المرصد السوري لحقوق الإنسان: إطلاق سراح الصحافي الموالي كنان وقاف بمرسوم العفو

24

 

أفرجت قوات النظام عن الصحافي الموالي كنان وقاف، بعد اعتقال دام أكثر من 3 أشهر في السجن، على خلفية انتقاده حكومة النظام والمسؤولين بشكل علني عبر صفحة الشخصية في “فايسبوك”.

ونقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن الإفراج عن وقاف جاء بموجب العفو الرئاسي الأخير، بسبب تجريمه حسب مادة في قانون العقوبات العام، علماً أن اعتقاله تم في شباط/فبراير الماضي بعدما داهمت قوة أمنية مدججة بالسلاح منزله.

والصحافي العامل في جريدة “الوحدة” الصادرة في طرطوس، معروف بانتقادته للحكومة السورية وقراراتها المتصلة بالأزمات المعيشية، وتم توقيفه أكثر من مرة بسبب ذلك من دون كثير من الضجة لكن اعتقاله الأخير بهذا القدر من العلنية أتى بعد انتقاده زيارة الممثلة السورية سلاف فواخرجي لقصر بشار الأسد.

واعتقل وقاف، الذي كان صحافياً في صحيفة “الوحدة” المحلية في اللاذقية، للمرة الأولى في أيلول/سبتمبر 2022 عندما تحدث عن صفقة فساد متعلقة بالكهرباء وكشفه عقوداً بين وزارة الكهرباء وشركات خاصة تورد مستلزمات الطاقة الشمسية للبلاد. وتم اعتقاله للمرة الثانية بعد نحو ستة أشهر فقط، بعد كشفه تواطؤ محافظ الحسكة اللواء غسان خليل، في حادثة اختطاف عسكري سوري وطلب فدية مالية باهظة من أهله.

وفيما كانت الاتهامات التي واجهته عندما اعتقل مرتين العامين 2020 و2021 من طرف موظفين حكوميين، فإن إطلاق سراحه بموجب قانون العفو الرئاسي يعني أنه كان معتقلاً بتهم الإرهاب! علماً أنه تعرض طوال عامين لحملة تشويه سمعة بين جمهوره بالقول مرة أنه خائن رغم رفعه الدائم لشعارات النظام في صفحاته الشخصية، ومرة أخرى أنه متهرب من الخدمة العسكرية الإلزامية رغم كونه وحيداً، بمعنى أنه لا يمتلك أشقاء ذكوراً، ما يجعله وفق القانون السوري معفى من أداء تلك الخدمة، التي تصفها منظمات حقوقية عالمية بأنها تشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان.

ويمكن القول أن منظمة “مراسلون بلا حدود” لا تصنف سوريا في المرتبة 171 من أصل 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة للعام 2022، عبثاً، حيث لا تعمد “الدولة السورية” إلى قتل الصحافيين المعارضين وتكميم أفواههم فحسب، بل يطاول القمع حتى الأصوات الموالية، مثل وقاف، وعاملين آخرين في الإعلام الرسمي بتهم مختلفة.

 

المصدر:  المدن