المرصد السوري لحقوق الإنسان: اجتماع رباعي في موسكو اليوم لوزراء دفاع تركيا والنظام السوري وإيران وروسيا

20

قال عمر رحمون المتحدث باسم “المصالحة السورية” التابعة للنظام السوري، إن الهدف من اجتماع موسكو الرباعي الذي سيعقد اليوم الثلاثاء بين وزراء دفاع ورؤساء استخبارات تركيا وروسيا والنظام السوري وإيران، هو تحضير الملفات الميدانية لمناقشتها في الاجتماع الذي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية.
ولقاء وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بنظيره لدى النظام السوري علي عباس سيكون الثاني، حيث التقيا للمرة الأولى في موسكو أواخر العام 2022، بحضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وبغياب وزير الدفاع الإيراني، قبل أن تنضم طهران إلى مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق، في وقت لاحق.
وأضاف رحمون لـ”القدس العربي” أن اجتماع وزراء الدفاع كان مقرراً منذ انعقاد أول لقاء بين وزراء الدفاع، مؤكداً أن “اللقاءات الأمنية مستمرة، لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الرباعي الذي عقد على مستوى نواب وزراء الخارجية في موسكو، الشهر الماضي”.
وتابع المتحدث باسم المصالحة بالإشارة إلى احتمالية انعقاد اجتماعات قادمة على مستوى وزراء الدفاع في دمشق أو في طهران، مشدداً على استمرارية المحادثات على المستوى الأمني.
والاثنين، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عن لقاء ثانٍ سيجمعه مع وزير الدفاع لدى النظام السوري علي محمود عباس، ضمن خطوات التقارب بين دمشق وأنقرة، بعد لقائهما الأول وحسب وكالة “الأناضول” فإن مكان عقد الاجتماع سيكون في العاصمة الروسية موسكو. ويأتي إعلان الوزير التركي بعد اجتماع دبلوماسي على مستوى نواب وزراء خارجية البلدان الأربع في موسكو مطلع نيسان/أبريل، تمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية تستضيفه روسيا، مطلع أيار/مايو.
ويقول المحلل السياسي فواز المفلح لـ”القدس العربي” إن الاجتماع بين وزراء الدفاع، سيركز على قضية جدولة الانسحاب التركي من الشمال السوري، حيث يعد هذا الملف هو المحطة الخلافية الأكبر بين الجانبين.
وكانت مصادر متطابقة، قد أكدت أن النظام السوري اشترط جدولة الانسحاب التركي من سوريا قبل المضي في مسار التطبيع مع أنقرة، في حين تؤجل الأخيرة تنفيذ هذا المطلب قبل تحقيق حل يضمن الانتهاء من مشكلة التهديدات الكردية انطلاقاً من الداخل السوري، ومسألة اللاجئين السوريين.
وتابع المفلح، بالإشارة إلى دور روسيا في دفع هذا المسار، مؤكداً أن “المضي في هذا المسار لا يعني بالضرورة نجاحه، ويحتاج إلى وقت طويل”. وكان مندوب الرئيس الروسي الخاص في سوريا ألكسندر يفيموف قد أكد في حديث سابق لصحيفة “الوطن” السورية شبه الرسمية، أن “مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق طويل، ولا يمكن حل جميع الملفات والمسائل ومناقشتها في جولة واحدة من المفاوضات”. ومن المرجح أن تمهد كل هذه الاجتماعات إلى لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد، في لقاء إن تم سيكون بمثابة إعلان التطبيع الكامل بين أنقرة ودمشق، وطي صفحة خلاف بدأ منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011.

عقوبات أوروبية

فرض الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين عقوبات على اثنين من أبناء عمومة الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة تهريب الكبتاغون، الذي بات يعد مصدر الدخل الرئيسي للنظام. وبحسب تحقيق أجرته وكالة فرانس برس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي فإنّه خلال عشر سنوات من حرب مدمّرة، تغيّرت خارطة سوريا، فرُسمت خطوط جديدة ومعابر داخلية تفصل بين المناطق، لكنّ شيئاً واحداً هو الكبتاغون بدا كأنه عابر للتقسيم ولخطوط التماس وتحوّل إلى تجارة مربحة تفوق قيمتها عشرة مليارات دولار.

قصف إسرائيلي

ميدانياً وفي الجنوب السوري، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركز في مراصد جبل الشيخ بأكثر من 10 قذائف صاروخية، موقع قرص النفل غرب بلدة حضر في ريف القنيطرة قرب الجولان المحتل. وقال مصدر عسكري مطلع قال لـ”القدس العربي” إن موقع قرص النفل هو مركز استطلاع، ويضم نقاط مراقبة تابعة لكتيبة المشاة في اللواء 90 وهي الكتيبة الأولى شرق بلدة حضر على الخط الأول من الحدود القريبة من الجولان المحتل، والتي تبعد عنه نحو كيلو متر ونصف. ووفقاً للمصدر فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف بأكثر من 10 قذائف من المدفعية الثقيلة وصواريخ السبايك الموقع المستهدف.
وأضاف القذائف هي طلقات تحذيرية جاءت بعد رصد جيش الاحتلال الإسرائيلي تحركاً لمدير إدارة الاستطلاع العميد الركن سامر الدانا ومعه مدير استخبارات حزب الله في القنيطرة طارق الماهر، في هذه المنطقة، بعد ظهر الاثنين، حيث تم استهداف بعد رصدهم بساعات.
وبعد القصف، حذر الجيش الإسرائيلي ضبّاط وعناصر قوات النظام السوري من التعاون مع “حزب الله” اللبناني، حيث ألقت طائرات إسرائيلية منشورات على محافظة القنيطرة حملت تهديداً لضباط سوريين متعاونين مع حزب الله اللبناني.
وجاء في المنشورات “إلى قادة وعناصر الجيش السوري، إننا نراقب عن كثب وندرك بالتعاون الاستخباراتي الجاري مع حزب الله داخل مواقع الجيش السوري في المنطقة، بما في ذلك قرب منطقة الشريط الحدودي الإسرائيلي”. وأضافت المنشورات أن “تعاونكم مع حزب الله جعل منكم قرباناً وجلب لكم ضرراً أكبر من المنفعة، التعاون مع حزب الله يؤدي إلى الضرر”. وذكرت المنشورات أسماء كل من اللواء سامر الدانا رئيس الاستخبارات السورية، وطارق ماهر قائد مقر استخبارات لحزب الله”.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن القوات البرية الإسرائيلية استهدفت موقعاً لميليشيات مقربة من حزب الله اللبناني، تتمركز قرب موقع قرص النفل، مشيراً إلى أن الموقع ذاته تعرض الموقع للاستهداف المباشر في 17 آب الفائت. من جهتها، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوم الاثنين، بأن الجيش الإسرائيلي ألقى على منطقة القنيطرة جنوب غربي سوريا منشورات حذر فيها من التعاون مع “حزب الله”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “إلقاء المنشورات جاء بعد هجوم منسوب لإسرائيل على مواقع تابعة لحزب الله في المنطقة”، دون تفاصيل عن هذا الهجوم. وأردفت: “تجدر الإشارة إلى أن حزب الله يعمل على ترسيخ وجوده في هذه المنطقة تحت رعاية الجيش السوري من خلال عناصره، ووضع معدات للمراقبة والقتال”. وفي 18 نيسان، نفذت القوات الإسرائيلية قصفاً برياً استهدف نقاطاً ضمن مناطق تتواجد فيها الميليشيات التابعة لإيران على أطراف بلدة صيدا بالقرب من الجولان السوري المحتل في ريف القنيطرة الجنوبي، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
وشنت إسرائيل ما لا يقل عن 9 هجمات ضد قوات النظام السوري وحلفائه الإيرانيين داخل الأراضي السورية، منذ بداية العام الجاري، بدأت في 2 من كانون الثاني بشن هجمات على مطار دمشق. وشهد شهر إبريل /نيسان ضربتين إسرائيليتين، الأولى في الثاني من نيسان، استهدفت مواقع عسكرية للنظام في ريف حمص الغربي، تبعه هجوم في 4 نيسان على محيط دمشق.

 

المصدر:  القدس العربي