المرصد السوري لحقوق الإنسان: إطلاق عملية ضد المقاتلين الأكراد شمال سوريا والعراق

غارات جوية رداً على تفجير إسطنبول تدمر 89 هدفاً و"قسد": "استهدفت قريتين للنازحين" والجيش السوري يعلن عن قتلى

42

أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، شنّ قواتها عملية “المخلب-السيف” الجوية في شمال العراق وسوريا، معتبرة أن هذه المناطق “يستخدمها إرهابيون كقواعد”، وقالت، في بيان، إن العملية أطلقت “وفقاً لحقوق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بهدف التخلص من الهجمات الإرهابية من شمال العراق وسوريا، وضمان سلامة الحدود، والقضاء على الإرهاب في منبعه”.

وقال وزير الدفاع خلوصي أكار قبل انطلاق الطائرات من قواعدها لضرب أهداف “نباشر عملية المخلب-السيف اعتباراً من الآن”. وأكد بيان لوزارة الدفاع أنّ أكار أشرف على الهجوم من غرفة العمليات التابعة للقوات الجوية مع كبار القادة العسكريين.

غارة تركية

في الأثناء، قُتل 12 شخصاً على الأقل جراء أكثر من 20 غارة شنها سلاح الجو التركي، مساء السبت 19 نوفمبر، على مواقع عدة في شمال سوريا وشمالها الشرقي.

وكتبت وزارة الدفاع التركية على حسابها في “تويتر” عبارة “دقت ساعة الحساب”، وتضمنت التغريدة صورة لمقاتلة أثناء إقلاعها لتنفيذ غارة ليلية.

أضافت الوزارة “سيدفع الأوغاد ثمن اعتداءاتهم الغادرة”، في إشارة إلى العبوة الناسفة التي انفجرت في إسطنبول في 13 نوفمبر الجاري وأوقعت ستة قتلى واتهمت أنقرة “حزب العمال الكردستاني” بالوقوف خلف تفجيرها.

وفي تغريدة أخرى نشرت الوزارة مقطع فيديو يظهر فيه موقعان متجاوران يتم استهدافهما بصاروخين، من دون تحديد مكانهما.

وأرفقت الفيديو بعبارة “جحور الإرهاب تمحوها من الوجود ضربات دقيقة الإصابة”.

ولم تنشر الوزارة أي تفاصيل عن الغارة التي بدا أنها نفذت ليلاً، لكنها أكدت في وقت لاحق إنها دمرت 89 هدفاً بشمال العراق وشمال سوريا.

وفي أول تعليق من دمشق على الغارات التركية، أعلنت وزارة الدفاع السورية، الأحد نوفمبر (تشرين الثاني)، سقوط قتلى في صفوف الجيش السوري جراء الضربات التركية التي استهدفت فجراً مناطق حدودية في شمال وشمال شرقي البلاد.

وقال مصدر عسكري سوري “مصرع عدد من العسكريين نتيجة الاعتداءات التركية على الأراضي السورية في ريف حلب الشمالي وريف الحسكة فجر هذا اليوم”، من دون تحديد عدد القتلى.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره مقتل 10 عناصر من قوات النظام.

الأهداف

وكتب متحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية” على “تويتر”، السبت، أن طائرات تركية قصفت قريتين مأهولتين بالنازحين في شمال سوريا.

وقال فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” على “تويتر” إن “طيران الاحتلال التركي يقصف قرية البلونية المكتظة بنازحي عفرين الذين نزحوا قسراً من عفرين عام 2018”.

أضاف أن القصف يستهدف “قرية ظهير العرب التي يسكنها نازحو رأس العين الذين نزحوا قسراً بسبب الاحتلال التركي عام 2019”.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد أسفرت الغارات عن سقوط 12 قتيلاً على الأقل، ستة منهم ينتمون إلى “قوات سوريا الديمقراطية” التي يقودها المقاتلون الأكراد وستة إلى قوات النظام السوري.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القصف التركي طال مواقع تابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” في محافظتي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق)، ونقاطاً تنتشر فيها قوات النظام السوري في محافظتي الرقة والحسكة (شمال)، مشيراً إلى أن حصيلة القصف هي 12 قتيلاً.

اتهام واعتراف

وتأتي هذه الغارات بعيد أيام من نفي “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري وتدعمها واشنطن، أي علاقة لها بالتفجير الذي وقع في إسطنبول وأسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح.

وأوقفت السلطات التركية إثر الاعتداء شابة تحمل الجنسية السورية، واتهمتها بزرع القنبلة التي انفجرت في شارع الاستقلال المزدحم بوسط إسطنبول.

وحمل وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الإثنين، “حزب العمال الكردستاني” المسؤولية عن الاعتداء.

وقالت الشرطة التركية، إن المتهمة اعترفت بأنها زرعت القنبلة بناء على أوامر من “حزب العمال الكردستاني”، وبأنها تلقت تعليمات من مدينة كوباني.

وتُصنف أنقرة “وحدات حماية الشعب الكردية” منظمة “إرهابية” وتعدها امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني” الذي يخوض ضدها تمرداً مسلحاً منذ عقود.

“خطط غامضة”

ونفى “حزب العمال الكردستاني” أي علاقة له بتفجير إسطنبول، متهماً الحكومة التركية بامتلاك “خطط غامضة” وبـ”إظهار كوباني كهدف”.

ولمدينة كوباني الحدودية مع تركيا رمزية مهمة لدى “وحدات حماية الشعب الكردية” التي تصدت لتنظيم “داعش” عام 2014، وتلقت دعماً عسكرياً أميركياً.

وشنت تركيا منذ عام 2016 ثلاث عمليات عسكرية في سوريا استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على مناطق حدودية واسعة.

وحذرت الولايات المتحدة، الجمعة، من أنها تخشى “عملاً عسكرياً محتملاً من جانب تركيا”، ونصحت رعاياها بعدم السفر إلى شمال سوريا والعراق.

 

المصدر:  اندبندنت عربية