانية، للمحافظة على وجودها ودعمها لـ«حزب الله» اللبناني في لبنان.
وأفادت «المرصد»، بأن كلا من ميليشيا «أبو الفضل العباس» وميليشيا «السيدة زينب» وميليشيا «فاطميون»، بدأت خلال الساعات الفائتة حملة تمشيط كبيرة في البادية السورية، حيث انطلق رتل مشترك من الميليشيات آنفة الذكر وبدأ عمليات التمشيط انطلاقاً من منطقة «فيضة ابن موينع» ببادية الميادين شرق دير الزور، وصولاً إلى الشريط الحدودي مع العراق ضمن بادية البوكمال، وذلك لتأمين المنطقة على اعتبار أن خط الطريق مهم جداً بالنسبة لتلك الميليشيات التي تسرح وتمرح بأريحية كاملة هناك.
في موازاة ذلك، أفاد «المرصد»، بأن «قوات التحالف الدولي نفذت عملية إنزال جوي فجر الاثنين، على أطراف مدينة الحسكة، اعتقلت خلالها شخصين بتهمة الانتماء لـ(تنظيم داعش)». وبحسب نشطاء جرى مصادرة أسلحة ومعدات كانت بحوزتهم. وكانت قوة خاصة تابعة لـ«قسد» نفذت بدعم من «التحالف الدولي» عملية أمنية في قرية العزبة بريف دير الزور الشمالي، وأسفرت العملية عن اعتقال طفل يبلغ من العمر 15 عاماً، ينتمي لـ«تنظيم داعش» في وقت سابق.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بمروحيات «التحالف الدولي» قد اعتقلت، شخصاً من بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، قبل يوم، بتهمة العمل ضمن خلايا «تنظيم داعش»، في حين داهمت قوات سوريا الديمقراطية نقطة للدفاع الذاتي على نهر الفرات في قرية أبريهة بريف دير الزور الشرقي، واعتقلت عنصرين بتهمة تسهيل عمليات التهريب إلى مناطق سيطرة قوات النظام.
على صعيد آخر، تتعرض مناطق الإدارة الذاتية الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا لأزمات معيشية خانقة وبات مشهد الطوابير اليومية مألوفاً. وللأسبوع الثاني على التوالي تشهد الأسواق المركزية بمدن وبلدات الجزيرة السورية قلة كميات مادة السكر، في حين ارتفع سعر طبق البيض وسجل لأول مرة 10 آلاف ليرة سورية (حوالي 3 دولارات أميركية) أما الفروج الحي يباع الكيلو الواحد بحدود 6 آلاف ليرة، تزامنت مع شح مشتقات الوقود وندرة أسطوانة الغاز يضاف لها ارتفاع ربطة الخبز لتصل سعرها إلى نحو 1200 ليرة وقبل عام كان سعرها 200 ليرة فقط.
وانتقد أهالي الحسكة دور الإدارة الذاتية ومؤسساتها بعدم قدرتها على معالجة هذه القضايا الخدمية والمعيشية التي تواجه سكان المنطقة يومياً، وكتب الدكتور شوقي محمد الخبير في اقتصادات الطاقة والنفط على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»: «افتعال الأزمات بهدف رفع أسعار المواد الأكثر استهلاكاً لدى الناس أسلوب غير مقبول يجب أن يعاقب عليه القانون، لأن التلاعب بقوت الشعب جريمة حقيقية كالفروج والسكر والبيض واللبن والخبز والمحروقات».

المصدر:الشرق الأوسط