المرصد السوري لحقوق الإنسان: اشتباكات في السويداء ودرعا.. و”قسد” تواصل الاعتقالات والتجنيد في مناطقها

16

تشهد السويداء جنوبي سورية هدوءاً حذراً، صباح اليوم الأربعاء، عقب اشتباكات عنيفة شهدتها المدينة، مساء أمس والليلة الماضية، بين النظام السوري ومسلحين محليين على خلفية مقتل شابين، في حين اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) مجموعة من الأشخاص في دير الزور شمال شرقي سورية.

وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ حالة من الهدوء الحذر تسود مدينة السويداء عقب اشتباكات عنيفة استمرت طوال الليل بين قوات نظام بشار الأسد ومجموعات من المسلحين المحليين، مضيفة أن الاشتباكات أدت إلى أضرار مادية جسيمة في ممتلكات المدنيين إضافة إلى حالة من الذعر.

وبحسب المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، جاءت الاشتباكات على خلفية عراك وقع بين عائلات من السويداء وعناصر النظام في المستشفى الوطني بالمدينة، بعد مقتل شابين على يد مسلحين مجهولي الهوية ونقلهما إلى المستشفى.

وتعرض الشابان، أول أمس الإثنين، للهجوم على طريق الجبل قرب مدينة السويداء ما أدى إلى مقتلهما جراء إطلاق النار عليهما بشكل مباشر، وعند نقلهما إلى المستشفى وحضور ذوي المقتولين حصل عراك مع عناصر النظام تطور لاحقاً إلى اشتباكات مسلحة.

وذكرت المصادر أنّ مسلحين محليين تجمعوا من قرى وبلدات السويداء وجاؤوا إلى المدينة وحاصروا المراكز الأمنية التابعة للنظام، وعلى رأسها مبنى المحافظة وقيادة الشرطة، لتتوقف الاشتباكات فجر اليوم بعد تدخل قياديين محليين وضباط من الجانب الروسي الداعم للنظام.

وتشهد محافظة السويداء فلتاناً أمنياً مستمراً منذ سنوات ويعجز النظام عن ضبطه، في وقت يتهم ناشطون نظام بشار الأسد بافتعال الفلتان الأمني لإبقاء المحافظة تحت سيطرته، وإجبار أبنائها على الخضوع لقواته والالتحاق بها أيضا.

قتلى وجرحى في اشتباك وهجوم على النظام بدرعا

وبالقرب من السويداء، قتل وجرح عناصر من قوات النظام السوري بهجوم لمجهولين في ريف درعا الغربي جنوب سورية، فيما قتل ثلاثة عناصر سابقين في المعارضة السورية المسلحة وجرح آخرون باستمرار الاشتباكات بين النظام والرافضين للتسوية بناحية ناحتة في ريف درعا الشرقي.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ”العربي الجديد” إنّ سيارة عسكرية تقل عناصر من قوات النظام السوري تعرضت لهجوم من مسلحين مجهولين على الطريق الواصل بين قرية الرفيد ومدينة نوى في ريف درعا الغربي، ما أسفر عن مقتل عنصرين وجرح ثلاثة آخرين على الأقل.

وذكر الناشط أن قوات النظام استنفرت في المنطقة في حين فر المهاجمون إلى جهة مجهولة. وأضاف الناشط أن السيارة كانت تحمل العناصر إلى الثكنة العسكرية التابعة للنظام في المنطقة.

في غضون ذلك، قتل ثلاثة من عناصر المعارضة المسلحة سابقاً خلال اشتباك مع قوات النظام السوري في عملية اقتحام تشنها الأخيرة في محيط بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي. وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أنّ قوات النظام اقتحمت مزرعة شرق بلدة ناحتة بعد حصار المنطقة وقتلت الشبان الثلاثة بعد حصارهم والاشتباك معهم.

وفي وقت سابق اليوم، تحدثت مصادر محلية عن وقوع اشتباكات، بين النظام السوري ومجموعات مسلحة محلية رافضة للتسوية في محيط بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي، ما أدى إلى وقوع إصابات من الطرفين.

وقال “تجمع أحرار حوران” الإعلامي إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام ومجموعة مقاتلين مطلوبين رفضوا إجراء التسوية معه شرقي بلدة ناحتة، ما نجم عنه سقوط إصابة بين المطلوبين.

وذكر الناشط محمد الحوراني، لـ”العربي الجديد”، أنّ قوات النظام السوري طوقت المزارع وحاصرت المنطقة التي يوجد فيها مسلحون مطلوبون للنظام رافضون للتسوية معه، إضافة إلى الانتشار على طريق ناحتة صمّا، وطريق المليحة الشرقية الدارة، شرقي درعا.

وكان النظام السوري قد عقد تسوية في المنطقة، الشهر الماضي، وبقيت مجموعة من المسلحين من أبناء المنطقة رافضة للتسوية معه، ويسعى النظام إلى التخلص منهم بهدف بسط سيطرته الكاملة على درعا.

إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، لـ”العربي الجديد”، إنّ الأخيرة اعتقلت مجموعة أشخاص إثر قيامها بمداهمة قرية جزرة ميلاج غربي دير الزور بهدف التجنيد الإجباري. كما اعتقلت شخصين من أبناء القرية بتهمة التواصل مع خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي.

اتهامات لـ”قسد” بتجنيد قاصرات

من جانب آخر، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إنّ “الشبيبة الثورية” التابعة لـ”قسد” وحزب “العمال الكردستاني” قامت بتجنيد ثلاث فتيات قاصرات في مدينة عامودا بريف الحسكة شمال شرقي سورية.

وبحسب المرصد، فقد زجت المليشيا بالفتيات في معسكرات التدريب التابعة لها خلال الأيام الثلاثة المنصرمة، مشيراً إلى أنّ عملية التجنيد تجري دون قبول ذوي الفتيات. وأضاف أنّ المليشيات جندت فتاة من أبناء قرية بليسية بناحية المالكية قبل شهرين دون موافقة ذويها.

يذكر أن “قسد” كانت قد أطلقت سابقاً العديد من الفتيات القاصرات والأطفال بعد تجنيدهن في صفوفها، وذلك إثر مطالب واحتجاجات قام بها ذوو الأطفال، في حين تندد منظمات حقوقية محلية بعملية تجنيد القاصرين والقاصرات وتقول إنها مخالفة لقوانين حماية الطفل وحقوق الطفل التي تفرض تحييد الأطفال عن الأعمال العسكرية.

من جانب آخر، أخرجت “قسد”، اليوم الأربعاء، دفعة جديدة من النازحين السوريين القابعين في مخيم الهول إلى القرى والبلدات التي ينحدرون منها في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد.

وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إنّ الدفعة الجديدة ضمت 20 عائلة مكونة من 65 شخصاً جرى إخراجهم بعد كفالة ووساطة من قبل وجهاء محليين من القبائل والعشائر العربية.

النظام يخرق وقف إطلاق النار في إدلب

في غضون ذلك، جددت قوات النظام خرق وقف إطلاق النار في شمال غربي البلاد. وقال الناشط مصطفى المحمد، في حديث مع “العربي الجديد”، إنّ قوات النظام السوري قصفت قرية كفرتعال ومحيطها بريف حلب الغربي بأكثر من 40 قذيفةً مدفعية، مسببة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين. وقالت مصادر محلية إنّ القصف أدى أيضاً إلى مقتل عنصر من “هيئة تحرير الشام”.

وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أنّ قصفاً مدفعياً من قوات النظام طاول أيضاً قرية عين لاروز في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ما أوقع جرحى من المدنيين.

 

 

 

المصدر: العربي الجديد