المرصد السوري لحقوق الإنسان: الحصيلة الأعلى.. 15 شهيدًا بينهم نساء في قصف إسرائيلي عنيف لأحياء سكنية في دمشق.. وادانات ايرانية وفلسطينية وروسية

18

قتل 15 شخصاً بينهم سيدتان على الأقل جراء قصف إسرائيلي طال بعد منتصف ليل السبت الأحد حياً سكنياً في دمشق، في حصيلة هي الأعلى في العاصمة السورية نتيجة ضربة مماثل، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلنت وزارة الدفاع عن استشهاد خمسة أشخاص، بينهم عسكري، وإصابة 15 آخرين في “حصيلة أولية”.
ونادراً ما تشنّ إسرائيل ضربات مماثلة داخل دمشق، إذ تقتصر ضرباتها على مواقع عسكرية على أطراف العاصمة وفي ريفها ومناطق أخرى.
وطال القصف، وفق المرصد والإعلام الرسمي، بشكل رئيسي حي كفرسوسة في جنوب غرب دمشق، والذي يعد من الأحياء الراقية في العاصمة السورية وتوجد فيه مقرات عسكرية واستخباراتية وأفرع أمنية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن الغارة أسفرت عن استشهاد 15 شخصاً، بينهم مدنيون ضمنهم سيدتان، موضحاً أن المنطقة المستهدفة تضم معهداً ثقافياً إيرانياً، من دون أن يتمكن من تحديد الجهة التي استهدفها القصف.
– “أعلى” حصيلة –
وأوضح أن حصيلة القتلى “هي الأعلى جراء قصف إسرائيلي على دمشق”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” في وقت لاحق عن مصدر عسكري إن “العدوان أدى كحصيلة أولية إلى ارتقاء خمسة شهداء بينهم عسكري واصابة 15 مدنياً بجروح بينهم حالات حرجة”. كما أدى إلى “تدمير عدد من منازل المدنيين وأضرار مادية في عدد من الأحياء في دمشق ومحيطها”.
وقال المصدر “في تمام الساعة 00:22 من فجر اليوم (21:22 ت غ)، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في مدينة دمشق ومحيطها من ضمنها أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين”، مضيفاً “وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها”.
وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس في دمشق عن سماع دوي انفجارات عنيفة، تلاها أصوات سيارات إسعاف هرعت الى الموقع المستهدف.
ونشرت وكالة الانباء السورية شريط فيديو يُظهر حفرة كبيرة أمام المبنى المؤلف من عشر طوابق، وقد تصدعت أجزاء من واجهته الأمامية.
وأدانت طهران بشدة القصف الإسرائيلي الليلة الماضية على أهداف في دمشق وريفها، لا سيما التي طالت بعض المباني السكنية، وأدت إلى مقتل وجرح عدد من المواطنين.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بأن الهجمات المتتالية من قبل الجيش الإسرائيلي، وتنظيم “داعش” ضد السوريين، دليل على ارتباط وتنسيق هذين الكيانين “الإرهابيين”.
وأضاف كنعاني، أن الهجمة التي شنتها إسرائيل الليلة الماضية على سوريا، في وقت تواجه فيه أزمة إنسانية منذ أسبوعين جراء الزلزال، تهدف إلى مفاقمة معاناة الشعب السوري.
وتابع كنعاني: “أن صمت الدول الغربية حول الانتهاكات الإسرائيلية المتكرر، ضد سيادة وسلامة الأراضي السورية أمر مخز”.
وطالب كنعاني المجتمع والمؤسسات الدولية المسؤولة، وتحديدا مجلس الأمن الدولي، باتخاذ إجراءات فورية وجادة، لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها وعدوانها ضد دولة عضو في الأمم المتحدة.
كما دانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بشدّة، اليوم الأحد، العدوان الإسرائيلي على سوريا واستهدافه الأحياء السكنية في العاصمة دمشق، ما أدّى إلى سقوط عدد من الضحايا بين شهيد وجريح.
وأكّدت “حماس” أهمية التصدّي لهذا “الاحتلال الفاشي الغاشم، بتوحيد الصفوف وتكاتف الجهود العربية والإسلامية”.
وشدّدت على أنّ “الاحتلال الصهيوني ما زال يشكّل بوجوده على أرض فلسطين خطراً على الأمة وعلى الأمن والسلم في عموم المنطقة، فهو شرٌ مطلق لا يردعه إلا القوّة والمقاومة حتى زواله عن الأرض والمقدسات”.
كذلك، دانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بشدة العدوان الإسرائيلي، قائلةً إنّ “هذا العدوان يثبت بوضوح حجم أحقاد الصهاينة وفاشيتهم، وسعيهم المتواصل لاستهداف سوريا وتعميق مأساة الشعب السوري الشقيق الذي يلملم جراحه بعد الزلزال المدمر”.

وشدّدت حركة “الجهاد” وقوفها مع سوريا وإلى جانبها “في مواجهة هذه المؤامرات التي يقودها الكيان الصهيوني، والتي تستهدف سيادتها وأمنها واستقرارها ووحدتها”.
بدورها، دانت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين العدوان الإسرائيلي، مؤكدةً أنّ “هذا العدوان السافر يأتي في وقتٍ لم تتعافَ سوريا من آثار الزلزال المدمّر، الذي ضربها وخلّف آلاف الضحايا، ليؤكّد من جديدٍ عدوانيّةَ هذا الكيان العنصري وفاشيّته”.

من جانبها، دانت لجان المقاومة في فلسطين أيضاً “الهجوم الهمجي الصهيوني على سوريا”، قائلةً إنّ “العدو الصهيوني يستمر في استباحة دماء ومقدرات الشعب السوري رغم كل الألم الذي يمر به”.
وأضافت لجان المقاومة أنّ “لا إنسانية ولا أخلاق ولا قواعد أممية وسياسية وعسكرية تلجم هذا العدو عن إجرامه وإرهابه”ـ
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي عن إسرائيل التي شنّت خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافًا إيرانيّة وأخرى لحزب الله بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة.
وفي بداية شهر كانون الثاني/يناير، استشهد أربعة أشخاص بينهم جنديان سوريان جراء قصف إسرائيلي استهدف مطار دمشق الدولي ووضعه خارج الخدمة لساعات، لتكون المرة الثانية التي يخرج فيها من الخدمة منذ حزيران/يونيو 2022، حين أدى قصف إسرائيلي الى تعليق كل الرحلات لنحو أسبوعين.
ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
والقصف الإسرائيلي هو الأول منذ الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا ومركزه تركيا في السادس من شباط/فبراير، وأسفر عن مقتل أكثر من 3600 شخص من أصل أكثر من 41 ألفاً في البلدين.
من جهتها أدانت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأحد بشدة الضربة الجوية الإسرائيلية على مدينة دمشق السورية ومحيطها ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ” للقانون الدولي.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا “نحث الجانب الإسرائيلي بشدة على وقف الاستفزازات المسلحة ضد الجمهورية العربية السورية والامتناع عن خطوات قد تنطوي على عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها”.

 

المصدر: رأي اليوم