المرصد السوري لحقوق الإنسان: إصابة جندي أميركي بهجمات في سوريا بعد غارة على أهداف إيرانية

استهداف تسعة مخابئ ضمن مجمع يستخدم لتخزين الذخيرة ولأغراض لوجيستية في دير الزور

21

قال الجيش الأميركي، إن جندياً أميركياً أصيب بجروح طفيفة، في حين يجري فحص اثنين آخرين أصيبا بإصابات طفيفة في أعقاب هجمات صاروخية في سوريا، الأربعاء 24 أغسطس (آب)، نفذتها فصائل يشتبه في كونها متحالفة مع إيران، وقالت القيادة العسكرية المركزية الأميركية، التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إن مسلحين شنوا هجمات صاروخية على موقعين في سوريا، وأضافت أن هذا دفع القوات الأميركية للرد من طائرات هليكوبتر قتلت وفقاً لتقديرات أولية اثنين أو ثلاثة من المسلحين الذين نفذوا إحدى هذه الهجمات، وأفادت القيادة الأميركية أيضاً بأن “القوات الأميركية ردت على إطلاق صواريخ على موقعين في سوريا، فدمرت ثلاث سيارات والمعدات التي استخدمت في إطلاق بعض الصواريخ”.

وأوضحت القيادة أيضاً أن القصف الصاروخي استهدف “محيط” قاعدة “كونوكو” الأميركية قبل أن يستهدف لاحقاً محيط “غرين فيلدج”، وأضاف البيان الأميركي أن “أحد أفراد القوات المسلحة” الأميركية أصيب بجروح طفيفة في القصف تلقى على إثرها العلاج وعاد إلى مزاولة عمله، في حين أصيب عنصران آخران بـ”جروح طفيفة”.

هجوم مضاد

وكان مسؤولان أميركيان قالا في وقت سابق، إن الجيش الأميركي شن هجوماً مضاداً في سوريا بعد أن تعرض لهجوم صاروخي من قبل فصائل يشتبه في كونها متحالفة مع إيران، وذكر المسؤولان اللذان تحدثا شرط عدم الكشف عن هويتهما، أنهما يعتقدان أن هجوم الجيش أسفر عن مقتل عدد غير معروف من المهاجمين المتحالفين مع إيران.

الحرس الثوري

وشن الجيش الأميركي ضربات في شرق سوريا استهدفت منشآت تستخدمها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وفق ما أعلن متحدث عسكري أميركي، بينما شددت إيران على عدم وجود رابط بينها وبين المجموعات التي استهدفتها واشنطن، معتبرة تلك الضربات “اعتداء إرهابياً وانتهاكاً لسيادة دمشق”.

وتأتي العملية في وقت قدمت واشنطن ردها الرسمي على تعديلات طلبت إيران إدخالها على مقترح أوروبي يهدف لإعادة إحياء اتفاق 2015 النووي.

الحد من مخاطر التصعيد

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) الكولونيل جو بوتشينو في بيان، إن الضربات في محافظة دير الزور “استهدفت منشآت بنى تحتية تستخدمها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني”.

وأفاد بوتشينو بأن هذه “الضربات الدقيقة تهدف إلى الدفاع عن وحماية القوات الأميركية من هجمات على غرار تلك التي نفذتها مجموعات مدعومة من إيران في 15 أغسطس ضد عناصر من الولايات المتحدة” عندما استهدفت مسيرات موقعاً للقوات المناهضة للإرهابيين بقيادة الولايات المتحدة من دون التسبب في سقوط ضحايا، وأكد في البيان أن “الرئيس بايدن أعطى التوجيهات بشن هذه الضربات”.

وأوضح الكولونيل لـ”سي أن أن” بشكل منفصل أن ضربات الثلاثاء، استهدفت تسعة مخابئ ضمن مجمع يستخدم لتخزين الذخيرة ولأغراض لوجيستية.

وكان هدف الجيش الأميركي في الأساس ضرب 11 من 13 مخبأ في المجمع لكنه تراجع عن ذلك ليستهدف مخبئين فقط بعد أن شوهدت مجموعات من الناس قربها، وفق ما ذكر بوتشينو، مضيفاً أن التقييم الأولي يشير إلى أنه لم يقتل أحد في العملية.

وقال الكولونيل في بيان، “سنتكوم” إن القوات الأميركية “قامت بتحرك متناسب ومتعمد يهدف للحد من خطر التصعيد وتخفيف خطر سقوط”.

وأكد البيان أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع، بل ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا والدفاع عنه”.

وينتشر مئات الجنود الأميركيين في شمال شرقي سوريا في إطار تحالف يركز على محاربة ما تبقى من عناصر تنظيم “داعش”.

وبينما لم يصدر أي تأكيد فوري للضربات الأميركية من وسائل إعلام سورية، تناولتها إيران وشددت على عدم وجود رابط بينها وبين المجموعات التي استهدفتها الولايات المتحدة في شرق سوريا، معتبرة في بيان لوزارة خارجيتها أن هذه الضربات تشكل “انتهاكا” لسيادة دمشق.

وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني إن “هذا الاعتداء الجديد للجيش الأميركي على الشعب السوري، اعتداء إرهابي ضد المجموعات الشعبية والمقاتلين ضد الاحتلال”، في إشارة للقوات الأميركية بشرق البلاد، نافيا “أن تكون المجموعات تابعة” لطهران.

معسكر فاطميين الأفغاني

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن انفجارات دوت في دير الزور فجراً “نتيجة ضربات جوية من طائرات أميركية استهدفت مستودعات عياش ومعسكراً للميليشيات الإيرانية في دير الزور”.

وأضاف، “شنت الطائرات عند الساعة الرابعة فجراً أكثر من ثلاث ضربات جوية بصواريخ شديدة الانفجار، ما أسفر عن تدمير مستودعات عياش، ومعسكر الصاعقة الذي تتخذه ميليشيات فاطميين الأفغانية مركزاً لها، وسط معلومات عن مقتل ستة من الحراس من جنسيات سورية وغيرها، وجرحى في صفوف الميليشيات”.

وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي لنفوذ إيراني عبر مجموعات موالية لطهران تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، بينها عناصر “حزب الله” اللبناني وأفغان من لواء الفاطميين.

وأسفرت ضربة جوية شنتها إسرائيل في يناير (كانون الثاني) 2021 في ذات المنطقة المستهدفة بالضربات الأميركية الأخيرة عن مقتل عشرات المسلحين، بحسب المرصد.

مقتل قيادي بالحرس الثوري

وجاء الهجوم بالتزامن مع إعلان وسائل إعلام إيرانية أن جنرالاً في الحرس الثوري قتل الأحد، بينما كان “يؤدي مهمة في سوريا كمستشار عسكري”.

ولم تذكر المصادر تفاصيل إضافية في شأن مقتله إلا أنها أشارت إلى أنه “سردار” (في إشارة إلى الضباط الكبار بالحرس)، و”مدافع حرم” (أي من المدافعين عن المراقد الشيعية المقدسة)، وهي العبارة المستخدمة رسمياً في إيران للإشارة إلى أفراد الحرس الثوري الذين يؤدون مهام في إطار النزاعين في سوريا والعراق.

وتؤكد طهران وجود عناصر من قواتها المسلحة في سوريا بمهام استشارية.

على هامش الاتفاق النووي

تأتي التطورات الأخيرة في وقت أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن الإيرانيين قدموا تنازلات في قضايا أساسية تتعلق ببرنامجهم النووي لتعزز بذلك الآمال بإمكانية عودتها قريباً إلى اتفاق فيينا المبرم في 2015، على الرغم من أنها لم تقدم بعد ردها الرسمي على المقترحات الإيرانية.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، طلب حجب اسمه، إن “إيران وافقت خصوصاً على التخلي عن مطلبها المتعلق بعرقلة بعض عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة في منشآتها النووية”.

ولم يوضح ما هي عمليات التفتيش التي قدمت إيران تنازلات بشأنها، علماً أن هذه المسألة تعتبر بالغة الحساسية بالنسبة إلى طهران وواشنطن على حد سواء.

وسبق لإيران أن تخلت عن مطلب أساس آخر يتعلق بإزالة اسم “الحرس الثوري” من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. وعلى مدى أشهر عديدة رهنت طهران التوصل لأي اتفاق مع واشنطن بتلبية الأخيرة مطلبها هذا، لكن إدارة بايدن رفضت هذا الشرط رفضاً قاطعاً.

 

 

المصدر:  اندبندنت عربية