المرصد السوري لحقوق الإنسان : ​إيران تهرب الأسلحة الى سوريا بحافلات زوار المواقع المقدسة

20

لا تتوقف إيران عن ابتداع طرق وأساليب جديدة تمكنها من مواصلة تهريب الأسلحة إلى سوريا عبر الأراضي العراقية، بغض النظر عن مدى خطورة هذه الطرق والأساليب وتهديدها حياة المدنيين. وبعد مرحلة اعتمدت فيها الميليشيات الإيرانية على الشاحنات المخصصة لنقل الخضر بين سوريا والعراق من أجل التمويه على شحنات الأسلحة وإخفاء آثارها أثناء تهريبها عبر الحدود بين البلدين، انتقلت هذه الميليشيات أخيراً إلى مرحلة جديدة أشد خطورة تتمثل في استغلال قوافل الحجاج الشيعة المتجهة لزيارة المواقع المقدسة في سوريا لتحقيق الغرض ذاته.
وجاء البحث الإيراني المتواصل عن أساليب تهريب جديدة بعد تعرض شحنات أسلحة عديدة لاستهداف جوي من طيران مجهول يعتقد أنه تابع لقوات التحالف الدولي أو لإسرائيل، ما أدى إلى انقطاع في إمدادات الأسلحة للميليشيات الإيرانية العاملة في المنطقة الشرقية من سوريا.
وفي سبيل التغلب على هذه الصعوبات التي تشكلها الغارات المجهولة، بدأت الميليشيات الإيرانية إدخال شحنات أسلحة متطورة لصناعة صواريخ متوسطة وبعيدة المدى إلى قواعدها في الشرق السوري ضمن قوافل الزوار الشيعة القادمة من العراق إلى مدينة البوكمال، وفق ما رصد موقع “عين الفرات” المتخصص في تغطية أنشطة إيران في سوريا عموماً وفي المنطقة الشرقية خصوصاً.
وذكر الموقع أنه رصد “دخول عشرات الحافلات التي تقل زواراً من الجنسية العراقية والإيرانية عبر المعبر غير القانوني الخاص بقادة ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في قرية الهري شرق البوكمال من دون تفتيشها وتحت حراسة مشددة حتى وصولها وجهتها المطلوبة، بعد أسابيع من إغلاقه بسبب خلافات مع أبناء حاج حسين العلي، الذين يسيطرون على الطرق الفرعية والرئيسية التي تسلكها الحافلات ضمن قرية الهري”.
ويدل استخدام المعبر الإيراني (معبر السكك) رغم عمل معبر البوكمال – القائم الحدودي بين سوريا والعراق بشكلٍ نظامي، على أن إيران خصصت قسماً من الحافلات لنقل ضباط وقادة رفيعي المستوى إلى جانب شحنات أسلحة نوعية بغطاء الزوار الشيعة.
ومن خلال متابعة سير بعض هذه القوافل منذ دخولها الأراضي السورية، تبين أن قسماً من الحافلات التي يعتقد أنها تخفي شحنات أسلحة متطورة توجه برفقة سيارات عسكرية تابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني إلى منطقة الكتف على الأطراف الشمالية لمدينة البوكمال، وهي منطقة شديدة التحصين وفيها أهم مستودعات الميليشيات الإيرانية ومقارها، ويشرف عليها شخصياً الحاج عسكر قائد الميليشيات الإيرانية في البوكمال ونائبه الحاج سجاد، وقامت بتفريغ حمولتها هناك قبل أن تعود أدراجها إلى وسط المدينة لنقل الزوار إلى بادية مدينة القورية حيث يقع مزار عين علي.
ووصل قسم آخر من الحافلات إلى مزار عين علي في بادية القورية الذي يبعد نحو 70 كيلومتراً غرب مدينة البوكمال ويشرف عليه الحاج منتظر الإيراني، والحاج أبو المعتز من متشيعي بلدة حطلة، حيث تم إفراغ الحافلات من الزوار للقيام بطقوس دينية قبل اصطحاب عناصر من “الحرس الثوري” بعضها إلى مزارع الدبوس ضمن بادية القورية لتفريغها من معدات عسكرية تدخل في صناعة أسلحة متطورة.
وأكدت شبكة “عين الفرات” وجود حركة مريبة وغير اعتيادية لـ”الحرس الثوري” الإيراني في محيط مزار عين علي من استقدام ميليشيات جديدة ونشرها في المنطقة بإشراف الحاج حسين مسؤول “الحرس الثوري” الإيراني في الميادين وعدنان الزوزو قائد ميليشيات أبو الفضل العباس، إلى استقدام آليات ثقيلة لحفر أنفاقٍ ومستودعاتٍ تحت الأرض تشبه إلى حد كبير قاعدة الإمام علي في محيط مدينة البوكمال، كذلك رصدت الشبكة استيلاء الميليشيات على منازل ومحال تجارية تعود ملكيتها لمدنيين مهجرين ونشر آليات عسكرية ضمنها لمنع المدنيين من الاقتراب من أماكن الحفر.
وفي منتصف العام الماضي كشف “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن وصول شحنة من الصواريخ الإيرانية في شاحنات نقل الخضر، آتية من إيران إلى مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي.
وبحسب “المرصد”، فإن سيارات شحن مخصصة لنقل الخضر، توجهت نحو سوق الهال في المدينة للتمويه، ومن ثم توجهت نحو منطقة آثار “الشبلي” عند أطراف المدينة، وأفرغت حمولتها داخل الأنفاق التي أنشأتها الميليشيات لتخزين الأسلحة هناك، من دون أن تتعرض لمعوقات.
وقبل فترة طويلة كان يتم نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا بطائرات النقل الضخمة “إليوشين 76 تي دي”، التابعة لأسطول النقل “585 إم” السوري، هذه الطائرات لها استخدامات عسكرية ومدنية، وأحياناً كانت تنقل الإمدادات واللوازم الطبية التي كانت تحتاجها دمشق في أيام حصار معظم أحيائها من فصائل المعارضة السورية.

 

 

المصدر: النهار العربي