المرصد السوري لحقوق الإنسان : أكثر من 50 ألفاً ضحايا الزلزال

32

تجاوز عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية وما تبعه من زلازل وهزات ارتدادية عتبة الـ 50 ألف قتيل في كلا البلدين.

وإذ أعلنت السلطات التركية تأكيد ما يزيد على 43.5 ألف وفاة، أفادت آخر حصيلة من سورية أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان بوفاة 6747 شخصا داخل الجغرافية السورية منهم 4521 في مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب سورية، والباقون في مناطق سيطرة حكومة دمشق في حلب وحماة واللاذقية، إضافة لوجود آلاف المصابين بينهم المئات بحالات حرجة.

وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن بلاده ستوسع التحقيق بشأن مقاولي البناء المشتبه في انتهاكهم معايير السلامة، مع تكثيف البلاد خطط بناء مساكن لضحايا زلزالها المدمر.

وذكر صويلو أنهم حددوا هوية 564 مشتبها به حتى الآن واعتقلوا 160 شخصا رسميا فيما تتواصل التحقيقات مع عدد أكبر بكثير.

وأضاف لقناة «تي.آر.تي» خبر الرسمية: «ستبنى مدننا في الأماكن الصحيحة. وسيعيش أطفالنا في مدن أقوى. ندرك الاختبار الذي نواجهه. وسنخرج من هذا (الوضع) أقوى».

وذكر صويلو أنه تم نصب حوالي 313 ألف خيمة وستتم إقامة 100 ألف حاوية كبيرة معدة للسكن في منطقة الزلزال.

وتابع صويلو قائلا الليلة قبل الماضية: إن عدد ضحايا الزلازل المدمرة التي شهدتها تركيا هذا الشهر ارتفع إلى 43556 قتيلا.

وأضاف ان 7930 هزة ارتدادية أعقبت الزلزال الأول وأن أكثر من 600 ألف شقة و150 ألف مبنى تجاري تعرضت لأضرار متوسطة على الأقل.

من جانبه، قال وزير التطوير العمراني مراد قوروم ان الزلزال تسبب في تدمير أو إلحاق أضرار بالغة بنحو 164 ألف مبنى بها أكثر من 530 ألف شقة.

هذا وتحولت العديد من المناطق المنكوبة إلى ما يشبه مدن الأشباح بعد ان نزح عنها الكثير من سكانها في البلدين، واصطفت الشاحنات وسيارات الطوارئ والحفارات في الشوارع المهجورة بمدينة أنطاكيا التركية، بعد أن أدى ثالث زلزال كبير في أسبوعين إلى تسريع حركة الهجرة الجماعية من المدينة التي كانت ذات يوم تنبض بالحياة.

وفي الشوارع حالكة الظلام، تكشف المصابيح الأمامية للسيارات عن أكوام الحطام وإطارات النوافذ المكسورة والحديد المتشابك. وانعكست الأضواء الساطعة باللونين الأحمر والأزرق الصادرة من المركبات العسكرية وسيارات الشرطة على الواجهات المشوهة للمباني المائلة.

ترددت أصداء أصوات الحفارات وهي تنثر الحطام في الشوارع بينما كانت الشرطة والجنود والمنقذون ينظرون إليها من أماكنهم حول مواقد صغيرة على الأرصفة المتصدعة. ومن حين لآخر، يتوقف الحفر لكي يبحث عمال الطوارئ عن جثامين يحتمل وجودها في المكان.

وقال محمد آي، وهو ناج من الزلازل يبلغ من العمر 50 عاما وهو أحد السكان القلائل الباقين في أنطاكيا: «لقد ذهب الجميع». وأضاف: «ماتوا أو فروا».

ومن بعيد، تظهر المدينة بصورة مناقضة لما كانت عليه بمبانيها الشاهقة في السابق. وسقطت أجزاء من ضفاف النهر في المياه، فيما أغلق الجنود الجسور التي لحقت بها أضرار.

قال سليم فواخرجي، الذي يعمل في غسل الأطباق ويبلغ من العمر 57 عاما ويعيش في أنطاكيا منذ 12 عاما بعد فراره من سورية: «الكارثة حلت بنا جميعا». وقالت زوجته ولاء: «الغني والفقير على حد سواء».

المصدر:    الأنباء