المرصد السوري لحقوق الإنسان: إيران تضع سوريا في مرمى القصف الإسرائيلي

إصابة 5 عسكريين بقاعدة جوية تابعة لطهران في حمص هي الثالثة خلال هذا الأسبوع

24

أصيب خمسة جنود سوريين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد بعد منتصف الليل جراء غارة جوية وسط سوريا نسبت إلى إسرائيل، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

ورفض الجيش الإسرائيلي التعقيب على الأنباء عن الضربة الأخيرة في سوريا، وهي الثالثة منذ الخميس الماضي التي أصيب خلالها جنديان، وبعد يوم واحد فقط من هجوم آخر أول من أمس الجمعة، أعلن الحرس الثوري الإيراني إنه أسفر عن مقتل أحد ضباطه، وأفادت  وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية، اليوم الأحد، بأن مستشاراً عسكرياً للحرس الثوري الإيراني توفي متأثراً بجروحه بعد هجوم جوي إسرائيلي بالقرب من العاصمة السورية.

وتقول إيران إن ضباطها يقومون بدور استشاري في سوريا بدعوة من دمشق. وقتل العشرات من أعضاء الحرس الثوري بينهم ضباط كبار في سوريا خلال الحرب.

ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري قوله “نحو الساعة 00.35 من فجر اليوم (21.35 ت غ) نفذت إسرائيل هجوماً جوياً من شمال شرقي بيروت مستهدفاً بعض النقاط في مدينة حمص (وسط) وريفها”.

وأضاف المصدر أن “الدفاع الجوي تصدى لصواريخ تل أبيب، وأسقط بعضها، وأدى الهجوم إلى إصابة خمسة عسكريين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”.

واستناداً إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان، استهدفت الصواريخ الإسرائيلية مواقع عسكرية عدة لقوات النظام السوري وتلك الموالية لإيران في حمص، حيث سمع دوي انفجارات، واندلع حريق في مركز أبحاث.

وتحدث المرصد عن “معلومات مؤكدة” في شأن سقوط قتلى وجرحى، مضيفاً أن سيارات إسعاف متجهة إلى مكان الهجوم.

أهداف إيرانية على أرض سورية

في السياق أعلنت مصادر استخباراتية غربية أن الضربات استهدفت سلسلة من القواعد الجوية في المنطقة الوسطى من البلاد التي يتمركز فيها جنود إيرانيون. وأشاروا إلى أن الضربات المتكررة تبين عن تكثيف الجهود الإسرائيلية لمواجهة ترسيخ طهران أقدامها في البلاد.

وقال مصدران من أجهزة استخباراتية غربية إن الضربات الصاروخية استهدفت القاعدة الجوية “تي 4″، الكائنة غرب مدينة تدمر الأثرية ومطار الضبعة القريب من مدينة القصير بالقرب من الحدود لبنان، حيث “حزب الله” المدعوم من إيران.

وأضافت المصادر أن جنوداً إيرانيين إلى جانب مقاتلين من “حزب الله” اللبناني يتمركزون في كلا المطارين، وهناك وجود قوي لمسلحين موالين لإيران في تلك المنطقة بمحافظة حمص.

 

وأوضح مصدر عسكري سوري لوسائل إعلام رسمية أن الضربات خلفت بعض الأضرار المادية مع إصابة خمسة عسكريين.

وتنفذ إسرائيل منذ سنوات هجمات على ما تصفها بأنها أهداف مرتبطة بإيران بينها مستودعات أسلحة وذخائر بمناطق متفرقة في سوريا، حيث ينمو نفوذ طهران منذ أن بدأت دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال الصراع الذي بدأ في 2011 بعد قمع وحشي لمتظاهرين سلميين.

ويعد الهجوم الإسرائيلي الأخير سادس ضربة تشنها تل أبيب خلال الـ32 يوماً المنقضية، وفق ما سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان.

سوريا ساحة لقصف تل أبيب

ومنذ 11 يوماً مضت تعرض مطار حلب الدولي في شمال سوريا لقصف تل أبيب، واستهدف بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان مستودع أسلحة لمجموعات موالية لطهران، مما أدى إلى خروج المرفق الحيوي من الخدمة ليومين.

وفي السابع من مارس (آذار) وضع قصف مماثل المطار خارج الخدمة لأيام، وتسبب في مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم ضابط سوري، وفق المرصد.

وكانت غارة جوية إسرائيلية قد استهدفت حي “كفر سوسة” وسط العاصمة في الـ19 من فبراير (شباط) الماضي. وأعلن المرصد أنها أدت إلى مقتل سبعة عسكريين سوريين، بينهم ثلاثة ضباط، من أصل 15 قتيلاً سقطوا في الهجوم، وتعد الحصيلة الأعلى بالعاصمة السورية نتيجة ضربة مماثلة.

وفي بداية يناير (كانون الثاني) قتل أربعة أشخاص بينهم جنديان سوريان جراء قصف إسرائيلي استهدف مطار دمشق الدولي، وتسبب في وضعه خارج الخدمة لساعات، لتكون المرة الثانية التي يخرج فيها من الخدمة منذ يونيو (حزيران) 2022، حين أدى قصف إسرائيلي إلى تعليق كل الرحلات لنحو أسبوعين.

وفي عام 2019 قتل قصف إسرائيلي شخصين أحدهما القيادي في حركة “الجهاد” الفلسطينية أكرم العجوري في دمشق.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ 2011 تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

 

المصدر:   اندبندنت عربية